|
"يا صيدُ" حزناً ودّعي "محمـودا" |
فوق الأكـفِ وعاهدي "هنّودا" |
سقط الغضنفرُ في حماك مخضّـباً |
كالنســـر طاح وهامه ممدودا |
"يا صيدُ" للحدث العظيم تزلزت |
عزفتْ بلحن النّـــائبات نشيدا |
"يا صيدُ" أفقدها المصاب صوابها |
وتصــــدّعت وديانها ترديدا |
وتفجّر البركانُ للغضـب الذي |
غَمَرَ البلاد هــــواتفاً وبريدا |
عذراً"عصيرةُ" فالفــقيدُ مبجّل |
"لكتــائب القسّام" كان عميدا |
هذا التبادل للشــهادة مـاثلٌ |
فلديـك "أمجدُ" من بني "مسعودا" |
"محمودُ" مذ طلب الشهادة راضياً |
طفـــق اليهود بإثره مقصودا |
بطل المسيرة راح يجــهرُ مؤذناً |
سننُ الجهــاد لكي يؤول شهيدا |
"محمودُ" ركنٌ في انتفاضـتنا التي |
قلبت كـــيان الغاصبين جليدا |
رفعت له كل الفــصائل رايةً |
طول البلاد وعـــرضها تمجيداً |
حسدوا "لمحمودَ" الإمـارةَ قادها |
عبثاً تروقُ لمن يعيــشُ حسودا |
تبّت فعالُ الخـــائنين لدينهم |
وتجاوزوا حُمرَ الخـطوطِ حدودا |
ماذا جنى الســفهاءُ غير نذالة |
نفخوا الجيوبَ وفي الحساب رصيدا |
فُضحَ العميلُ وإن توارى خِـسَّةً |
بالخـــزي ضلّ إلى الخفاء بليدا |
يا"أمُ محمودَ" الصــبورةَ ثابري |
رُشّي الحبيـب مع العطور ورودا |
وتقبّلي ســيل التهاني واهنأي |
حضرَ العـريسُ فأطلقي الزّغرودا |
أزفَ الرحيلُ إلى العـروسِ تزُفّهُ |
والغــــارُ فوق جبينه يَبرودا |
لا تألمي بالله يــومَ فـــراقهِ |
ترك الدُّنــــا فمصيرنا محدودا |
بُشـــراكِ دارُ الخالدين مقرُّهُ |
جنّاتُ عدن بــاركت "محمودا" |
فهناك حــور العين حين تهيأتْ |
طرْفُ الحِســانِ بدا لهنّ سعيدا |
في صــحبة الأبرارِ ينهلُ كوثراً |
من حوضِ "أحمدَ" بل ينالُ مزيدا |
يا خــالتي "محمودُ" ليس كمثله |
كالليثِ رغـــم يَفَاعَه جُلمودا |
أغدقتِ من لبنِ الســباعِ بجوفهِ |
أرضعت شبــلك منذ حلّ وليدا |
"محمودُ" في عمرِ الزهــور تألقاً |
يمضي إلى حـــسن المقامِ مجيدا |
لا ضير يا "محمودُ" أنـتَ إمامُنا |
في جنّةِ الرضــوانِ فزت شهيدا |
هيهات أن يُوفيكَ حـقّكَ شاعرٌ |
مهما رثاكَ وإنْ يــكونُ "لبيدا" |
"محمودُ" في رحـم القضيةِ ضَيغَمٌ |
زرع الديارَ صلابةً وصـــمودا |
ذاك الفتى الوسميُّ في أقرانـــهِ |
يوم الوغى بفعاله مشــــهودا |
أمُّ المعاركِ يوم كان حصــارُهُ |
جمعوا له جُنحَ الظّلامِ حشـــودا |
وتقاطرت تلك السّــرايا خَلسةً |
بالمركبات المثقلات جـــنودا |
فتحتْ عليه القــاذفاتُ لهيبها |
باب الجحيمِ أُوارها ورُعـــودا |
"محمودُ" كالـطوفانِ زمجرَ غاضباً |
فكــــأنما مُلئَ العرينُ أُسُودا |
وارتدَّ من خـلف الجدارِ مهاجماً |
ضغط الزنـــاد وأشعل البارودا |
رشقَ القنــــابل للعدوِ بخفَّةٍ |
فتمزّقت إَرَبَ الكـــلابِ ثريدا |
أردى ثلاثتهُمْ بأوّلِ زخـــةٍ |
وتجنْدلتْ جِيفُ العُلُـوجِ حصيدا |
أضحى اشتباكُ النار بين صفوفهم |
باراكُ باتَ لســــانُهُ معقودا |
فتسارع الإسعافُ يغسلُ عارهم |
حملَ المشاةَ إلى الجــحيمِ طُرودا |
جيشُ الدفاعِ إلى الوراء تقهقروا |
ليطاردوا ممنْ أتــــوهُ طريدا |
"محمودُ للقــسّامِ" خيرُ خليفةٍ |
ورسمْتَ نهجاً للجهـــادِ أكيدا |
وعقدتَ عزمـكَ لن تمُرَّ فلولهم |
صدقُ المبادئَ أنْ تظـــل فريدا |
وصنعتَ نصراً رغمَ كثرةِ جُندهم |
هذا لعُمركَ في الســجل خلودا |
وأدرتَ معركةِ الإبـــاءِ بعزةٍ |
وتركتَ أجلافَ اليــهود قرودا |
ينسابُ من عنتِ الحصارِ بجرحه |
خرَقَ الكمينَ إلى "السُّريْجِ" وحيدا |
