في غزة تنهمر الرجال من السماء
يتصاعدون بلا سلالم للعلا
الشجاعة والبسالة والإباء سلاحهم
الرجولة : ماؤهم وهواءهم
العقيدة زادهم
و السماء كمائن لعيونهم
قالوا بصدق سريرة الأبرار والشهداء
إنا له ..إنا اليه لراجعون
في غزة تندثر الشموس
ويخجل الليل البهيم
من العيون الثاكلة المغرورقة
ومن الطفولة المجهضة المتأرجحة تحت الركام
إذ فيها تغرق لحظة الشفق التي
صعدت مع أرواحهم
وتعري حرصنا .. أي حرص هذا؟
إنا صلبنا على جدار هزيمة نكراء
تجتاح كل عهودنا
وتوثق اليأس المسابق للرياح الى الغد
أعلامنا المنكوسة وهي مرفوعة
وجباهنا المعطوبة في وجه الزمن
إنا صلبنا على جدار هزيمة نكراء
تبا للحياة بلا كرامة
عش كي تهندم ملبسك
عش كي ترتب فرشتك
عش كي تهيئ للعدو مكانتك
بل منزلك
وما ملكت يمينك من حياض
والدوائر دائرة
في غزة يخبرنا الدخان
إن الرجال هناك يعلموا جيدا
معنى الرجولة والوفاء
عش في الحياة كريما
أو مت وأنت شهيدا
يتساقطوا رطبا جنيا
فوق أسنمة الوداع
ويعلموننا إننا
كم بتنا نذري على العيون قذى
تربع فوق صمتا
أضحى ينطقه الحجر
ونحن ها هنا نبقي
تحت صوامع الخذلان
نمتطيَ الوهم
نشجب
نندد
نردد
نحدد
نجدد ما تغنينا به
من قبل ألف سنة
و ما تنكئها خيانات الشروق
مع جراحات الغروب
لكن لا شيء هنا يمحو الحقيقة إننا
بتنا جميعا للعدو يد الولاء