تفجير سيارة مفخخة في حي المزة مساء اليوم وردود الفعل المحلية عليه ونسبته للموساد الاسرائيلي من قبل وزير الداخلية الجديد غازي كنعان وفاروق الشرع مسالة تثير سخرية المراقبين جميعا ولا تعدوا كونها سذاجة متصنعة لابعاد اصابع الاتهام عن دور (الخبير السوري ) العالمي بصناعة الاغتيالات والمتفجرات والتي شهدت شوارع العاصمة بيروت ومناطقها بعضا من خبرات (ابو يعرب )
(عمل رئيسا لفرع مخابرات المنطقة الوسطى خلال احداث 1979_1982 ) في سورية ثم تسلم رئاسة فرع الامن والاستطلاع في بيروت من اللواء محمد غانم حتى العام 2002 وانجز في عهده كبرى العمليات ضد المعارضين ( قتل حسن خالد .رشيد كرامي .تفجير قوات المارينز والقوات الفرنسية بمساعدة الحرس الثوري الايراني والحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتصفية ايلي حبيقة اخيرا وغيره قبل ان يتم استدعاؤه لدوره الجديد .... )
والتي الجمت معارضي ( قوات الامن والمراقبة ) الخارجيين والداخليين وضمنت صمتهم وحيادهم واقرارهم بطاعة الخبير الذي تم استدعاؤه قبل اشهر من احالته على الاستيداع... لوزارة الداخلية السورية رغم معارضة بعض كبار جنرالات بشار المقربين ( جهاز امن الدولة +جهاز المخابرات العسكرية+جهاز المخابرات الجوية ) والذين وقفوا ضد تعينه في هذا المنصب وطلب الادارة الامريكية منه ان يقوم بضبط الاجهزة الامنيةوتوحيدها في يده لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة واستحقاقات (السلام المفروض مع اليهود )(الاستسلام ) والتنازل علنيا عن كل الثوابت التي كان ( يتبجح ) بها رئيسه السابق والقدرة على فرض الامن داخليا بالاعتماد على خبراته ومنحه الضوء الاخضر الامريكي لذلك .
وربما كان للعملية الاولى التي نفذتها الطائرات الاسرائيلية في شمال غرب دمشق ( ضرب موقع عين الصاحب ) وتبعها عملية اغتيال الشيخ عز الدين خليل في حي اليرموك بقلب دمشق والتي سبقها انذار علني للموساد بثته عبر القنوات الاعلامية العربية التي تدخل دمشق (جريدة الحياة ) ولم تتنصل من مسؤليتها عنه بل واعترفت بفخر بقدرة الذراع (الاستخباراتي ) لها .
لكنها لم تفعل هذا اليوم (حتى كتابة هذه الاسطر على الاقل ) ... ونرى انها لن تقوم بالاعتراف به لااسباب كثيرة ربما يكون اهمها انها تتيح الفرصة لغازي كنعان بالقيام بمزيد من هذا النوع من المفرقعات البليدة لطرد العناصر المطلوبة من دمشق وارعابها بهذه الصورة الى القاهرة التي تستعد لاحتضانهم مؤقتا بل اعادتهم لدولة( غزة ونستاريم اخيرا ) التي تشرف عليها وعلى صياغتها وتنفيذها عمليا المخابرات المصرية بقيادة عمر سليمان ...
ولقد لاحظنا بعد عملية اغتيال الشيخ عز الدين حماس وهو عنصر ( غير نشط في قواعد حماس ) انتشار صيغة واحدة من الاخبار التي تزعم ان هناك نشاطا استخباريا (للموساد ) يلاحق الناشطين من اعضاء المنظمات الجهادية (الفلسطينية ) في جزيرة العرب (اذاعة ذلك اليمن والسعودية وقطر ) بوقت واحد وذلك يدلنا على تنسيق عام بين الاجهزة الامنية لهذه الدول مع المخابرات السورية والمصريةالقطرية والليبية التي اشارت لها الاتهامات بتقديم تقرير عن نشاط حماس وشقيقاتها للموساد الاسرائيلي ..ولا نعتقد بصحة ذلك مطلقا ولا حاجة للموساد بتقرير من اجهزة لا ترقى لما تملكه الموساد من عناصر تابعة لها اصلا في صميم هذه المنظمات نفسها بل وعلى اعلى المستويات .(اغتيال فتحي الشقاقي رحمه الله ) .
واعلان خالد مشعل قبل قليل لاذاعة لندن : ان حماس على اتصال مع الاتحاد الاوربي له دلالات سياسية خاصة في هذا الوقت بالذات وتبعات تكتيكية ايضا وتنازلات سياسية دراماتيكية علنية... عن مسائل واضحة تصب في انهاء القضيةالمصيرية واسدال الستار عليها .. ستكون واضحة في الايام القادمة من قيادة حماس خارج وداخل الاراضي المحتلة .. .... رغم اعتبار الاتحاد الاوربي منظمة حماس (منظمة ارهابية قبل عام تقريبا من الان وسمحوا لهافقط بالعمل السياسي وجمع الاموال ) ولكنهم قاموا قبل اسبوع في المانية مثلا بالهجوم على مقرات مؤسسة الاقصى التابعة لها ومصادرة الوثائق وحجز الاموال العائدة لها بحجة انها تمول عمليات ارهابية داخل الاراضي المحتلة ) .
ونشرت في ذلك الوقت اخبار في وسائل الاعلام العربية والاجنبية عن تشكيل خلية تنسيق امريكية _اسرائيلية لادارة عمليات تصفية واسعة لقادة حماس والجهاد وتجنيد عناصر عربية محلية للمراقبة والرصد والاستطلاع . اضافة لقائمة من 12 قياديا وضعتهم على لائحة التصفيات القادمة .
اننا هنا لانقوم سوى بالقاء الضوء على هذه اللعبة الاستخبارية القذرة والساذجة التي تمارسها الاجهزة الامنية العربية لحماية الانظمة المتهالكة والمستسلمة بشكل مخز للكيان الصهيوني وتقوم بتنفيذ حلقات من المسلسل المطلوب منها داخليا في لعبة مساومات علنية لضبط الامن وارهاب الناس والايحاء لهم بشكل خفي بقدرة لاتقاوم للكيان الصهيوني وان البراغماتية تتطلب التعامل معه وكانه قدر محتوم وبالتالي الانصياع لرغباتهم في السيطرة وتمزيق الكيانات الكرتونية التي صنعت باشرافهم لخدمتهم وخدمة مخططاتهم في التوسع
والاقتراح الاسرائيلي الاخير(المخز ) (يشهد على ذلك التوجه ) قبل ايام بمقايضة نصف الجولان (التي منعت امتار قليلة فقط من ساحل طبريا نظريا ) (حافظ الاسد في جنيف من التوقيع على سلام الشجعان مع رابين) ..... مع اراض من شرق الاردن !!!!