|
شـيءٌ تفـرَّق دائـمَ الترحــال |
|
|
في جـوفيَ المشـحونِ بالآمـال |
شيءٌ كأوراق الزُّهور أو النَّـدى |
|
|
يهـبُ الفـؤادَ براءةَ الأطفــال |
فَيَهيـمُ ما بين النُّجـوم مُؤَرِّقـاً |
|
|
جسَـداًَ تخـدََّر وانتـشى بِـدلال |
فإذا خريف العمر أصبح مُورِقـاً |
|
|
وعبيرُ زهر الرَّوض في استرسال |
وإذا ثرى الصحراءِ في خطواته |
|
|
نخلا تجذر في ذرى الأطلال |
وعنـاقُ سُـهدٍ لا أُطيق وداعـه |
|
|
أضحى بليْليَ مَضـرب الأمثــال |
أشـتاقُ جذوتَـه تلملم حيـرتي |
|
|
في فرحـة ٍ ممزوجـةٍ بخيـال |
شيء كموج البحر يبعث في دمي |
|
|
همسـاً ويوقـدُ تـارة إِعصاري |
يعلو ويهبـطُ كلَّمـا جَنحتْ بـه |
|
|
بين الـزَّوارق لُجَّـةَ الأفكــار |
متمـردٌ حينـاً وحينـاً لا يُـرى |
|
|
إلا نســيماً خـافقَ الأوتــار |
يجتـاحُ أوردتي فيمـلؤني الروا |
|
|
ء محلقـاً في روضـة الأشـعار |
وتعود أشرعتي لسـابق عهدهـا |
|
|
تسـتلهم الأحــلام بالتذكــار |
ويثور حيناً أو يُنـازع ما صفـا |
|
|
من عَذْبِ أحلامي ومن أعـذاري |
فأَعـود منكفـئـأ أُلملمُ بسـمتي |
|
|
أمـلاً بفجــرٍ زاهـيً الأنــوار |
شيءٌ كعصف الريح يَقذفُ في دمي |
|
|
حِممـاً تُـؤجِّجُ ثـورة البركـان |
يسْـتلُّ من جفني الكَـرى بِمُهنَّـدِ |
|
|
من لحـظِ فاتنـةٍ بـلا اسـتئذان |
ويثور في جسـدِ تعلَّق بالـدُّجى |
|
|
أيُعاب سـهدٌ في هوى الغزلان ؟ |
ذبلـتْ أناشـيدي وكان لُعابهـا |
|
|
قـد جفَّ من تعبٍ على أغصـاني |
والـريح تعصفُ والفُـؤاد معلقٌ |
|
|
بهـديلِ غانيــةٍ على شُّـطآني |
كالطيفِ ألمَحُها ويتبعُهـا الحِجـا |
|
|
فتُثيـرُ زوبعـةً بِشَـعْثِ جَنـاني |
قد ضاع حَسميَ مُذْ فقدتُ حُسامه |
|
|
ووقعـت في دربٍ أَرَقَّ كيــاني |
يا سـائلي : ما بالُ قلبك خـافقاً؟ |
|
|
أَوَلمْ تعِـشْ في خلوة الرُّهبـان ؟ |
أوَلم تُظلُّكَ في الهجيـرِغمامـةٌ ؟ |
|
|
أوَلمْ تُجـربْ حُرقـةَ الحِرمـان ؟ |
هجـرٌ ووصـلٌ في إنـاءِ مُتيـمٍ |
|
|
جُمِعـا معاً في القلب يختصمـان |
فتراهما غشـيا العيـون فأدمعتْ |
|
|
وكلاهما في الجوف يبتسمان |
خمرٌ بلا خمـرٍ وشَـدْوُ جـوارحٍ |
|
|
وعنـاقُ طيـفٍ رائـعَ التَّحنـان |
وعذابُ من غَرِقتْ بيَـمٍ شـمسه |
|
|
ويتـوق في ظمـأٍٍ الى النُّدْمـان |
هو ذا فـؤادي بين نـارين هوى |
|
|
وهـوى فـؤاديَ ناعس الأجفان |