من حرف سابدا...او من حروف،وبقلمي الذي طال صمته ساكتب،لا ادري..ايحق لي الوصف ام التمني ام السكوت؟ في كل يوم ارى العشاق سوية لا يترك بعضهم الآخر ..يرمون بلحظة الوداع قدر استطاعتهم،واتسائل...عن شعورهم الذي يحسون به..عما يجول في خاطرهم وفي قلبهم من احاسيس ومشاعر..عن اجمل مسافة في الكون والتي تفصل بين اعينهم..عما يملكونه من عمر حلو يعيشونه..عن اللحظات التي يقضونها..وعن درب رسموه للسير عليه..ماذا فيه؟ وماذا خططوا له؟ وباي شيء سيملاونه؟ انه الحــــب...
للحب امور غريبة لا يدري المرء شيئا عنها او ايا منهاالا بعد ان يقع فيه..يتسائل"ما هذا الاحساس؟ انه احساس غريب لا اعرفه...لاول مرة اشعر به...ام انني اتوهم" ولا يلبث بعدها الا ان يجد نفسه في دوامة قوية وزلزال عنيف وبركان متفجر من العوطف الجياشة والهائجة تاخذه الى عوالم اخرى جديدة لم يرها قط،يتخبط طوال يومه حول نفسه ولا يرى الا شخصا قد دخل قلبه وحبس انفاسه واحتكرها له فصار يفكر فيه ظلمة ليله ونور نهاره،تجتاحه اشياءٌ واشياء...تراه مغموسا في افكار لم يعهدها من قبل..يعرض عن الطعام..يرتفع عنده الادرينالين..يتصرف بكل عصبية امتلكها..تنقلب عنده كل الموازين والمقاييس في كل الاشياء..في ملبسه ومظهره وفي تصرفاته وطريقة كلامه والتعيبر عما يجول في خاطره وتختلف حتى حركاته العشوائية التي قد تكون علامة مميزة له..تجده شاردا اغلب وقته يفكر..هائما في بحور العشق والغرام يعد الايام يوما بعد يوم..يقتله الشوق والحنين..وينتظر رسو سفينته في ميناء من يحب..يرسم الفكرة تلو الاخرى لخلق لقاء يجمعه مع محبوبه..لمكالمة هاتفية ولو لاصغر الاشياء واتفهها ان كان في الحب تفاهة..لرسالة يرسلها ولو لم يكن فيها سوى قلب حب او كلمة تكونت من اربعة احرف ولكنها تحمل بين طياتها جل الكم الهائل والبحر غير المنتهي مما يشعر به في غياب الحبيب..يناجي نفسه"اين انتَ ياحبي حتى تضع النقاط على حروفي" ولكنه يرى نفسه -اي العاشق- اسعد انسان في الوجود..يشعر وكانه لم يعش ابدا وانه عرف معنىً جديدا للحياة لم يعهده من قبل،وعلى ذلك..فان الحب من وجهة نظري المتواضعة:(هو قمة الاحساس بالرومنسية معانقة النرجسية اذا تغلغلت في القلب لا تخرج منه فتسري في الجسد كتيار كهربائي يدغدغ كل خلية ويلهب مافي النفس من آ مال وعواطف وخيال وغريزة).
وعلى الرغم من عظم امر الحب تجد صاحبه يحاول قدر امكانه ان يخفي امره عمن حوله..عن مجتمع تبر ا من نفسه وحرم الحب على ابنائه فكثير من الناس من رفضوا الحب وحاربوه وعارضوا فكرته ورفعوا ضده الشعارات المنددة وقادوا ضده المظاهرات ووضعوا سيفهم على عنقه،وكم قتل انسان او انسانة بالاخص لارتكاب جريمة شنعاء في نظرتهم المتطرفة الا وهي الحب،ولكن..لم يلبث هؤلاء الا أن استسلموا في النهاية،فليس لانسان ان يمنع الشمس من الاشراق ذات يوم..او يوقف تفتح وردة في الصباح..او يفرض الاقامة الجبرية على القمر،لان شان الحب كشانهم جميعا لا يستطيع انسان مهما كانت سلطته ان يوقفه..فلا غالب الا الحب كما يقول نزار.
ماذا انت ايها الحب؟..وكيف تاتي وتاخذ الناس على حين غرة دون ان يشعروا وكانك تعيد تاهيلهم لمنظور الحياة كاملة،فتجعلهم افرادا جددا تغير من افكارهم ومعتقداتهم التي كانوا يحملونها ضدك،ولا يلبثوا الا ان يكونوا من انصارك وحلفائك والمنطوين تحت حزبك والمدافعين عنك والمتكلمين بلغتك التي هي اجمل لغة في الكون ولا تعرف حدودا من جميل الكلام،فكم قيلت فيك المعلقات والقصائد الرنانة ..وكم حيكت فيك القصص والحكايات والافلام والروايات..وكم تغنى بك المغنون..وكم من كتاب سخروا انفسهم واقلامهم لاجلك واصبحت شغلهم الشاغل ولم يتوانوا قط في الدفاع عنك في اي مؤتمر من المؤتمرات..وكم..وكم..ورغم هذا وذاك لا يعرف احد ما انت اوكيف تاتي او ماهي توابعك ومضاعفاتك على النفس وستبقى شيئا غامضا في قلوب المحبين وسلطانا على الناس كافة وليس من سلطان عليك...