أحدث المشاركات
صفحة 6 من 6 الأولىالأولى 123456
النتائج 51 إلى 59 من 59

الموضوع: مقالة : إهداء لأخي خليل حلاوجي ولكل عاقل(دعوة للحوار)

  1. #51
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    إن إثبات التعارض بين الدليل العقلي والسمعي، والجزم بتقديم العقلي معلوم الفساد بالضرورة وهو خلاف ما اتفق عليه العقلاء ،
    وحينئذ فنقول الجواب من وجوه :
    \
    بالأمس ذهبت إلى بيت أستاذي الجليل والمفكر الموصلي الكبير ...

    الاستاذ الدكتور عماد الدين خليل استاذ مادة التاريخ


    أستكشف رؤاه فقال لي بالحرف الواحد
    احذر ياخليل من خدعة تضارب العقل والنقل كما يزعم مروجوا هذه الفكرة في فكرنا الإسلامي ...!!!!
    وأوصاني أن أكون جندياً يدافع لفك هذا التضارب المزعوم ...
    فانشرح صدري ...
    وأنا قادم إليكم أحبتي ... بالجديد ... فقط
    انتظروني ...
    ودعونا
    نكدح إلى الله كدحاً .... سوية .... لنلاقيه
    الإنسان : موقف

  2. #52
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    العقل واحد والنص متعدد ..
    بقلم خليل حلاوجي

    لنترك العقل الآن جانباً ولنحدد ما هو النص ؟ هل النص هو مجموع كلمات الله تعالى في قرآنه العزيز وما صح أن نطق به الحبيب المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم ؟ إن كان هذا التعريف للنص ما قصد به إمامنا بن تيمية ( رحمة الله عليه ) فأنا الآن أضيف للتعريف ملمحاً آخر :

    النص في الإسلام نقرأه في قرآنين قرآن السطور وآياته الكلمات وقرآن الكون المنظور وآياته السنن ومصدر القرآنين هو الله جل في علاه والله مطلق لا يحده زمان ولا مكان بينما نحن المتلقين لهذين القرآنين مسجونون باللحظة وقوانيننا أرضية ليست كونية أي محددة ليست مطلقة وفيزياء الكم مؤخراً أثبتت أن كل قوانيينا الآن لا تصلح عند تطبيقها في غير أرضنا فالسرعة في الأرض لا يمكن أن تتعدى سرعة الضوء بينما في الكون لا يمكن أن نسير بسرعة الضوء بل أضعاف أضعافها وأنا على يقين لو أن إمامنا بن تيمية رحمه الله عاش اليوم معنا لبدل جميع أفكار كتابه وبدأ يحدثنا عن النقل بمعناه المرتبط بالتغيير
    {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }الذاريات47 ولحدثنا رحمة الله عليه عن فكرة اللايقين ( قانون الإرتياب) التي تقره هذه الآية الجليلة.
    سيدي الحبيب د. مصطفى :
    القمر آية من آيات الله موجودة في القرآنين :
    كلمة القمر فهمها الصحابة على أنها رمز لمسمى هو هذه الكتلة الحجرية التي لا يمكن لأحد منهم الوصول إليها
    وكلمة القمر أفهمها أنا وأنت معي على أنها تابع أرضي وصله الإنسان بعد أن توصل إلى صناعة مركبة فضائية توصلنا إلى القمر ...

