|
مباركة أعيادكم فتية النصر |
ونسمة إيمان ترقرق في صدري |
فأنتم لقلبي ريه وشفاؤه |
وأنتم صباح مشرق باسم الثغر |
تأملت في العيد المبارك مقبلا |
وإخواننا في القتل والحبس والأسر |
تأملت في العيد السعيد وقد أتى |
وأمتنا بحر الدماء إلى بحر |
وأمتنا غابت شموس رشادها |
فخيم كابوس الكآبة والسكر |
وبتنا بحال لا مثيل لبؤسها |
يبيع بنا ذاك المتاجر أو يشري |
فأيقنت أن العيد ضل طريقه |
وقلت له يا عيد قد حرت في أمري |
فأنت لنا أنس وسعد وفرحة |
ولكننا يا عيد في شدة العسر |
فكيف لنا أن نبدل البؤس فرحة |
ويغدو عسير الأمر يسرا على يسر |
وتنهض فينا غضبة عمرية |
فتخرجنا من كبوة الضيق والقهر |
وكدت وكاد اليأس يغرس نصله |
بقلبي ويفري ما تبعثر من صبري |
ولكن بدا نور بهي وساطع |
فبدد ليلا حالكا كاد يستشري |
هناك على أرض الرباط خطوطه |
أطلت كفجر ما أحيلاه من فجر |
بغزة أرض العز قام أسودها |
يذودون عنها لا يبالون بالجمر |
ويروونها من بذلهم ودمائهم |
ويسقون أهل البغي من حنظل مر |
رأيتهم الدنيا تنادي عليهم |
وهم طلقوها مستعيذين بالصبر |
فكانوا مثالا يحتذى بصمودهم |
وهمتهم والله أقوى من الصخر |
تربوا على القرآن منه تشربت |
شرايينهم فيها مبادئه تسري |
ولم يعرفوا يوما دروب خلاعة |
فهم طهر إيمان تسربل في طهر |
وأحمد خير الرسل نور طريقهم |
وفي دربه شدت خيولهم تجري |
إلى فتية القسام أبعث أحرفي |
وإخوانهم في خندق العز والفخر |
سلام عليكم يا طلائع عودة |
مسددة للمجد والسعد والنصر |
وأفخر أني عاشق ومتيم |
وفي ناظري أنتم أجل من البدر |
إلهي رب العرش صنهم أعزة |
وأصبغ عليهم من عطاياك ما يمري |
ملاذهم يا رب أنت وحصنهم |
إلهي رب الفتح والنور والعصر |