|
أكانَ أُيِّدَ هذا الرأيُ أم دِينا |
فلا أرى عندنا رأياً ولا دينا |
الرأيُ والدينُ ما اشتُقّا لنا لِسِوى |
أنّا مُراءونُ أو أنّا مُدانونا |
أستغفرُ الله بل أبناءُ بُجدتها |
بياذِقاً أو رِخاخاً أو فَرازينا |
مُوَحِّدونَ فلا عُزّى ولا هُبَلٌ |
ولا مَناةَ سوى تمثالِ والينا |
مناضلونَ يُسامون النجومَ إذا |
دَجّوا خطاباً وهم خَسفاً يُسامونا |
ما دَقَّ ناقوسُ حربٍ في مضاربِنا |
إلاّ ودَقَّ الأسى فينا أسافينا |
قادتْ علينا بفُتيا (بعل) قادتُنا |
وأُرعِجَ النعلُ فانقادتْ (مَلالينا) |
إنّا ليَصدُقُ فينا قولُ خالقِنا |
في محكمِ الذكرِ:(ويلٌ للمُصَلِّينا) |
كنّا أسُوداً فلمّا الغربُ ساعَدَنا |
كيما يطوِّرَنا صِرنا سعادينا |
كنّا .. ولكن رَفسناها بأرجُلِنا |
غَباوةً وهَتكناها بأيدينا |
تُلقى علينا أحاديثٌ فتنفخُنا |
وفجأةً إذ بأحداثٍ تُفَسِّينا |
حُرِّيَّةُ الفَرْدِ ماتت من تَلَهُّفِها |
لأن تُشاهِدَ حُرّاً في حَوارينا |
فكان من عَدلِنا أخْذُ الشعوبِ بها |
وراحَ طائعُنا فيها وعاصينا |
وسُنَّةُ الدِّينِ قَـنَّـنّـا مناهجَها |
والتُـرَّهـاتُ سـنَـنَّـاهـا قـوانينـا |
والعِلمُ صرنا من "التِّلفازِ" نأخذُهُ |
عن "نانسي عَجرَم" أو "بُوسي" و "مادونا" |
ونشتري القِيَمَ الدُّونى مُعَلَّبَةً |
من سوقِ "كارفور" أو من "مولِ مارينا" |
إناّ إذا في فِـرَنسـا غادةٌ ذُكِرَتْ |
بِعَرشِها ألفُ عِفريتٍ سيأتينا |
وقد سَبَقْنا بِـ(هذا العِلم) عالَمَنا |
الرومَ والروسَ والهندوسَ والصّينا |
والنَّحْوُ والصَّرْفُ لو لم نُلْغِ كادِرَهُ |
لكادَ نَحْوَ (بَوارِي) الصَّرْفِ يُلغينا |
والشِّعرُ كالشَّرْعِ خَلَّيناهُ منفلتاً |
من كلِّ قيدٍ وكسَّرنا الموازينا |
نُجانِسُ اللفظَ والمعنى إذا اختَلفا |
غصباً، فنبعُ القُوى فينا قَوافينا |
والمجدُ كلُّهُ حَوَّلناهُ أرصِدةً |
والخِزْيُ كلُّه صُغناهُ نَياشينا |
أمّا اليهودُ ومن في الحربِ يَدْعَمُهُم |
فسوف نعملُهم للجيشِ صابونا |
ولاّدةٌ رغمَ أنفِ العُقْمِ أمَّتُنا |
كَمِ ابنِ عبديسَ يحبو لابنِ زَيْدونا |
سادَ المناصبَ سادِيّونَ أغلِمَةٌ |
وشاعَ في الدِّينِ أولادٌ مُشاعونا |
في مجلسِ الشَّعبِ كَمْ من أشْعَبٍ جَشِعٍ |
وَغْلٍ وفي البلديّاتِ البليدونا |
وفي الوزاراتِ أزيارُ النساءِ وفي الـ |
ـشورى على سَمتِ شارونٍ شَوارينا |
وفي الروابطِ أعيارٌ مُرَبَّطَةٌ |
وفي الفروعِ ولا فخرٌ فَراعينا |
وفي القياداتِ قُوّادٌ وما اكتملَتْ |
حتى أضفتَ إليها الواوَ والنونا |
جمعيَّةُ الرفقِ بالحيوانِ مُبْدِعَةٌ |
كانوا تيوساً فصاغتهم بَراذينا |
موسى وهارونَ ما عادا بساحَتِنا |
قد وُسِّدَ الأمرُ هاماناً وقارونا |
سياسَةٌ دَبَّ فيها السُّوسُ وانْخَرَقَتْ |
مُذ صُفَّتِ الخَيْلُ في ساحاتِ صِفِّينا |
رؤوسُنا من دواعي الفكرِ فارغةٌ |
تـخالُـهـنَّ على الأكتافِ يَقطـينـا |