    الفرق بين قرآن الكلمات ما بيننا وما بين الصحابة لا يمكن أن نحدده ونعزوه إلى الكلمة الرمز بل علينا أن نحدد الفرق بين فهمنا الآن وفهم الإنسان قبل ألف عام عن طريق التفريق ( بطريقة التفكير ) فالعقل واحد لكلينا ولكنه عقل متجدد وقابل للنمو شأنه شأن أي كائن حي وهو عقل منفعل ومتفاعل مع ما نكتشفه من سنن الله في كونه العجيب.
    ليس أدل على كلمة القمر من القمر نفسه لا شأن للكلمات هنا في التوصيف بل الشأن كله في الإفصاح عن حقيقة القمر ذاتها وهنا يكمن دور العقل في فهم النص.
    وربما سيأتي بعد ألف عام من أحفادنا من يكتشف حقائق للقمر غفلنا عنها نحن اليوم فهل نلوم القمر لأنه لم يهدنا لتلك الحقائق أم نلوم عقلنا لأنه لم يستطع الوصول إلى الإنفعال مع تلك الحقائق ... هنا يتضح مضمون النص وكيف نسّخر العقل لفهمه.
    أما حكاية العقل العربي ودوره الآن في لحظتنا الراهنة فتلك مسألة أخرى نفرد لها باباً آخر من الحوار .

    \
    سعادتي غامرة بوجودكم أستاذنا الحبيب

  3. #53
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.53

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    العقل واحد والنص متعدد ..
    بقلم خليل حلاوجي
    لنترك العقل الآن جانباً ولنحدد ما هو النص ؟ هل النص هو مجموع كلمات الله تعالى في قرآنه العزيز وما صح أن نطق به الحبيب المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم ؟ إن كان هذا التعريف للنص ما قصد به إمامنا بن تيمية ( رحمة الله عليه ) فأنا الآن أضيف للتعريف ملمحاً آخر :
    النص في الإسلام نقرأه في قرآنين قرآن السطور وآياته الكلمات وقرآن الكون المنظور وآياته السنن
    ومصدر القرآنين هو الله جل في علاه
    =
    مفكرنا الجليل الخليل
    وهل تظن أيها الحبيب أن هذه الإضافة لم يعرفها المسلمون من قبل وهم يقرؤون قوله تعالى:
    إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)
    وكذلك وهم يسمعون حديثه صلى الله عليه وسلم:"الشمس والقمر آيتان من آيات الله .
    ثم من قال إنهم كانوا يرون القمر كما وصفت ، وهذا الرازي رحمه الله يقول:
    لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)
    إشارة إلى أن كل شيء من الأشياء المذكورة خلق على وفق الحكمة ، فالشمس لم تكن تصلح لها سرعة الحركة بحيث تدرك القمر وإلا لكان في شهر واحد صيف وشتاء فلا تدرك الثمار وقوله : { وَلاَ اليل سَابِقُ النهار } قيل في تفسيره إن سلطان الليل وهو القمر ليس يسبق الشمس وهي سلطان النهار ، وقيل معناه ولا الليل سابق النهار أي الليل لا يدخل وقت النهار والثاني بعيد لأن ذلك يقع إيضاحاً للواضح والأول صحيح إن أريد به ما بينته وهو أن معنى قوله تعالى : { وَلاَ اليل سَابِقُ النهار } أن القمر إذا كان على أفق المشرق أيام الاستقبال تكون الشمس في مقابلته على أفق المغرب ، ثم إن عند غروب الشمس يطلع القمر وعند طلوعها يغرب القمر ، كأن لها حركة واحدة مع أن الشمس تتأخر عن القمر في ليلة مقداراً ظاهراً في الحس ، فلو كان للقمر حركة واحدة بها يسبق الشمس ولا تدركه الشمس؛ وللشمس حركة واحدة بها تتأخر عن القمر ولا تدرك القمر؛ لبقي القمر والشمس مدة مديدة في مكان واحد ، لأن حركة الشمس كل يوم درجة فخلق الله تعالى في جميع الكواكب حركة أخرى غير حركة الشهر والسنة ، وهي الدورة اليومية وبهذه الدورة لا يسبق كوكب كوكباً أصلاً ، لأن كل كوكب من الكواكب إذا طلع غرب مقابله وكلما تقدم كوكب إلى الموضع الذي فيه الكوكب الآخر بالنسبة إلينا تقدم ذلك الكوكب ، فبهذه الحركة لا يسبق الشمس ، فتبين أن سلطان الليل لا يسبق سلطان النهار فالمراد من الليل القمر ومن النهار الشمس فقوله : { لاَ الشمس يَنبَغِى لَهَا أَن تدْرِكَ القمر } إشارة إلى حركتها البطيئة التي تتم الدورة في سنة وقوله : { وَلاَ اليل سَابِقُ النهار } إشارة إلى حركتها اليومية التي بها تعود من المشرق إلى المشرق مرة أخرى في يوم وليلة ،
    =
    علينا أيها الحبيب ألا نغالي في نفي العلم بكتاب الله المنظور في الكون عن الأوائل ، وكانوا السباقين إلى علم الفلك ، وما كشوف إخوان الصفا عنا ببعيد
    ومتى نكف عن الافتنان بما وصلنا إليه الآن بان العلم بدأ من القرن العشرين من غير حلقات عظيمة أوصلتنا إليه.
    لى أن ذلك كله لا يبرر أن آيات الله في الكون نصوص ، نعم هي آياته سبحانه التي علينا أن نتدبرها ونعيها ونسبر أغوارها ، ونكشف أسرارها
    ولكنها ليست النص الذي كنت عنه تسأل يا مفكرنا الجليل مرارا وتكرارا
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    أيهما أسبق النص أم العقل ؟
    بانتظار مروركم العطر ...

