|
شُلَّ اللِسَانُ وَمُزِّقَ القَلْبُ النَدِي |
وَاسْتَفْقَاَتْ عَيْنِي وَأُسْقِطَ فِي يَدِي |
الحُزْنُ أَلْجَمَ أَحْرُفِي مِمَّا تَرَى |
فَبِأَيِّ حَرْفٍ بَعْدَ ذَلِكَ أَبْتَدِي |
الجُرْمُ أَعْظَمُ مِنْ قَصَائِدِ شَاعِرٍ |
وَالهَمُّ أَجْثَمُ مِنْ أَسَى المُتَوَجِّدِ |
قَدْ هَزَّنِي الخَطْبُ الجَلِيْلُ وَعَادَنِي |
غَضَبٌ بِرَجْعِ لَهِيْبِهِ المُتَجَدِّدِ |
وَكَأَنَّ قَلْبِي مِنْ حَرَارَةِ مَا بِهِ |
أََمْسَى يُقَلَّبُ فَوْقَ جَمْرَةِ مَوْقِدِ |
يَا لِلَّزمَانِ وَقَدْ تَجَرَّأَ فَاجِرٌ |
وَأَتَى بِكُلِّ عَظِيْمَةٍ لَمْ تُعْهَدِ |
لَيْتَ المَنُوْنَ قَضَى عَلَيَّ وَلا أَرَى |
تِلْكَ الكِلابَ تَدُوْسُ صَحْنَ المَسْجِدِ |
وَلَقَدْ بَكَيْتُ عَلَى المَصَاحِفِ مُزِّقَتْ |
حَتَّى تَحَرَّكَ قَلْبُ صُمِّ الجَلْمَدِ |
دَاسُوا عَلَى الإِسْلامِ يَا وَيْحَ الذِي |
لَمْ يَضْطَرِبْ مِنْ هَوْلِ هَذَا المَشْهَدِ |
أَيُدَاسُ بَيْتُ اللهِ؟ أَيْنَ مَكَانُهُ |
وَمَقَامُهُ فِي قَلْبِ كُلِّ مُوَحِّدِ؟ |
اللّهُ يَأْبَى ذَاكَ ثُمَّ رَسُوْلَهُ |
وَالمُؤْمِنُونَ وَكُلُّ ذِي عَقْلٍ هَدِي |
يَا أُمَّةَ المِلْيَارِ وَالرُّبْعِ التِي |
نَامَتْ عَلَى ضَعَةٍ وَلَمَّا تَرْشُدِ |
غَفَلَتْ زَمَانَاً فَاِسْتَبَاحَ فَنَاءَهَا |
عَبْدُ الهَوَى فِي الغَرْبِ غَيْرُ مِسَوَدِّ |
مَا كَانَ أَجْدَرَكُمْ بِعِزَّةِ قَادِرٍ |
لَوْلا تَقَاعَسْتُمْ فَجَارَ المُعْتَدِي |
كَيْفَ ارْتَضَيْتُمْ أَنْ تُدَنْسَ أَرْضُكُمْ |
وَيُخَاضُ فِي دِيْنٍ وَيُهْزَأُ بِالقَدِ |
وَتَرَكْتُمُ نَسْلَ الزُّنَاةِ تَسُوْمُكُمْ |
فَتَرُوْحُ فِي عِرْضِ الحِصَانِ وَتَغْتَدِي |
فَالفَارِسُ المَأْمُوْلُ مَا وَرَدَ الوَغَى |
يُزْجِي المَنُوْنَ وَلا سَرَى بِمُهَنَّدِ |
إِنَّ الجِهَادَ سَبِيْلُ كُلِّ كَرَامَةٍ |
فِيْهِ النَّجْاةُ مِنَ الهَوَانِ الأَنْكَدِ |
وَبِهِ اِكْتَسَى الإِسْلامُ أَفْخَرَ حِلَّةٍ |
وَبِهِ أَعَزَّ اللّهُ دِيْنَ مُحَمَّدِ |
يَا أُمَّةَ الإِسْلامِ أَيْنَ سِلاحُكُمْ |
أَيْنَ الْتِزَامُ أَخِي التُقَى المُتَهَجِّدِ |
وَإِلَى مَتَى يَحْدُو التَّشَرْذُمُ رَكْبَنَا |
مِثْلَ القَوَافِلِ فِي مَجَاهِلِ فَدْفَدِ |
وَإِلَى مَتَى يَضَعُ النِّفَاقُ خِلالَنَا |
مَنْ قَامَ فَيْمَا رَامَ قِيْلَ لَهُ اِقْعُدِ |
وَإِلَى مَتَى الدُّنْيَا تُزَيِّنُ قُبْحَهَا |
مَا بَيْنَ بَارِقِ عَسْجَدٍ وَزَبَرْجَدِ |
قَدْ نَمْلِكُ الدُّنْيَا كَمَا مَلَكَ الأُلَى |
وَنُقِيْمُ دِيْنَ اللهِ فَوْقَ الفَرْقَدِ |
بِالعِلْمِ سُدْنَا وَامْتِلَكْنَا أَمْرَنَا |
وَالعِلْمُ يَرْفَعُ لِلعُلَى وَالسُؤْدُدِ |
وَبِقُوَّةِ الإِيْمَانِ قُمْنَا لِلوَرَى |
وَبِكُلِّ عِزٍّ رَاسِخٍ لَمْ يَنفُد |
هَيَّا نُؤَسِسُ لِلخِلافَةِ دَوْلَةً |
اليَوْمَ فِي صُبْحٍ وَليْسَتْ فِي الغَدِ |
لا رَمْزَ لا ثَوْرَاتَ لا رَبَّاً سِوَى |
رَبِّ الخِلائِقِ ذِي الجَلالِ السَّرْمَدِي |
دُسْتُوْرُنَا القُرْآنُ مَنْهَجُنَا الهُدَى |
وَبِغَيْرِ دَرْبِ مُحَمَّدٍ لا نَقْتَدِي |
وَلْيَعْلَمِ السُّفَهَاءُ مِنْ أَهْلِ الخَنَا |
أَنَّ الوَلاءَ دَلِيْلُ طِيْبِ المَحْتِدِ |