ما فتئ النهار وأنكفأ المساء حتى كانت عيوني تتسلل الى كل أركانه الفسيحة , تبحث عن عيون ما... داخل عيونه.. وتستجمع نظرات ما خلف حيز الصوت... كل العيون المنصهرة في بوتقة الوصول اليه ,لها ما لها من مشقة الوصول الى أطرافه في لحظات ما ,الا إنه يستقبلني بتلك النظرات المجتمعة في عيون الآخرين .....
ولشدة حبي العظيم الذي يتقاسمه مع كل عزيز لي في هذا الكون كان يزداد تعنفا في إحتضاني حتى تتساقط من صدري خرزات الغربة ...وقبل أن ألملمني من بلاط الشوق! كانت تتجمع أشلائي تلقائيا في لمح البصر.. وكنت أملأ حيزي والحواشي في كل خطوة أخطوها اليه ومنه وفيه ....وبالرغم من شدة الوعورة في سير الذاكرة اليه متى ما أشتقت,,حتى بدا الكل على شاكلته عندما بدأت أسحب شنطتي وأتوارى عن الأنظار لتدلف قدمي اليمنى الى باب السيارة كنت أقول له أكثر ما يسعدني فيك هو ما يحزنني حين أفارق فيك أحبابي.....حبيبي يا مطار جيبوتي .....