    فهل كنت تعني بسؤالك : أيهما أسبق آيات الله الكونية أم العقل؟!



    ودمت بكل الخير والسعادة والنور
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  4. #54
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    أستاذنا الحبيب الدكتور مصطفى عراقي :
    السلام عليكم أيها الكريم يا من قلبي أحبه في الله ..
    شرف كبير لطالب علم مثلي أن يحاور قامة فكرية مثل شخصك النبيل.
    وكنت أود لو نحينا – العقل – جانباً لندرك التعريف الأمثل لــ(النص)هل هو كلام الله في قرآنه العزيز(من عزة الكتاب على قارئه) والمجيد(من المجد لمضمونه الفكري) ، أم هو كلام الله من قبل ذلك في إنجيله وتوراته وزبوره وأيضاً في صحف موسى وإبراهيم؟.

    ولكن

    لا يهم ونزولاً عند رغبتك ...

    سأترك التعريف بالنص لوقت لاحق.


    وها أنا أعود معك ومع أبي الفكري وشيخي الرازي رحمة الله عليه .
    رغم أني أهتم كثيراً بزمن الآباء الصحابة الكرام الذين عاصروا وشهدوا الوحي والتنزيل ومرحلتهم الزمنية – عندي – هي مرحلة (تأسيس وبعث العقلانية الإسلامية).
    هب أن رجلاً عاقلاً وعالماً وأسمه الرازي عاش قبل بعثة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بألف عام ماذا سيكتب عن ( القمر) وكم هو حجم التضارب في المعلومات المستنبطة عن حقيقة القمر بالقياس لما كتبه شيخنا الرازي الوارد كلامه في تعقيبك الكريم؟.
    \
    وحتى ننصف الرجلين .. نعود إلى مرحلة التأسيس .. الفترة الذهبية.
    \
    أختلف أسلوب تقديم المعجزة التي تثبت للناس أن الرسول مرسل من عند الله ولدينا صورتين:
    الصورة الأولى :
    (تحدي - إعجاز – تسليم)
    يقف الرسول موسى وبيده العصا متحدياً سحرة فرعون فيضع أمامهم - وهم المتخصصون- قدرته على تقديم المعجزة .. يدرك السحرة بعقولهم نوع الإعجاز فيبدأ التسليم للرسول.
    استخدام الرسول للحسي كان ملائماً .
    وهكذا كان الرسول عيسى يحيي الموتى أيضاً

