الفلسطينيون يختتمون محادثات بالقاهرة دون اتفاق على حكومة
القاهرة (رويترز) - ارجأت الفصائل الفلسطينية المتناحرة يوم الخميس محادثات المصالحة في مصر دون التوصل الى اتفاق بشأن شكل أو برنامج حكومة الوحدة الوطنية التي ستشرف على اعادة اعمار غزة والاعداد لانتخابات.
وقال مسؤول مصري لوكالة أنباء الشرق الاوسط ان الفصائل الفلسطينية ستعقد جولة اخرى من المحادثات الاسبوع المقبل.
وينظر الى نجاح المحادثات التي ترعاها مصر على أنه أمر أساسي في توحيد الفلسطينيين بعد 21 شهرا من الانقسام بين قطاع غزة الذي تحكمه حماس والضفة الغربية التي تتمتع فيها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنفوذ أكبر.
وقال وليد العوض من حزب الشعب الشيوعي الفلسطيني ان الفشل في تشكيل الحكومة سيضر بشدة بأي جهود لبناء البيوت والمباني العامة والمرافق التي دمرت في الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.
وقال لرويترز "لن يكون هناك حديث في حالة هذا الفشل لا سمح الله حول اعادة اعمار غزة ورفع الحصار (الذي تقوده اسرائيل)."
وتوجد خلافات جوهرية بين حركتي فتح وحماس حول كيفية التعامل مع اسرائيل. وتؤمن حماس بالكفاح المسلح برغم أنها مستعدة للتوصل الى هدنة طويلة مع اسرائيل بينما يؤيد عباس التفاوض.
وتقول اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ان حماس منظمة ارهابية وترفض التعامل معها.
واتفقت الفصائل الفلسطينية في المحادثات التي استمرت عشرة ايام على مبدأ تشكيل حكومة وحدة واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بحلول 25 يناير كانون الثاني عام 2010 لكنهم لم يتفقوا على الاجراءات او على السياسة تجاه اسرائيل.
ووصف فوزي برهوم المتحدث باسم حماس المناقشات بانها كانت ايجابية وجادة. وقال ان المشاركين في المحادثات سيغادرون القاهرة للتشاور مع قيادتهم ومؤسساتهم على ان يعودوا الاسبوع القادم.
وقال برهوم لرويترز انه تم بحث العديد من القضايا وهناك قضايا جوهرية اخرى لا تزال تحتاج الى المزيد من المناقشات.
وقال واصل أبو يوسف الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ان المشاركين في المحادثات لم يتفقوا بعد على ما اذا كانت الحكومة ينبغي ان تضم المنظمات السياسية الفلسطينية أم تتشكل بالكامل من تكنوقراط كما تريد مصر والغرب.
وقال "ليس هناك حل للقضايا الخلافية حتى الآن."
وقال عمرو الشوبكي وهو محلل سياسي مصري ان الفشل في الوصول الى اتفاق على الحكومة سيكون "مأساة" للفلسطينيين.
وقال الشوبكي "يمكن أن يخسروا كل شيء. ما لم تكن هناك حكومة على قدر من التوافق قادرة على أن تكون شريكا في مفاوضات السلام... فاننا سنكون في طريقنا الى نهاية القضية الفلسطينية."
ورفض الغرب حكومة وحدة وطنية سابقة قادتها حماس بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2006 . ويعتقد عرب كثيرون أن الغرب عاقب الشعب الفلسطيني على اختياره الديمقراطي.
ويقول مشاركون في محادثات القاهرة ان احدى نقاط الخلاف تدور حول ما اذا كان على الحكومة الجديدة أن تلتزم بالاتفاقات السابقة بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل.
وقال أبو يوسف ان الفصائل لم تستطع أيضا الاتفاق على قانون للانتخابات.
وقال أعضاء في الوفود خلال اليومين الماضيين ان جميع المشاركين باستثناء حماس يؤيدون اجراء الانتخابات على أساس التمثيل النسبي.
وقبل حوالي أسبوعين قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض انه يعتزم الاستقالة بنهاية مارس اذار الحالي لتمهيد الطريق أمام تشكيل الحكومة الجديدة.
وطلب عباس من فياض الذي عينه عام 2007 بعد أن هزمت حماس القوات الموالية لفتح في قطاع غزة أن يواصل عمله الى أن تظهر نتائج الحوار الجاري في القاهرة.