|
مالي أراك على الفجيعة مؤتمن |
والحزنُ جُبٌّ للعواطفِ والْبدَن |
و غرابُ بَيْنٍ في اللِّسان نُوَاحُه |
و حمامُ دَوْحٍِ لَا يحطُّ على فَنَنْ |
ما بين روحِكَ والوجودِ مسافةٌ |
تُمْلِي عليك ضنى التَّشَاؤُمِ والحَزَن |
تأبى عليك إذا ابتسمت تناسيًا |
يُبْري جروحا قرَّحتْها يدُ الزَمَن |
ماذا دهاك فهل تظل بلا مدىً |
أفَلَنْ يُطِلَّ الحلمُ من ثُقب الإِحَن |
آفاقُ فِكرِكَ حُوصِرَتْ وتَقَوْقَعَتْ |
في يأسِها حتَّى غدا منْها الرَّسَن |
مازلتَ في الرَّيْعانِ كيْفَ إذا انتهى |
والشَّيْبُ أَغْرى الْمِفْرَقَيْن على الوَهَن |
يا سيدي طابَ اعتلاءُ همومنا |
سقْفا على أفلاكِ روحِك فافْتَتَن |
العنصرُ المنزوعُ من طينٍ تقا |
طر سمَّه فأحالنا حالَ الشَّجَن |
شِريانُنَا يأبى التأكْسُدَ عنوةً |
و مساحةُ الشريانِ مشنقة الوطَن |
والرأس يأبى الإحتضار بعنفه |
وسرير (إن عاشٍ) من الإصرار أَنْ |
يا صاح إن مثَّلْتنا دودا رعى |
ملءُ الحياة وبعضُ أشْلاءٍ دِمَن |
سؤلي بثوب تعجُّبي قد سقته |
أنوافذ الأفكار يكسوها العفن |
في الكون ثوب النور فالبس شاكرا |
ذي أعطيات الله لطفا والمِنَن |
و انس التزرُّعَ بالأصول وذا التد |
رُّعَ بالدَّواهي الحالكاتِ أو المِحَن |
قم وانتفض فوق المدى قال: انتظر |
ساقي تأبَّت حِمْلَها جبلَ الوَهَن |
و السمُّ من تعدادِ قومي قد سرى |
ما للغثاءِ تناصحي لِمَ لَمْ و لَنْ؟! |
شمس المبادئ أطفأت يا دامعي |
والقلبُ من ماء الحقيقة قد أسَن |
لكنني منذ احتملت جراحها |
يا صاحبي و حملتها لم أنس أن |
أطوي بعمق الجرح حقل ثوابهِ |
و أجدِّدُ التذكيرَ قلبيَ فاطمأن |
أَهْدَى إليَّ هديةًً- مُتْ نَخْلَةً - |
يا حاملَ الرطبَ الجَنِيَّ الجذعُ حَن |
فلعلَّ آثارَ الفجيعةِ نبتةٌ |
من دمعةٍ شقَّت لشرنقةِ الوَطََن |