    الصورة الثانية :
    (حث على التفكر- استنهاض العقل - تسلمه المسوؤلية )
    وهي طريقة لا تهتم بالحسي بقدر اهتمامها بالتفريق بين ( الفكر ) و ( طريقة التفكير).
    المعاندين من قريش عندما سمعوا القرآن كانوا يتبعون نفس طريقة سحرة موسى إذ لم يدركوا أن هذا القرآن هو كلمات خالقنا وظنوا أنه كلام يشبه الشعر أو السحر أو سجع الكهان وعندما عقدوا المقارنة بين كلام البشر وكلام القرآن بالطريقة الحسية .. توقفوا وبهتوا.
    عصا موسى لم تأمر السحرة ببرنامج تفعيلي عملي تطبيقي .. جل ما فعلته العصا أنها قالت لعقل السحر : لقد كشفت زيف حبائلكم وسحركم أعين الناس فالقضية كلها متعلقة بمن يشاهد الآيات وطريقة تفكير هذا الرائي.
    أما عقلاء قريش فتابعوا السحرة يوم أن طالبوا الرسول بالمعجزات الحسية ولكن القرآن لم ينتبه لطلباتهم الصبيانية فهو لا يهتم لإنسان اللحظة الراهنة التي نزل فيها القرآن إنه يهتم بالإنسان – النوع – فهو قرآن آخر رجل قبل أن تقوم الساعة : قال تعالى على لسانهم
    وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً{92}{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً }الإسراء93

    وهنا وعند هذه النقطة بالذات ... أسأل :

    أيهما أفضل لي أن أرى رسولاً يريني جنة من نخيل وعنب أم رسولاً يعطيني خارطة عمل لبناء هذه الجنة .. ؟

    أيهما أفضل لي أن تنشغل عيني بمشاهد الجنة تلك أم ينشغل عقلي بإقامة وإنشاء وإعمار تلك الجنة ومن ثم آخذ مكاني المرسوم فيها كوني الخليفة المستخلف فوقها ؟

