الكابوس
أحمد حسيـن أحمد
ما الذي يُفرحني في أغنياتي الكاذبة؟
ما الذي يلهثُ في الجوفِ كئيباً
يستضيفُ المندبة؟
ما الذي أحصدهُ عــند التحدث للوجوه المتعَبة؟
هو حلـمٌ قد تمطّى في سريرِ النومِ
لا أدري لماذا أكتبه
ارتـــحل يا أيهــا الكابوس عنّــي
قد مللتُ الصبر في هذي الديار
إنَّ صــبري علقمٌ يطفو على سطحِ اللسان
إنــهُ يرتعُ في جوفي كما
ترتعُ في جوفِ الصحارى الأتربة
والأغاني بدعةٌ كبرى انتشت في خاطري
كي أرى الدنيا رياحاً غاضبة
ارتــحل عنّـي أنــا أصحرتُ في هذا المكان
وكـلامــي بات صبّاراً يغذّي نابتُ الأشواكِ
والآمــــال صارت كالسهامِ الثاقبة
ما هـو الكابوسُ في بطنِ قواميسِ حياتي؟
أهو إحســـاسي بعقمِ التجربة؟
أم شعوري بالتردي الدائميّ
عندما تسخرُ منّــي قافياتي المسهبة
أم هـو الإحساسُ بالإخفاقِ والموتِ الزؤام
خلف سـدّات المواضع
وميادين المدافع؟
لم أجد مـــا يُفرحَ النفس سوى
أن أغــنّي أغنيات المنقبة
و أخيطُ الجرح بالشئ الذي قد سبّبه
لغةُ التدوينِ أقسى ما يكون
فهي رمزٌ لاختلاجاتِ الأماني في العيون
وهــي فردوس حياتي المتعِبة
عندما يقسو عليَّ البعد أو تقسو الشجون
فأنــا وردةُ نيسانٍ حزينة
أزهـــرت في غابةِ الصبّــارِ
يسقيها مجانيـن المدينة
وأنا الثائرُ أمسي في الأراضي المجدبة
مـا الــذي يسخرُ منّــي؟
ما الذي أشعلَ في دربي شرارات التمني ؟
إنَّ إحساسي عقيمٌ
وضياعي في الدجى أمرٌ بديهي
كـم من المرّات أسأل
كــم من المرّاتِ أستعرض قانون العقوبات المعـدّل
علّــني أعثرُ في طــيّاتهِ معنىً لهذا النفي في هذي الأقاصي
والتلـوّي في كــوابيسِ الحياة المرعبة
إنما ضاعت سؤالاتي كما ضاع الحلم
و ارتـمى الكابوسُ فوقي
تاركــاً إيايَ لحـماً للكلابِ السائبة