أميرُنا ثَـبَّـت المولى أسِـرَّتَـهُ |
وزادَ - فوقَ مُناهُ - حُورَهُ العِينا |
إن صَوَّبَ الطَّرْفَ يوماً صَوْبَ وُجهَتِنا |
فاعلم بأنه يُحصينا لِيُخصينا |
وشيخُنا قَدَّسَ الرّحمنُ سُـرَّتَـهُ |
فبالذي تحتَها ما كان يُدرينا |
في فمهِ (إنما الدُّنيا) وفي دَمِهِ |
(إنا محيّوكِ يا سلمى فحيّينا) |
هذا السَّوادُ الذي في الأرض منبسطٌ |
ما غيرُ هذينِ فيه عبقريّونا |
وُلاتُنا أكَلوا الدنيا الحرامَ، فما |
للأولياءِ سوى أن يأكلوا الدِّينا |
وقد رَأَوْنا ومن طينٍ طبيعتُنا |
فاستعملوا عقلَهُم فاستثمَروا الطينا |
فإن أهابَ بنا الداعي لتضحيةٍ |
نكونُ للسيِّدِ الوالي قَرابينا |
وإن أرَدْنا مفاتيحَ الجِنانِ ففي |
جيبِ الإمام، فَنُعطيهِ ويُعطينا |
ولم نَزُلْ رغمَ إحداقِ الزَّوالِ بنا |
إذ لم نَزَلْ لِمَوالينا مُوالينا |
ما للشياطينِ فيما بيننا دَخَلٌ |
لأن سـاستَنا فاقوا الشياطينا |
فهم مُطاعونَ ما عاثوا وما عَبَثوا |
وهل يُطاعِنُ مطعونونَ طاعونا |
الماءُ شَكَّلَ سَيْلاً تحت أرجُلِنا |
ونحنُ في غَمَراتِ اللهوِ ساهونا |
بلادُنا ثُلُثُ الدنيا مِساحَتُها |
دَوْلاتُها بَلَغَتْ سبعاً وخمسينا |
لكنَّنا شجرٌ يأتي الربيعُ فلا |
نَخْضَرُّ عُوداً ونبقى في تَعَرِّينا |
تَيَبَّسَتْ كلُّ أجناسِ الحياةِ بِنا |
ما عادَ غيرُ شؤونِ الجنسِ يُغرينا |
مليارُ زيتونةٍ فينا ودالِيَةٍ |
وليس تُثْمِرُ إلا (التمرَ والتِّينا) |
حُمْرٌ مدامِعُنا زُرْقٌ مَصافِعُنا |
صُفْرٌ أكارِعُنا عُفْرٌ مَكاوينا |
قَفْرٌ صَوامعُنا قَفْرٌ جَوامعُنا |
مَلأى مَحابسُنا مَلأى مَشافينا |
ومن مُواطِـنِـنا غاصَت مَواطِـنُـنـا |
ومن نِفاياتِنا غَصَّت مَنافينا |
ما ظَلَّ للهَمِّ ظِلٌّ في ذَواكِرِنا |
فأُنْسُ بغدادَ أَنسانا فلِسطينا |
ها نحنُ من بَطَرٍ في كُلِّ مَزْرَعَةٍ |
نصونُ خَوْفَ انقراضِ النوعِ تِنِّينا |
نموتُ جَوْعى فِدا أفراخِه وعلى |
أفراخِنا امتلأ الوادي ثعابينا |
الحربُ تضحكُ مِنّا حيثُ إن عَرَضَت |
ذكرى حزيرانَ عَرَّضْنا بتِشرينا |
أما السلامُ فيبكي وهو ممتعِضٌ |
أسىً لِما نابَهُ من نَتْنِ أيدينا |
يُمسي المساءُ وإسرائيلُ تقتلُنا |
ومَطْلَعَ الشمسِ أمْريكا تُعَزِّينا |
ندعو لِيَنْزِلَ عيسى كَيْ يُخلِّصَنا |
وما لَهُ من مَحَطٍّ طاهرٍ فينا |
أستغفرُ الله أُخرى إذ ظَلَمتُ بِما |
ألومُ شعباً عديِمَ الحَوْلِ مِسكينا |
وهل يُلامُ غريقٌ وهو من وَهَلٍ |
مِمّا يُعاني يَظُنُّ القِرْشَ دُلْفينا |
وإذْ طَفَوْنا ولم نُؤكَلْ فقد عَرَفَت |
أجسادَنا كائناتُ البحرِ فِلِّينا |
مُسـجَّـلـون علـى قيـــدِ الحيـــاةِ ، ولا |
حيــاةَ ، والقيـدُ في الأرســاغِ يُـدمينـــا |
الحمدُ لله ، لكن لَيْتَ أمـَّـتَـنـا |
كانت عقيماً وهذا العصـرُ عِـنِّـيـنـا |
ولَـيْـتَ ذُرِّيـَّـةَ الأعــرابِ تَـمـحَـقُــهـا |
ذَرِّيـَّـةٌ ، غيـرَ شـخـصٍ قالَ آمـيـنــــا |