    العصا خاطبت العيون.
    القرآن خاطب العقول.
    العصا اهتمت بالإنسان المخاطب المقيد زماناً ومكاناً من الذين شاهدوا العصا بأعينهم.
    القرآن اهتم بالإنسان الذي يريد القرآن تحرره من قيد الزمان والمكان .. فكل آية من آياته تخاطب الذين شهدوا تنزيله وهو يبدأ معهم مرحلة التأسيس العقلي .. وهو أيضاً يخاطبني أنا وقد جئت من بعدهم وسيخاطب من يأتي بعدي بآلاف الأعوام .
    الذين شاهدوا العصا توقف عقلهم عن التفاعل بعد المشاهدة تلك فأعلنوا على الفور تسليمهم وخضوعهم وانقيادهم لهذا الرسول الكريم.
    مع القرآن لم نشاهد الذين انبهرت عقولهم من خطابه إلا بعد أن تحسسوا معجزته فالقرآن يتحدى العقل ليجعله يستمر في التحفيز والانفعال.. لقد أعاد القرآن تشكيل عقول قارئيه وجعلهم هم ( قرآن ) يمشي على الأرض.
    وعليه .. فالقرآن ليس ألفاظ ننطقها بل هو قيم تقودنا في كل سلوكياتنا ..إنه دستور حياة متجددة .. يصلح كدستور لأي إنسان في أي زمان ومكان .
    القرآن حول الإنسان من مجرد كونه عصا أو شجرة ممتنعة الانفعال في المعادلة الاجتماعية
    إلى إنسان يجيد فن الرفض لكل ما يعيق نموه الإنساني كونه خليفة فوق الأرض.
    الإنسان الجديد هي معجزة القرآن الذي هو معجزة الإسلام.
    هذا الإنسان صنع المجتمع القريب من الملائكية كما شاهدناه في عصر النبوة.
    وعندما أخفق في تطبيقات فن الرفض بدأ هذا الإنسان بمرحلة الانحطاط والنكوص.
    هو ذات الإنسان – المعجزة – مرة أستنفر عقله ليتفاعل بها مع الوجود ومرة أهمل عقله فهان وخسر .
    وكأن معجزة القرآن لها شكل واحد،عندما يدرك قارئ القرآن دوره الإعجازي .. فلا معجزة للورق اللهم إلا إذا تبناها إنسان من دم ولحم.
    عصا موسى لم تلزم السحرة بتعليمهم فن الرفض.
    والقرآن يلزم قارئه وعلى الدوام باستخدام آلية التساؤل والتفكر والتدبر والبحث الفكري والتنقيب الذهني والاستقراء والاستنباط.
    القرآن يلزم قارئه عندما يتعرض لمعيق ما في حياته أن يسير هذا القارئ في الأرض فلينظر ويشاهد ويقارن باحثاً عن الحل لذلك المعيق .
    والسير في الأرض يشبه إلى حد بعيد السير مع القرآن في القرآن ، ولكنها مسيرة لا تهدف إلى استخراج الحل من القرآن بل تهدف إلى الوثوقية في المطابقة.
    الأصل إذن أن نسير في الأرض.
    فمثلاً نجد في القرآن سورة كاملة تحدثنا عن الحديد ولكنها آية لم يتعلم منها الإنسان كيف يستثمر الحديد ويحوله إلى طائرة تحمل مئات الركاب وتنقلهم بغضون ساعات آلاف الكيلومترات ..
    لقد سار الإنسان في الأرض وبدأ يجيد فن الرفض وتغلب على جاذبية الأرض للحديد فطوعه للطيران.
    سورة الحديد القرآنية تحفز العقل الإنساني على استثمار الحديد.
    وسورة الحديد الكونية تنتظر العقل الذي ينفذ هذا التحفيز.
    ومابين السورتين نلمح مهمة العقل بوضوح .
    ومثال آخر :
    لقد سار الإنسان اليوم فلم يشاهد إنسان يعيش لأكثر من مئة عام بقليل ..
    والسائر في آيات القرآن يشاهد رجلاً رسولاً عاش ألف عام إلا خمسين سنة ..
    أليس من واجب العقل الإنساني التفكير بإمكانية مط العمر الزمني لنا وجعله يقترب من عمر الرسول القرآني .
    هذه هي الطريقة القرآنية لفهم المعجزة وكما قلت آنفاً هي طريقة بثلاث مسارات
    1\ حث على التفكر
    2\ استنهاض العقل
    3\ تسلمه المسوؤلية
    عمر سيدنا نوح يحثني على التفكر ...وهذا أولاً.
    ثم ..
    يقول لي مارس دورك في فن الرفض .. وحاول أن تسأل نفسك ما هي المعيقات لجعل العمرألف عام ؟ ... وهذا ثانياً.
    ثم ..
    استنهاض العقل والبدء بالسير في الأرض والمحاولة للتخلص من المعيقات التي تحول دون تحقيق غايتي.
    وعند هذه المرحلة يأتي سؤالنا الأهم :
    أيهما أسبق النص أم العقل ؟
    إذا فشل العقل في تسلم المسؤولية ، ولو توقف استنهاض العقل وأعلن عجزه سيكون هنا ... النص أسبق
    ولو نجح العقل في تسلم مسؤولية التغيير وباشر حل المعضلات المتجددة وأعلن انتصاره سيكون هنا .. هو الأسبق

    وهكذا تستمر الحياة والاستنهاض حتى أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام أمرنا أن لا نتوقف عن الاستثمار في اللحظة الحرجة حين تعلن الملائكة قيام الساعة وبيد أحدنا فسيلة قال ازرعها ولا تكف عن الاستنهاض أيها المسلم وليسبق عقلك النص الواقع .