زحف الأبيُّ إلى المديــنةِ عُنوةً |
فتسابقتْ لجراحــــه تضميدا |
بثقَ الإخاءُ من المُحافظ أفـرزت |
وتوطّدت سُبُلُ النضــال جديدا |
حقدوا عليه وطاردوهُ بقســوةٍ |
كمْ أهرقُوا للمخـــبرين نقودا |
قصفتْ له المِيراجُ في ثكناتــهِ |
في السّجنِ كان دمـارُهُ منشُودا |
في المرّتينِ نجا بقُدرة خالـــقٍ |
بالشكر خرّ "لربِّـــه" توحيدا |
ناجى "إله الكونِ" صلّى خاشـعاً |
مُتبتلاً فضْلَ الدُّعاءِ ســـجودا |
رصدُوا "لمحمودَ" المنافذَ تــارةً |
من رُعبهم قد جرّدُوا الطُـوربيدا |
يا لَيْتَهم قد واجهُواُ محاربـــاً |
بلْ غِيلةً وسلاحَهُ مغمُــــودا |
لكنْ وقدْ حُمَّ القضـاءُ على الفتى |
وجَدَ السّبيل أمامَهُ مســـدودا |
إنّ الذي جلبَ الجُــناةَ مُخادعٌ |
بخيانةٍ باع الضميرَ حقــــودا |
عصفتْ صواريخُ الأباتشي رَكبَهُ |
بالطـــائرات وفجّروا العُنقُودا |
فتفحّمَ الباصُ الصّغــيرُ ككُتْلة |
صمّـاءَ في طرفِ السّياجِ حديدا |
وتهالكَتْ منهُ القُوى مُـتأرجحاً |
ثُمّ انــحنى صوبَ الجنُوب قعودا |
وتدفقَ الرشاشُ ينْهكُ جــسمَهُ |
فهوى الـنحيلُ على التُّراب قديدا |
وتناثرتْ أشلاؤُهُ بفظاعــــةٍ |
عجباً يـــصيرُ بلحظةٍ مفقودا |
شرفُ الشهادةِ من ينالُ وِسَامها |
ضَمِنَ النعيـــمَ لأهله وخُلودا |
وردَ"الحشـايكةُ" النُّمُورُ حياضها |
أرْواحُهُم نحو الــسّماء صعودا |
وتعانق الأخــوانِ "أيمنُ" جاثياً |
"مأمُونُ" طار من الزُّجـاجِ بعيدا |
عبقتْ دماءُ الطُّهرِ طابَ رحيقُها |
"هنُّود" صاهرَ في النّجيعَ "رشيدا" |
عُمقُ التلاحُــمِ في الفِداء هديّةٌ |
ولشعبنا بنضاله معـــــهودا |
هذا هو القَــدرُ المنُوطُ بأرضنا |
عبر الزمانِ وفي الرّباطِ شهــودا |
لِوادعـه الآلاف حيث توافدت |
فجع الفصــائل قد ذُهِلْنَ شُرُدوا |
"عِيبَالُ" يُؤْلمُـــهُ ويحزنُ كونهُ |
للسّجنِ سيقَ وفي اليدينِ قُــيودا |
و"القُدسِ" تعشـقُهُ يصونُ عَفافَها |
"هنُّودُ" هامَ بعِشقها مشْــدُودا |
في "القُدسِ" معركةُ البقاء نخوُضُها |
وبَها نعُودُ إلى اليـــقين وجُودا |
يا أمّتي فيمَ التخـــاذُلُ والخنا |
لم تُضْمِرِينَ الشَّجْــبَ والتنديدا |
هُبّي "حماسُ" فدّمـريِ لكِيَانهمْ |
لا تعقدين مع الغـــُزاةِ عُهُودا |
ضُمّي "الجهادَ وفتحَ" ولتتحالفوُا |
ضدَّ اليهودِ كتائبـــاً وفُهُودا |
شرَكٌ سلامُ الزّيــفِ لا تتوهمّوا |
لبنيِ القُــــرُود تُوثّقُون عُقُودا |
رُدّي بتفجيرِ القَــنابلَ واتركي |
صِيغَ البَيَان ونــفّذي التهديدا |
مُوفازُ لا يكفي وعـازَرَ بادري |
صُبّيِ على خُبُــثِ القَرَاد أسيدا |
شارونُ يسفُكُ للــدماء غزيرةً |
عاثَ الفســـادَ بإِفكِهِ نمرودا |
فَلْتقّتُلوهُ لعلَّ نزْفَ جـــرَاحنا |
تَشفى إذا طمــسَ الهلاكُ يهودا |
ولتحرقوا الحاخامَ يهدر حـُمقَهُ |
لاوي البغيضُ وظـــِئْرَهُ عُوفيدا |
"مــوسى" كليمَ اللهِ قبّحَ فعْلَهُمْ |
مُذْ حرّقوا الألواحَ والــتُّلمُودا |
منْ يقتُـــلُونَ الأنبياءَ تلطّخوا |
بالمنكرَات يصُوغُها دافــــيدا |
غدرُوا "اليَسُوع" بفتنةٍ أَوْدتْ بهِ |
"يحيى" الذبيحُ وخـالفُوا "داوودا" |
وتآمروا حــين اصطفاه بمُلكهِ |
"طالوتُ" ضاق بخـَصْمِهِ جالُودا |
قسماً بأمْرِ الله ســوفَ نُبيدهُمْ |
ونساؤُهُم بين الحـــُقُول عبيدا |
عُملاءُ "إسرائيلَ" فليــتجرّعُوا |
سُمَّ الزُّعافِ ويلعقـــونَ مُبيدا |
يا "آلَ هنُّودَ" الكِــرام عَزاءنا |
بالدّمِ ننظُمِ للشهيد قـــصيدا |