بسم الله الرحمن الرحيم
بطاقة عشق ل( سراييفو )
عبد الغني خلف الله الربيع
ترحل الغيوم والعصافير وزخات المطر
غير آبهة للخطر ..
ترحل الدواخل حزنآ وعشقآ لعينيك وتغفو
وهي تحلم بالسفر ..
ضفة شربت من نداوة الصباح
وأخري تضمد فيك الجراح
تقبّل وجهك المحتضر ..
سألتك لا تموتي يا سراييفو
هل تموت الأماني تموت المشاعر ؟!
هل تموت المعاني بكل الخواطر ؟!
أيتها الجميلة الجميلة الجميله..
ظامئة أنت وطرفك حائر
متعبة أنت وجرحك غائر ..
فمن آتيك عبر الحصار ؟
لأمنع عنك ذّل السؤال
أراك سئمت حديث الكبار وثرثرة المترفين
سراييفو .. سربرنتسا .. قوراشده
نواح يمزق ليل السكون ..
أظنني لم أفهم الكلمة الأخيره
لعلها لحظة الطلق التي تعقب المخاض
عند الظهيره ..
سراييفو ..كلما نحتاجه أنا وأنت ..
قارب عند ساعة السحر
نجوس خلال المياه الزرق
لا نملّ السفر ..
أيا طفلة تستحم تحت ضوء القمر
تلون سرابيلها الأغنيات
ويغسل أحزانها المطر ..
فإني مذ عشقتك لم أعد أفهم
كنه هذا الغرام ..
ولم أتذوق بعد رحيق الهيام ..
سراييفو ..
ممّل هذا الشريط إذ ينداح
عبر عناوين نشرة المساء ..
فماذا نقول عن الذي
يصوب مدفعه نحو طفلة
ثم يمشي فوق جثتها مشية الخيلاء ؟
ماذا نقول عن الذي
يغتصب السيدة الوقورة
يذبح في عيونها الرجاء ؟
بل ماذا نقول عن الذي
يرقب مأساتك فيكتفي بالكلام
أو يجهش حتي بالكاء ؟
سرايفو ..
لك الله وقرآنه والساجدون بكل صلاه ..
لك النيل وشطآنه والفاصلة المنتقاة ..
لك العمر يا برتقالة الكون يا رائعه
متي ألتقيك ؟ ألملم عن ثغرك الحلو
قسوة الفاجعه ..
فلا أنت تشبهين الحزن ولا حواريك القديمه
تحدثنا عن زمان تليد
تناوشته رياح الهزيمه
عن سر الثرثرات والوشوشات العقيمه
وعن روعة الصمت
في بهو الحضارات والرسالات العظيمه .
الخرطوم 1993