جلس الشيخ محمد امام مسجد ة يتسامر مع بعض رجال مدينته وذلك بعد الانتهاء من صلاة العشاء ، استمع الشيخ محمد الى مر الشكوى بسبب ضيق ذات اليد ولم تكن الشكوى مقصورة على من يريد ان يزوج ابنته او يعالج ابنه ، بل اصبحت الشكوى من عدم القدرة على توفير لقمة العيش مما اثر فيه كثيرا وعاد الى منزله مهموما وجلس فى شرفة المنزل يفكر فى احوال اهل مدينته وكيف يمكن تقديم المساعدة لهم ، نظر الى السماء وطلب من الله عز وجل ان يساعده فى مبتغاه ، وبينما هو مستغرق فى الدعاء والتفكير خيل اليه ان القمر يبتسم ، ابتسم هو ايضا ابتسامة خفيفة مستنكرا خياله الذى اوحى اليه بأن القمر يبتسم ، لكن القمر ابتسم اكثر واكثر ومد يده ووضع امام الشيخ سلة بيضاء يشع منها نور ساطع وقبل ان يستفسر الشيخ عما بداخل هذه السلة ضحك القمر وتوارى بين الغيوم .
نظر الشيخ الى ما بداخل السلة فاذا به يجد مفاتيح خزائن الارض .
فرح الشيخ بما وجد وعاهد نفسه ان يصرف كل ما تخرجه خزائن الارض على الفقراء والمحتاجين بشرط ان يفحص شكواهم جيدا حتى لا يقع فريسة لمدعى الفقر ،و اعلن الشيخ عن نيته هذه فى مسجد المدينة بعد الانتهاء من الصلاة ، فى البداية لم يصدقه احد وكانت الشكاوى التى تقدم قليلة ،و عندما شعر اهل المدينة بصدق الشيخ انهالت الطلبات عليه فاخذ فى فحصها جيدا ، تراكمت الشكاوى امام الشيخ بسبب عدم قدرته وحده على ملاحقة الشكاوى بالفحص والتمحيص
فقررالاستعانه بأحد الاصدقاء يثق فى امانته وحكمته لمساعدته فى اتمام فحص الطلبات ، لكن الطلبات كانت اكبر من قدرتهم واذداد الحمل عليهم ، وفى احدى المرات صاح الصديق فى وجه الشيخ قائلا --- ما هذا العبث ، انت شيخ كبير لا يصح ان تبذل هذا المجهود وانت تملك مفاتيح خزائن الارض ، دع هذا الامر لى --- سأنشأ جهازا خاصا لفحص الطلبا ت ، وسأعين به بعض شباب القرية ، فقط سأقتطع 10% من مما تخرجه خزائن الارض للصرف على رواتب العاملين بالجهاز ، وسيبقى للفقراء 90% -- استحسن الشيخ الفكرة ووافق عليها --- وبعد فترة نما الى علم الشيخ ان بعض العاملين بالجهاز انحرفوا وطلبوا من اصحاب الطلبات الهدايا والرشاوى ، انزعج الشيخ وقرر ان ينشأ جهازا سريا لمراقبة العاملين بجهاز الفحص ، استلزم ذلك استقطاع 20% اخرى للصرف على الجهاز ، تم جاء فى تقرير الجهاز ان هناك عصابة من اللصوص تخطط لسرقة خزائن الارض ، مما يستلزم وضع حراسة عليها واستلزم ذلك استقطاع 20% اخرى ، وفى تقرير آخر جاء فيه ان المدينة المجاورة علمت بأمر مفاتيح خزائن الارض فدفعت بجيوشها نحو الحدود تريد احتلال المدينة والاستيلاء على المفاتيح ، فكان لا بد من تجنيد بعض شباب المدينة للدفاع عنها وطبعا تم استقطاع 20% اخرى ، لا بد ايضاً من تسليح هذا الجيش وامداده بأسلحة متطورة وبذلك تم استقطاع 20% اخرى ولم يبقى للفقراء غير 10% تم استقطاعها هى الاخرى لدعم المجهود الحربى ، فلا صوت يعلو على صوت دعم المجهود الحربى --- الا...صوت زوجته وهى تقول --- سرحان فى ايه ياشيخ محمد ، طعام العشاء جاهز على المائدة – فقال لها – اعطيه للفقراء يا ام محمد فلم يعد للفقراء شىء --- لقد فرغت خزائن الارض --- لقد فرغت خزائن الارض