مدنُ الخيالِ تبقى
فجأةً
أصبحتُ مسجونًا بفرحِي
كلُّ ما حولي سعيدٌ
إنه فرحٌ شديدُ الحزنِ حقًا
حينَ تغدو شاعِرًا
كلُّ شيءٍ يستوى عِندى
حياتي
مثلُ
موتي.
عن لوركا*(1)
.
.
كلامُ الصمتِ أوجعَ ما يكونُ الحرفُ
فاخرجْ من وجيعتِكَ
انتصرْ
شيئا فشيئا
تنتصرْ
وفي أرضٍ تعي الأوجاعَ قد ترتاحُ أوجاعٌ
فكان الشعر أوطانا بلا عُمُدٍ
فأينَ مخيِّلات البدو / صوتُ الخيلِ/ دارٌ أوقفَ امرئها زمانَ الشِّعرِ يبكيِها من الذكرَى إلى الذِّكرِ الذي ينمو مع الصحْراءْ
"وإنْ أحببتُ فيك الشعرَ والشعراءَ"
ماحبـُّــك !
سيجرفني الضبابُ إلى الضبابْ
دخانٌ
عادمٌ
ضوضاءُ قتلى نشرةِ الأخبارِ أشكالُ المطابخِ والمطابعِ كلُّ شيءٍ داكنٌ قد قلتُ ...
أين أنا !
لـ لوركا أقطفُ الأوراقَ عندَ الفجرِ
أحلبُ من غناءِ الطير أغنية وأرضعها فتكتبني على جسدِ السماءْ
ويولدُ داخلي حرًا
طريقًا
أعبرُ الردهاتِ من حرفٍ إلى حرفٍ ومنْ معنى إلى معنى
وما المعنى !
ليوسفَ أن يَرى في الجبِّ رحلتَهُ
لعنترةَ المحاربِ أن يغادرَ ما تردَّمَ من ثيابِ الحربِ
يرجئُها إلى أجلٍ
وللمحتالِ حيلتُه
وللدجالِ لعبتُه
لبائعةِ الجرائدِ كلِّ ما في الأرضِ من هَوَسٍ
وللإعلانِ مينرفا الجميلةُ تخطِفُ الأضواءْ
وتبقى فكرةً
محرابْ
وتبقى رحلةً
وسرابْ
وتبقى كلَّ ما لسرِّ من علنٍ
وتبقى حق هذى الأرضِ في الإنشادِ
تبقى فسحةً شِعرا
وتبقى غصةً شِعرا
وتبقى رحلةَ الشعراءِ في وطنٍ مِنَ الأوجاعْ
يحيى أحمد سليمان
25- 10- 2008
All rights reserved
.
.
.
.
.
(1)
Once in a while
I am seized by a strange
happiness of I have never felt before,
the very sad happiness
of being a poet and nothing matters to me .
Not even death !
Federico García Lorca
August 1924
Federico García Lorca
August 1924
تعريب
يحيى سليمان