اعذرني إن طال صمتي...
فأنا اليوم أحبك أكثر مما مضى...
وأنفاسي تتسابق لاحتضان نظراتك...
أعلمُ أنّ الحزن لازال يقبع في ذاتي...
غير أني لا أملك إلا أن أحبك بلا ألم...
بلا وجع....بلا ندم...
فاستمرارك يمنح سطوري امتداداً هائلاً....
فما بالك بالأحاسيس التي تتجاوز مدى فهمي...
أحبك الآن بطريقة غريبة...
بجنون يتحدّى منطق الأحداث...
فالنتائج أعرفها مسبقاً...
وأكره الأسباب...
ولا أؤمن بتغيّر المحيط...
كل الأماكن تثبت وجودك الدائم...
بين إيماني ودهشتي...
تكثر الحروف النازفة بين يديك...
فلا عليك...
لا تتساءل عن انتحار الكلمات...
مادامت الأشواق تتجدّد بلا توقف...
أحبك اليوم...أكثر من الغد...
وأكثر من أي قادم...
لأنّ استغرابي الآن سيغدو أمراً مألوفاً...
وسأعتاد هلوستي عنك حتى تُصبح فلسفتي...
لا بأس...
أن أتشتت اليوم....مادامت نظراتي ستجتمع غداً على وجهك...
وتتخذ لنفسها من ملامحك بصيرة وبصراً يُغنيني عن هذه الحواس التي تقيّدني...
أحبك اليوم...
بلهفة تجعل حنين الأمس مسألة وقت لا أكثر...
ووجودك هنا يمنح وجودي تفسيراً...
لا تتساءل عن دمعي الذي لا ينسكب...
فالموقف غريب عن شعوري الطبيعي...
ويحتاج صيغة جديدة للتعبير...
هل يكفيني أن أرتمي على صدرك بلا تردد ؟!
وأُنهي صراع الموت والحياة بقبلة!!...
فلا أدري...
إن كان حبك اليوم أجمل...
فأنا منذ عرفتك...
لا أعرف صيغ التفضيل...
فلا داعي لأميّز بين عطشي لروحك ورغبتي بالمزيد...
مادام كل قديم في حضورك إحساس جديد...
ومهما تبدّلت أشعاري وتلبّدت أفكاري وتبلّد التعبير...
أحبك اليوم بلا تبرير...
وأستنزفُ أحلامي بطيش...
فأنا أعترف...
بأني أحبك الآن كما بعد قليل...
فلا تسألني عن صمتي الطويل...
لأنّ استمرارك فيّ...
كما تعاقب الليل والنهار......يأتي بلا تفضيل !!