أخي الكريم النيزك:
الشعر والنثر هما صنوا اللغة العربية ومنهما تتفرع بعض الجزئيات التي تلتحق بهما ولذا تصنف الكتابة إما شعراً وإما نثراً ولا يوجد بينهما حلاً وسطاً كقول البعض بالشعر المنثور أو النثر المشعور.
وعليه فأنت تختار ككاتب نوع كتابتك بما يوافق ملكاتك وقدراتك في التعبير عما تريد بأحد هذين الأسلوبين فإن كتبت حكم على ما كتبت من خلال التزامك بمواصفات الصنف التي تدل عليه.
وعليه أيضاً فإن أردت أن تكتب شعراً توجب عليك الالتزام بماهيته وخصائصه التي سمي وصنف على أساسها وأهم ما يميز الشعر عن النثر الموسيقى التي تعتمد أساساً على التفعيلات والقوافي. هذا ما لخصه الخليل وجمعه ولم يخترعه ليسهل على الكاتب والقارئ معرفة الأوزان الشعرية وبحورها بما يضمن موسيقى سليمة. إذن فكل كلام يخلو من الإلتزام الموسيقي بالحركة والسكون (التفعيلات) لا يصنف شعراً بل نثراً وكما الشعر نظم فكري ونظم شعوري فكذا النثر نثر علمي جاف يتعامل مع المعلومات والحقائق ونثر أدبي يتعامل مع المشاعر والرؤى.
ما أسميته بالشعر العمودي هو الشعر وما أطلق حديثاً اصطلاحاً شعر التفعيلة أحد روافده وهذا يعني أن هذا الرافد لن يختلف عن النهر إلا في بعض مجراه ولكنه يعتمد الموسيقى كأساس والتفعيلة كوحدة بناء تستعمل بشكل أكثر حرية وبما يناسب ما يريد أن يقول الشاعر.
لعل فيما قدمنا ما يوضح لك الصورة ويرفع عنك التشويش الذي تشكو منه بما يردد كثيراً من مدعي الشعرية. إن ما كتبت أخي الكريم يقع ضمن دائرة الشاعرية ولكنه لا يقترب من الشعرية والفرق بين الشاعرية والشعرية جلي أساسه فقدان الموسيقى وهذا ما أشار إليه أخي الأندلسي وأراني أنصحك بما نصحك به من إتقان علوم العروض وبحور الشعر فهي الأساس الذي يتم البناء عليه وأراك تمتلك الشاعرية وتفتقد الأدوات الشعرية فواظب على القراءة والإلقاء والمتابعة في مدرسة الواحة الأدبية.
ونرجو لك التوفيق.
تحياتي وودي