وجهة نــــــــــــــــــــــــ ــــظرفي هذه المقالة سأطرح وجهة نـــظر - قد لا يوافقني البعض - لأنها لا تتسق وحال المسلمين اليوم من حيث المعاناة وجلل المصاب .. لكن يكفي أنه سيصب في خانة التفاؤل الذي أمرنا به ..ففي الصحيح " تفاؤلوا خيرا تجدوا خيرا "
أقرأ كثيرا مقالات تمتلئ أقلام أصحابها .. قهرا وألما .. وتفرد أسطرها في حال الانتهاكات والاغتصابات والإبادات التي تطال المسلمين .. ويثني في نهاية المقالة بقوله " أين أنتم يامسلمون "
إنني أعتقد أن لغة " التشكي و التبكي "
وندب الحال ، وكثرة التهوال ، وبكاء العيال يجب أن نكفّ عنها
إذ أنها لغة ليست جديرة بنا .. ونحن أمة النصــر ، وأمة التمكين .. ناهيك عن أننا أمة الصبر والابتلاء . نعلم أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا ... وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا
ونعلم أن استحقاقات النصر لابد لها من ضريبة .. لكنها ضريبة تبدو للناس مؤلمة وتبدو لنا بقول نبينا
" قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار " حادينا " الله مولانا ولا مولى لكم "
والزمن زمن تمحيص ، ليخرج الذهب صافيا لابد من عرضه على النار ولايصفو التبر حتى يمتحن !!
بل يجب أن نعتقد أن الأمة متى رجعت إلى الله فستبتلى أكثر على قدر إيمانها .. حتى تصفو وتخلص لربها
كنا بالأمس نجد لغة " التشكي " ديدننا عند سماع الرزايا والنكبات ، وكأننا نلقي ما علينا من واجبات النصرة ونمضي
لكن اليوم أصبحت الصحوة " رقما صعبا " دما يسري ، وهواء يستشري
إنها غير الأمس أصبحت في كل دار ، وتحت كل سقف إن لم تكن في الأب فهي في الأم أو في الأبناء أو في جميعهم
لذا وجب علينا .. اتخاذ استراتيجية ومنهجية جديدة وهي
" تغيير الخطاب الدعوي في ظل المتغيرات " فذلك الخطاب عفا عليه الزمن ولا يرقى بمستوى الشعوب
يجب أن تكون لغتنا " علمية رصينة مدروسة " مستندة إلى الحقائق ، لتغيير أديولوجيا الصراع لصالحنا .. وهي بدورها ستكشف مخططات العدى
لأن الشعوب ترقت مداركها ، وهي تحتاج إلى حقن مؤيدة بالأدلة والبراهين التي لاتقبل الشك ، عن حقيقة الصراع بين الحق والباطل ، الذي لم ينته بعد
إن متطلبات المرحلة تقتضي أن نعد العدة لبناء الأمة كي ترقى بمداركها
إن حقيقة المدافعة ، وسنة الصراع خلدها ربنا بقوله " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض"
ثم إن خطابنا .. ممتلئٌ بدفقات تفاؤلية تنسجم ورغبة الشعوب في فتح الأمل إلى نفوسهم
ولقد بدأت بشائر الـــعزة تلوح في ألأفق بين الفينة والأخرى
ولا أدل من ذلك ما يرن على مسامعنا من خسائر الامريكان وهزائمهم المتوالية في العر اق وأفغانستان
فهل بعد هذا وذاك نجد في لغة التشكي خيارا أمثلا
في زمن تنبت بشائر النصر فيه كما ينبت الزهــر في الروضة الغناء
دمتم بخير
أبوتمام هاني الشوافي