المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيسى
زائر في الليل يأتي
...
أراه يطل من شباكي
يحمل لي هدايا ، يرسم الابتسامة التي لم أراها ...
يداعب جفوني في حنو بالغ ... يوقظ فيا ما لم أعرفه ، ما لم أجربه قط ..
لهذا الزائر استعدادات لا تمل
يا قادماً من عالم الجمال الينا
يا هامساً همس الدلال بأذنينا
يا عابثاً بقوانين لم يعشها غيرك
أنت الاستثناء الوحيد الذي يؤكد كل قاعدة
أنت " الحلم "
أقبل يا زائري في الليل فالوقت يملكنا ولا نملكه الا حيث أنت ...
*****
ها أنا ذا معكم
فنجان القهوة الساخنة يدفئ يدي قليلاً بينما صوت المطر والريح يبعث في أوصالي شعوراً متناقضاً من الرهبة والراحة / الخوف والأمل / الانكماش من البرد والرغبة في الانطلاق خارجاً عن حدود المكان
حيث يمكن للأرق أن يفيد أحياناً ، أن يدفع خلايا مخك الرمادية نحو شئ من التفكير ، يحرك في جسدك رغبة ما في الحياة ... رغبة في النوم طلباً لعوالم لا تراها الا هناك
حيث يمكن لك أن تحلق بعيداً جداً ، تطير في الفضاء ، تصنع ما تشاء مع من تشاء ، وفي أي مكان تشاء ...
هناك حيث لا شئ غريب اطلاقاً ، لا شئ يدعو للدهشة ... حتى لو رأيت نفسك الرجل الخارق تلبس بذلته الزرقاء وتطير تنقذ الطائرات المتهاوية من سماء المدينة ... حتى لو امتلكت جناحي نحلة أو عصفورة ،
هناك في عالم الأحلام .. تغدو الأماني ممكنة
ربما ترى أوطاناً ليست محتلة
تعش / ولو لثوانٍ/ في بلد عربي زعيمه ليس فاسد وأرضه لم تبع بعد وشعبه لم يمت بعد
ربما تجد الناس قد عادت لهم انسانيتهم ، وسرى الدين في قلوبهم مرة أخرى
فلا تستغرب ... فقط اقرص نفسك جيداً
واعلم أنك هناك
في عالم لا يملك دخوله الساهرون ...
سامحوني على خربشاتي
أخي الكريم أحمد
عبَّرتَ عن لحظات جميلة يغادرنا فيها الواقع ويتشبث بنا الحلم وغالباً نحن من نتشبث به
ولهذا اسمح لي أن أترك هنا دثاراً من حلم أشارك به في رحلتك الحالمة ..
***
تناومت الأفكار المتضاربة في خضم زحمة أعمال هذا اليوم وتركت لي مساحة ذهبية لأنسج من حروفي دثاراً من الفرح الغامر والذي من الملائم أن أهديه إلى إنسان رائع تتقافز أمام عينيه الأمنيات الجميلة ،و من بينها يرى نفسه مالكا لهذا الدثار، فأبصره بعين راضية ٍ، مدهوشاً بالمعجزات ،محلقاً في سماء الجمال ،مهرولاً في جنان النعيم كل هذا قبل أن يدرك بأنّ أحلامنا الكثيرة الكبيرة منها والصغيرة ليست سوى سلم وهمي جميل يوصلنا إلى درجات من السمو في مطالبنا وقد يقع هذا السلم على رؤوسنا ليجعلنا نفيق من غفوتنا نتذمر من حظنا العاثر ونرمق الأحلام بنظرة تبحث عن حلم جديد جميل.
أخي الكريم:-
من أحلامي الجميلة أن تتقبل خربشاتي هذه بابتسامه