  5. #55
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,610
    المواضيع : 421
    الردود : 3610
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    عندما يصطدم العقل بلقمة العيش ..
    فتراه ثورا هائجا ينزع عنه ثوب السكينه والوقار..
    ليصبح وحشا ضخما هائلا ينهش في قلوب الظلمة
    فرسان الثقافة

  6. #56
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.53

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    أيهما أسبق النص أم العقل ؟
    إذا فشل العقل في تسلم المسؤولية ، ولو توقف استنهاض العقل وأعلن عجزه سيكون هنا ... النص أسبق
    ولو نجح العقل في تسلم مسؤولية التغيير وباشر حل المعضلات المتجددة وأعلن انتصاره سيكون هنا .. هو الأسبق
    وهكذا تستمر الحياة والاستنهاض حتى أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام أمرنا أن لا نتوقف عن الاستثمار في اللحظة الحرجة حين تعلن الملائكة قيام الساعة وبيد أحدنا فسيلة قال ازرعها ولا تكف عن الاستنهاض أيها المسلم وليسبق عقلك النص الواقع .
    أخي الحبيب
    بل لو نجح العقل في تسلم مسؤوليته سيدرك أن النص الذي هو من لدن حكيم خبير إنما هو هادٍ له إلى الحق والخير والرشاد. في حياته كلها.
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ "
    وقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) الذي استشهدت به هنا بجمال وجلال ، حين قال : فليغرسها
    هو في ذاته "نص" هادٍ مضيء لا يسبقه عقل
    لم يقل : وليسبق عقلك النص الواقع
    بل الأولى أن يهتدي به العقل السليم وينسجم معه ومع حكمته الجليلة
    إن "النص" الذي نقصد هنا ، والذي هو جدير بأن يطلق عليه "النص"
    إنما هو نورٌ صادر عن وحي الله الذي هو أعلم بمن خلق
    "أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ".
    شرفٌ للعقل السليم أيما شرف أن يتبعه ويتملى أنواره ، ويجلي أسراره ، ويسبر أغواره ، في تعميره للكون ، والحياة، والنفس.


    لا أن يسبقه أو يتقدمه.
    " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ "


    جمع عالم جليل الحروف المقطعة التي بدأت بها بعض سور القرآن فوجدها تكون :

    نص حكيم قاطع له سرّ


    ودمت في الحوار والجوار يا خليلنا الجليل النبيل
    محبك: مصطفى

  7. #57
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمة الخاني مشاهدة المشاركة
    عندما يصطدم العقل بلقمة العيش ..
    فتراه ثورا هائجا ينزع عنه ثوب السكينه والوقار..
    ليصبح وحشا ضخما هائلا ينهش في قلوب الظلمة
    علي الوردي رحمه الله
    سمى العقل البشري ... مهزلة


    \

    سأعود لملاحظتك استاذة ريمة ... حتماً

    مودتي

  8. #58

  9. #59
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    يقول (أتيين دي لابواسيه) في كتابه (العبودية المختارة) وهو يدلنا على الدواء ضد الطغيان والاستبداد؛ فيقول في كلمات معبرة قليلة:


    إياك أن تراهن على طيبة الإنسان، والشيء الوحيد الذي يفرمل الطغيان هو المقاومة فإن فشلت كان على الإنسان الهجرة؟

    يتابع خالص جلبي قوله :أما العيش تحت ظروف الاستضعاف فهو لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.. ومنه أيضا شرع الإسلام القتال من أجل دفع الفتنة وهي قضية مكررة واضحة بأن الظلم والظلام يجب أن يحارب أحيانا بحد السنان..

    هنا فقط سنفهم مضمون التوحيد ... بمعناه العملي

    وهو النص المتجدد

صفحة 6 من 6 الأولىالأولى 123456

المواضيع المتشابهه

  1. تشرنقٌ ـ ولحظة مخاض برسم القدر ! ( لعودتك خليل حلاوجي )
    بواسطة شموخ الحرف في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 21-05-2015, 10:31 AM
  2. ( أصدقاء خليل حلاوجي )
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 30-09-2012, 09:29 PM
  3. موت ... اهداء الى الاستاذ : خليل حلاوجي
    بواسطة عمر العزاوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 13-07-2009, 07:34 PM
  4. إلى العزيز خليل حلاوجي(فوائد الصيام)
    بواسطة أبو خولة هبة الله في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-08-2008, 11:36 AM
  5. وحدة المسلمين السياسية(اهداء للاخ خليل حلاوجي)
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-07-2008, 09:38 AM