من أجل عينك
إن كنت مطّلعًا على الأسرارِ
يا بدرُ فاحفظ عزّتي ووقاري
ما كنت أخشى أن أبوحَ بنزوةٍ
ولَكَم عشقتُ بمطلعِ الأقمارِ
صبّرتُ نفسي للغرام وطالما
أطلقت كلَّ قوايَ في التيارِ
طابت بأشعاري السماءُ وبعدها
تاهت فجاجُ الأرضِ في أشعاري
أسمعتُ كلَّ العالمينَ قصائدي
وعزفتُ لحنَ الحبِّ للأطيارِ
ورحلتُ في طُرقِ الغرامِ مصعّرًا
خدي فجئت بأصدقِ الأخبارِ
وفرشت للحبِّ الجميلِ مخادعًا
يُؤتى بها من أطيبِ الأعمارِ
وغرست في غبشِ الصباحِ حديقةً
روحيّةَ الأشجارِ والأزهارِ
حتى عرفتكِ فاستبدَّ بي الهوى
ومحوتُ من كلِّ النساءِ شعاري
وأتيتُ بابَ الذكرياتِ كأنّني
لصٌّ يخافُ عقوبةَ الإنكارِ
فكأنّني ما ذقت ثغرَ جميلةٍ
وكأنّني ما عشت بين جواري
نظراتُ عينِكِ لا يُعادلُ سحرَها
إلا عيونُ الخرّدِ الأبرارِ
لو خيّروني بالرياض محاسنًا
لطلبتُ خدّك في لهيب النارِ
إن كنت ليلى العامريّةَ فارحمي
قيسًا تململ فوق جرفٍ هارِ
أو كنت عزّةَ تبتغينَ منازلاً
فخذي جوارَك في أديم جواري
أو كنت راهبةَ المسيح فإنّني
متبتّلٌ في كعبةِ الأحبارِ
أو كنت فينوسَ الجمالِ فحبّنا
حبٌّ تقدّس في جمالِ الباري
والحبُّ أحسنُ ما يكونُ مرصَّعًا
بجواهر الآياتِ والأذكارِ
ما شاقني سكنُ الرياض لأنّهُ
ما غيرُ دارَكِ في الهوى من دارِ
إن جئت في تموز جئنا زمرةً
وجماعةً إن جئت في آذارِ