ما بالقلب حيلة يا امرأة ولا طاقة تكفي لاحتمال السهاد المؤرّق لنبض المكان، تعب القلب من الهرولة, والروح ما زالت تتجرع إرهاصات الوجع من ذاكرة سكنتها المرارة واستوطنت فيها جذوع الألم, و لم يبقَ فيها غير اسمك يتهادى أمام عيني في زحمة الاختناق والتصلب في مدخل الشريان . هاأنذا ما زلت أرتحل من برِّ لبحر ومن بحرٍ لسراب بحثًا عن بقايا عطرك المتناثر في سحب الأمنيات ، والسمراء كأنّها لا تدري و ما زالت نائمة في حضن القمر لا تأبه، توشوش للماء والعشب بالنسيان، وتغزل من جدائلها غصنًا من الزيتون وترسم في الأفق البعيد خيال ورقاءٍ تهدل بصوت رخيم نشيد السلام، تسقطني مضرجًا بدمائي في جوف الريح العقيم، و تنشد في غيهبِ الغسق سلامًا يخشى المكان؛ سلامًا لقلبك حين ينام؛ سلامًا لعطرٍ أذاب الصبر في عصب الرجاء . وي كأنّها لا تدري أنّ العمر بات على الأبواب ! وأنّ الأيام تمتص رحيق الهوى وتعصر المنى في دجى النهار .
ما بالقلب حيلة يا امرأة تهوى الهروب في دروب المنفى الطويل ، تبتكر جيناتٍ غريبة لهندسة الألم وسحق العظام ، تبتسم في غموض و تكمم فوّة قلبها برصاص الصمت, و تكتبُ من صدى صرير الفراق قصيدة عن غرغرة شوقي في سفر الرحيل، ماذا أفعل لسمراء تحفر في الوجد رمسًا يقتات من لهيب الانتظار ؟
ما بالقلب حيلة يا امرأة ؛ وأنا قتيلك لا محالة ولا ديّة لي عندك ، فافعلي ما شئت في قلب هام عشقًا بعينيك و تغنّى بالجنون من لوثة نسيم بحر عبر من ضفاف بحرك العميق . ما بالقلب حيلة يا امرأة تمارس القتل في وضح النهار ؛ يا امرأة ضحكت لعابر سبيل على حين غرّة من عقله، لم يكن يدري أنّ كبده سيكون ضحية جواز سفر لا يحمل تأشيرة مرور إلى دنيا الأمان؛ في قلبك أمان وفي راحتيك وسادة لمسافر أضناه السهر الطويل ، ها هي الدنيا من بعدك تميل عليّ بكل أحمالها وأثقالها، وها هي تبتسم لي في خجل وتترك لي أحجية بحجم المجرّة ؛ أحجية لم تنسَ فيها حرفًا لا يحترف الدمار .
لامرأة يغار منها القمر, وما تبقى من قلبي يغار من القمر، سأدعو عليك وعلى كل الكواكب وعلى عرافتي من جوف قلبي ؛ خذيها وأنا.. لا.. لن أقولها بل كوني بخير, ولا ذنب لك..... إنّه قلبي .