|
1. مَهْلاً أَمَا آنَ الأَوانُ لِنَلْتَقِي ؟ |
مِنُ بَعْدِ هَجْرٍ كالحَوالِكِ مُطْبِق ِ ! |
2. مَهْلاً أَفِي الأَحْشاءِ بَعْضُ مَوَدَّةٍ |
يَسْرِي هَوَاهَا فِي العُرُوقِ الخُفَّقِ؟ |
3. ما أَنْتُمُ إِلا الحَياةَ ، وَمُرُّهَا |
يَحْلُو لَدَيْكُمْ بِالوِدَادِ المُطْلَق ِ ! |
4. مَا كَانَ عَهْدُ الوَصْلِ إِلا رَوْحَةً |
فَلِمَ البِعَادُ لِقَولِ غِرٍّ أَحْمَق ؟ِ |
5. قَد كُنتُ أَشْكُو فِي الوِصَالِ تَوَجُّعِي |
مَالِي وَقَدْ عَصَفَ الهَجِيرُ بِمَنْطِقِي ! |
6. مَالِي وَقَدْ أَزِفَ الفِراقُ وَمُقْلَتِي |
نَزَفَتْ كَسَيْلٍ جَارِفٍ مُتَدَفِّقِ |
7. سَكَبَتْ دُمُوعِي الآهََ مِنْ حُرَقِ الجََوى |
وَمَضَتْ تُهَشِّمُ مِن كِيانِيَ مَا بَقِي ! |
8. آهً أردِّدُها لتُطفئَ مهجتي |
فذرت فؤاديَ كالهشيم مُحَرَّقِ |
9. أَتَقَرُّ عَيْنُكُمُ بِبُعْدِيَ والجَفَا ؟ |
وَالوَجْدُ يَفْتِكُ بِالفُؤَادِ المُشْفِقِ |
10. والعِشُقُ يَذْهَلُنِي فَيَخْذُلُنِي النُهَى |
فِي العَقْلِ يَعْبَثُ مِثْلَ عِفْرِيت ِ شَقِي! |
11. فَأَموتُ مِنْ وَجَعِ الفِراقِ بِحُرْقَتِي! |
ما أَن أَراكُمْ ، مِثْلَ مَاءِ الزِّئْبَق ِ! |
12. تَتَسَلَّلُونَ بِخفْيَةٍ كَيْ لا أَرى |
لكِنَّ عَيْنَ الحُبِّ لمَّا تُخْفِقِ!! |
13. فَتَرى الأَحِبَّةَ فِي سَوَادِ قُلُوبِهَا |
ودِمَاؤُهَا نَزَفَتْ كَنَهْرٍ مُغْدِقِ |
14. صَدَقَ الهَوى قَلْبِي وَكَذَّبَنِي الهَوَى |
شَتَّانَ بَيْنَ مُكَذِّبٍ وَمُصَدِّق ِ |
15. فَلِمَ الجَفَاءُ يَطُولُ بَعْدَ وِصَالِكُمْ ؟ |
أَم فِي الوِدادِ قُلوبُكُمْ لَمْ تَصْدُقِ؟! |
16. هَذي العُيونُ تَبُوحُ مِنُ أََسْرارِكُمْ |
فَاللحْظُ فِيهَا مِنْ بَلِيغِ المَنْطِقِ |
17. ولُحَيْظَةٍ نَظَراتُها قَد أُخْفِيَتْ |
بَيْنَ العَواذِلِ مُسْبَلاتٍ تَسْتَقِي! |
18. تَرمِي بِسَهْمِ العِشْقِ فِي نَظَرَاتِها |
فَتُصيبُ رُوحِيَ فِي الحَشاشِ الأَعْمَق ِ |
19. فَغَدَتْ صَرِيعَةَ وَجْدِهَا وَهُيَامِهَا |
فَكَأنَّمَا عَرَجَتْ سَماءً تَرتَقِي ! |
20. فإذا جَفَوْتُمْ تَستَغِيثُ لِهَولِ ما |
نَالَ المُحِبُّ مِنَ الحَبِيبِ وَما لَقِي! |
21. وَوِصالُكُم رُوحُ الحَياة ورَوحُها |
كالزَّهْرِ إذ يسقى من الماءِ النَّقِي! |
22. فمتى غراب البين عني ينجلي؟ |
والحب يَبْسُمُ لِي كَفَجْرٍ مشرقِ |