سأخط النزف العشرين...
و مشارف أبياتي ... من طين...
مازلت أكلم نفسي سراً...
و أهمهم كالمجنون...
فالصمت وقاءٌ...
و الجهر جنونْ...
...
آهٍ يا ولدي...
و ستقرأ
لكن لن تجرح...
لن يكويك الجمر القابع فوق جبيني منذ سنين...
لن يلسعك الصبر الدامي..
لن تبقى من دون جبين...
لن تسحبك الحيرة ... من قدميك...
ولن تلقيك بلا قدمين...
لن تسهر ... مثلي...
و تفكر ...
((أين أوفر زادي ...
في جيبي ...
أم في جيب المحتلين..؟)
يا ولدي...
لن ترزأك الدنيا مثلي...
و تعيش شعور المنبوذين...؟
هل تدرك عمق شعور المنبوذين...؟
و طني يمطر آلاماً ...
من طرف الإصبع حتى كدمات العينين...
لن تشهد في اللوحات...
حقيقة لهجتنا اليومية...
ونسير إلى الحتف كمغلوبين...!
ونقبل أيدي من يقتل لون الورد على الشفتينْ
نتطور يومياً...
من بُسطاء إلى قوميين...
من فلاحين و خبازين.... إلى ثوريين..
نتطور...
فأبي الفلاح يقول الآن:
(العُرْبُ) (اغتصبوا) ارض فلسطين..!
نتطور...!
أمي (تخبز) في التنور بقايا الدين...
و أبي يقبع كالمخذول ... بسيفٍ صدئٍ .. و يقلِّبُ لون الكفين..
هزت مضجعنا الضجة....
ولفرط دَويّ
المذياعــات ...
غفونا ... كالمقتولين..!
نضج الخبزُ...
فتغدينا الجمر...
شربنا الدمع...
صمتنا...
نسيتنا الدنيا ....
فسلام الله على المنسيين...!