جلسا معا...في ذلك الركن الهادىء
هي بثوبها الابيض..تشبه حمامة بيضاء بثوبها المكشوف الذراعين شعرها غابة من ألليل تضع في جانبه
زهرة من زهور الكاردينيا بدت كقمر يبزغ وسط حلكة ليل مدلهم السواد ينسدل على كتفيها..ويتمادى
طولا حتى يكاد يلامس اسفل ضهرها رقيقة هي وممشوقة القوام تشبه عود خيزران او رمح رديني
لطالما سعى الى ان يجتمعا معا في مكان هادىء كهذا وشبه فارغ الا من طاولات هنا وهناك تجمع
حبيبين معا.. لم يمض من الزمن كثير ولم يتبادلا من الحديث الكثير هو على طوال سنتين كان قد
حدثها عن كل شيء وهي اخبرته عن الكثير والكثير لكن كان الامر لكليهما محاولة لفهم مكنون مشاعر مؤجلة
الوصول الى نهاية ما ..كل منهما في حيرته يشبه مركب صغير بشراع ممزق تتقاذفه الريح
بدا الامر اكبر من تلك الموافقة المتبادلة حين منح احدهما للاخر جواز مرور الى قلبه..هي تشعر بارتباك
في داخلها وهو بشيء من خوف ..هاهي المرة الاولى التي يجتمعان معا في مكان حالم كهذا..باغتته بالسؤال..
-أتراقصني..؟
- بلى.كم أحلم..
نهضا معا وما كاد ان يقف قبلتها حتى قالت له ترفق بي ان احاطت كفيك بخصري فاعلم انك
ستحتضن دورة الارض في عالمي ولكن احب لو شددتني اليك.. قليلا بصورة اكبر واعمق ..!
قالت كلماتها كانها تحادث نفسها فهي تعلم انها ماكانت لتشعر انها بكيانها ستكون عالما يتهاوى امام دفء
نظرته وابتسامته التي تحبها..واحبتها كثيرا منذ ذلك اليوم الذي التقيا به.
تشعر انها ابتسامة ساحرة موشاة بشيء من حزن شفيف..
احتضن خصرها بكفيه وشدها الى صدره الذي يعلو ويهبط من لهفته للحضة طالما حلم بها يوما..قرب فمه من اذنها وهمس لها..
-عطرك ساحر
-همهمة منها رغبت لو قالت شيا لكنها صمتت
-اتمنى ان امتزج بك وان تتعانق روحينا الان
-اغمضت عينيها...وابتسامة ترتسم على وجهها
- اتعلم لااصدق ان بين شفتي وبين شفتيك هذه المسافة واحتمل ان لااقبلك..!!
-همست الم اقل لك تترفق بي
- لكني بالكاد احتمل ان لااشدك الي بقوة اكبر
- ترفق ..انا الان كقطعة من ثلج في عز الضهيرة وانت متقد كشمس تموز
- لالالا انا من هو كذلك..
- حسنا م افعل..؟
- اخبريني م الامر
- اخاف.......!!
- لاشيء فقط اعلم اني اذوب الان قطرة قطرة..اشربيني ..احتويني..لملميني انا اتبعثر كحبات الماء
وهي تقطر من قطعة الثلج
اشرق وجهها بسحر غامض..وعانقته..عانقته بقوة ما كان يحلم انها ستكون له يوما ما..
وما ان كاد ان يلمس بشفتيه شفتيها...حتى احس بلسعة غريبة افاق على اثرها..مذعورا
فهو كما كل يوم لم يسمح له ذلك اللعين باتمام حلمه حين يطلق صافرة التعداد الصباحي فجرا
مذ ادخله ذلك المحتل الغادر قبل سنتين..معتقلاته الكبيره...!!
18-6-2007