أحسنتِ إذْ واريتِ عني أدمعكْ، وتذرعت بالغياب حتى لا أرى الشماتة في عينيك تسحب خيوطها لتنسج حولي موانع التقدم نحوك في خطوة قد تسول لي نفسي اقتحامها للمرة الأخيرة إليك، ونحوك، وماذا عساك أن تكتبي سوى فرقعات الكبر، والتعالي في سمائي الصافية بحبك من كدر الخيانة ، وغدر الغادرين...ولك الحق - وهو لي كذلك- في حجب حروفك الصارخة بي ولي ، الناطقة بي ولي، المغرمة بي ولي ....الظالمة لي ولي . وكم كان ظلمها فرعوني النزعة يوم أن كنت جوارها ما بيننا إلا أنفاس نطلقها، وأخرى تطلقنا، فأقرأ ظلمك لي ، وقسوتك مع رقتك في آن واحد، فاعجبي من معذب بالنقائض لا يعيش إلا في وسط البينية..فبين الحار والبارد، وبين القسوة والرقة، وبين حبك وسجن جبك..وبين "أحمد" و"...".
تعودتُ كلما كتبتِ لي شيئاً قبّلته من جميع جهاته، واحتضنته لأنه رسولك لي، لا أقبله هو بل أنت الواقعة تحت مطر قبَلي ، ولست أنت كلك إنما هما شفتاك الناطقتان بي أكثر الورود تعرضا لقبلي صباح مساء..أمطرهما فيمطراني طاقة أهواك بها أكثر من شبق اللحظة المنصرمة، ويا لهولك كم أحبك الآن، وكم سأتركك الآن!! سأتركك بقدر حبي لك، وأنت التي ما ساورتني أنثى في حياتي موسوسة لي بوسوسة الشغف الغرامي إلا وأحجمت عنها بقدر ما أقبلتُ عليك يا ظلوم ..فما من أنثى تسطيع تسور حصن قلبي المنيع بك إلا ويردها منك سحرك لي، وتفرعن ذاتك في مساحات ذاتي.
أريد اليوم أن أكتبك بعيدا عن معاني الحب ، وأرسمك صورة أخرى لا تمت لعالم الغرام بصلة، وأحلمك أنثى غريبة على وجداني ..أريد أن أتغنى بك اليوم هجرا، وشروداً، وقسوة، وجحوداً، وكل شيء...كل شيء سوى أنك محبوبة أقداري..فأعيني قلمي أكثر بقسوة أكثر..بكبر أكثر..بتمرد على كل أكثر.