_1_
.... و ها هي ذي نفس الأوراق البيضاء تجمعُني بكِ كما في كلّ ليلة , و نفسُ الجُنونِ البياضِ يمزجُنا معاً في بوتقةٍ لا وعييّة لنغرقَ في هلاوسِ الفراغِ المليءِ بهِ كأقصى شرودٍ في الذكرى.
لا أشردُ كثيراً قبل أن يخطفني المجازُ إلى وتريّاتِهِ الحالمة , فأتذرّعُ بهِ فيهِ , و أتقمّصُ سوايَ لأتحرّرَ أكثرَ كما أتقمصُني على حين حُلُمٍ لأقدّرَ ما يمكنُ الإصابةُ بهِ و ما لا يمكنُ في غرقيّة الرؤى.
و إليكِ أصلُ, أَصِلُ إليكِ بالمعنى الأكثرِ بنفسجاً خالي الوفاضِ إلاّ من موتكِ و حبي و حبكِ و موتي .
_2_
لنا الصوتُ كاملَ الرمادِ ..و كاملَ الرملِ إن أحببتِ ..
أستطيعُ هنا في اصطكاكِ حشرجاتهِ تبيّنَ غيبنا في غيهبه ..و تبيّن الأحرفِ الأخيرة التي تؤمنين بها على مضضِ اليقينِ ...دقائقنا الصامتة أكثرُ ذبولاً من فسحاتِ الوردِ العابرةِ في سكون الفحم.
إنّهُ الصمتُ البخيلُ المتخمِ بالكلام..كم علينا أن نموتَ لكي نجيدَه؟! ,و كم علينا أن نمارسَه لنتخطّاهُ؟! ,ربّما إلى صمتٍ مجازٍ آخر ..هو كَ و لِ حبّ أقلّ و موت أكثرْ.
_3_
_زجاجةُ النبيذِ هذه أكثرُ حياةً منّا فارغةً منها, ألا تظنّ ذلك؟!!
_ كلّ فارغٍ مليءٌ يا عزيزتي ..!! حتى و إن كنّا فارغين حياةً فنحنُ مليؤونَ حدّ الفراغ بالموتْ.
_هل عليكَ بأن تكونَ ميّتاً عندما تُحبّ؟!
_نعم..لكي أحبّ قليلاً يجبُ أن أموتَ كثيراً.
_4_
ثلجٌ في حمّى الصيفْ..و برتقالٌ خريفيٌّ عائمٌ كلاعادتهِ في استعاراتِهِ المُتعبة ..و ملحٌ نسائيٌّ حادّ المعنى يسقطُ على المرأة ظلّ رغبةٍ و نزوع. فالمرأةُ ملحُ الحزنِ و ضوضائيّتُهُ المريحةُ المرهقة.و المرأةُ ملحُ الموتِ و الحبِّ إن جازَ المجازْ.
و للبرتقالِ الملوحةُ ذاتُها في الهزيعِ الأخيرِ من الحبّ, و الأوّلِ من الموتْ.و يصبحُ المعنى طبقيّاً فأكثرَ تعقيداً ,فأبسطَ شمسيّةً ..كالثلجِ المُهَلوسِ في حمّى الصيفِ لموتٍ أكثر و حبٍّ أقلّ .