يا فارسَ الحرفِ الذي يمضي إلى قلبي الكليمِ بلا دليلْ
أظْمَأتَ صبحَ الليلِ في وطنٍ يفيضُ زلالُه عذباً يسيلْ
روِّضْ جوادَك إنَّه
جَمَحَتْ رؤاه فلم يعدْ يرضى بعيشٍ هانئٍ
ما بين صبحٍ بازغٍ
أو حين تؤذنُ شمسُنا برحيلِها عندَ الأصيلْ
هو جامحٌ
ذاك الجموحُ سبيلُه ليعانقَ الظلماءَ في كهفٍ ظليلْ
ذاك الجموحُ يلوِّنُ الصبحَ احمرارا ثم يعقبُه سوادٌ آفلٌ
ليزيدَ ليلَكمُ الطويل
ذاك الجموحُ نهايةٌ لعمالةٍ أو هكذا
سَيُزَيِّنُونَ لمنْ رأى
و ترى الصحافةَ تُورِثُ الأخبارَ جيلا بعدَ جيلْ
متآمرٌ ذاك الجوادُ .... جموحُه أضحى دليل
و أراك تلعنُ وقتَها الأفكارَ أو ما خطه قلمٌ نبيل
*****
يا سيدي
أنا كالجوادِ مسلسلٌ متكررٌ
ما بين حلباتِ الصراعِ أطوفُ كيْ
ألْقَى ختاما غيرَ ما أعتادَ الأُلَى
لا أبتغي التصفيقَ بل
أرجو خلاصا من قيودٍ سلسلتْ جسدي النحيل
و شربت من سرِّ الحياة كؤوسَها
و اغتلتُ صمتى معلنا أني لهذا العهرِ أزمعتُ الرحيل
و كأنني استشرفتُ آمالا تلوحُ على ضفافِ زماننا الحلوِ الجميل
أَزْكَى مرادي جرذُهم
في شاشةِ التلفازِ أعلنَ باسما
فكرا جديدا صاغَهُ ...صدَّقْتُهم و ركبتُ موجَ ضلالِهم
و قد انتشيتُ بقولهم و لسانُ حالي قائلٌ
هذا أمانٌ مالَهُ في ما مضى أبدا مثيل
و وضعتُ كفِّي فوقَ أكتافِ الوطنْ
مدَّ الذراعَ و لفَّنِي و أسرَّ لي بالجرحِ فازدادَ العويل
أناْ ما بخلتُ عليكمُ قد جُدتُّ دوما بالصباحْ
و الليلُ عندي ضَوْؤُهُ غمرَ الفيافي و البطاح
لكنْ سوادُ قلوبِهم صبغَ النهارَ لألفِ عامٍ آتيةْ
و الليلُ أنكرَ ما حَوَتْهُ قلوبُهم
و الخطوُ يَبْعُدُ كلما اقْتَرَبَتْ خُطَاى تباعدتْ
خطواتُه بالألفِ ميل
*****
يا سيدي إنْ كان لومٌ فَلْنَلُمْ بُخْلَ الدماءْ
فلأنها بينَ الضلوعِ تَخَثَّرْتْ
ركبَ الضلالُ ظهورَنا
و تَكَسَّرَتْ فوقَ الجبينِ بقيةٌ من كبرياء
و توزعتْ أهواؤنا فيما اشْتَهَتْهُ النفسُ و احْتَكَمَ الغباء
و تَمَيَّعَتْ أفكارُنا فتلذذتْ بالذلِ من هذا الغُثاء
و تنكَّرَتْ وصفاتِ مَنْ وَصَفَ الدواء
*****
يا أمتي
الصبحُ مرسومٌ بكفِّكِ فانْظُرِيهْ
و النصرُ في ظلِّ الرماحِ مَبِيتُهُ ... بدماءِ عزِّكِ أنْبِتِيه
و لْتَزْرَعي شجرَ الكرامةِ كي يعانقهَا شموخٌ للنخيل
و لْتَغْزِلي سُنَنَ الهدايةِ من دمٍ حرٍ يسيل
و أنا سأمزجُ بالدعاءِ دمائِيَا
كي تنجبَ الإصباحَ محمولا على صوتِ الصهيل
هذا سبيلك فاسْلُكِيه
فإنني أقسمتُ أنْ
أترَقَّبُ الآمالَ تبزغُ من سماءِ المستحيلْ