|
بوركتَ شاعرَنا للحُبِّ و الوطنِ |
و دُمتَ مؤتلقاً في في صفحةِ الزمنِ |
بريق حرفكِ يسبينا ، و نعشقُهُ |
فهل رأيتَ أسيراً هامَ بالرَّسَنِ |
بوركتَ من بلبلٍ يشدو بدوحتنا |
و يسكب اللحنَ للأزهارِ و الفنَنِ |
أهرقتَ أدمعَنا ، رفقاً بأعيننا |
فاْبيضَّ أسودُها من شدة الحَزَنِ |
يا صاحِ جُرْحُكَ جُرْحُ العُرْبِ قاطبةً |
في مصرَ في الشامِ في البحريْنِ في اليمنِ |
بغدادُ تسكنُ في أعماقنا حِقَباً |
و في مرابِعِها نشتاقُ للسكَنِ |
بغدادُ لم تحْنِ للمحتلِّ هامَتَها |
بغدادُ شامخةً تسمو على الإحَنِ |
من قال أن الذُّرا قد مسَّها خَوَرٌ |
أو أن تلك الرُّبا آلَتْ إلى العَطَنِ |
من قال أنَّ الفراتَ الحُرَّ قد رَكَدَتْ |
مياهُهُ أو رُمِيْ بالضعفِ و الوَهَنِ |
انظرْ إلى نخلةٍ في دجلَةَ انتصَبَتْ |
تُمَجِّدُ اللهَ في سِرٍّ و في عَلَنِ |
يرمونها بلهيبِ النارِ ، ترجمهم |
بالذلِّ ، بالموْتِ مجاناً مع الكَفَنِ |
بغدادُ لا لم تزلْ يا صاحِ نابضةً |
بالحُبِّ ، رغم الأسى و الجُرْحِ و الشَجَنِ |
بغداد لا لم تزلْ للعُرْبِ مفخرةً |
و نخلها شامخٌ في الجوِّ ، لم يَهِنِ |
يا شاعراً جاء و الأشواقُ تسبقهُ |
حُيِّيتَ من شاعرٍ فذٍّ و مؤتَمَنِ |
فانزل ( كريماً ) ، فإن القلبَ منزلكم |
و نحنُ أضيافُكُمْ يا صاحبَ الوطنِ |