|
أكرم بحاضنة تسمت واحة |
هي واحتي الشهباء واحدة الشهب |
بلغت عنان المجد أورق جذعها |
واشتد أينع بالثمار لها وهب |
هزي إليك الجذع يعبق بالسنا |
يهديك أثرجة ويغدق بالرطب |
وينير ليل الظامئين لجذوة |
قبسٍ من النور المغيب في الحجب |
أضحت لهم مأوى فـأورف ظلهـا |
وامتد في زخم الأثير لـها انتـدب |
حصن تجذر بالفصاحـة واعتلـى |
يرقى إلى العلياء يحتضـن الأدب |
فأناخ فيـه مـن الأماثـل نخبـة |
رضعوا لبان الضاد عـن أم وأب |
أكرم بهم هذا سمير يقودهم |
أعلى بناها .. كالطبيب .. لها انقلبْ |
أرسى مسيرتها وشاد متونها |
أدباً تفجر بالبنان .. جرى خلب |
سُوقٌ تسامت في رباها واستوت |
يهنا بها الزراع يغبطهم عجب |
أحيـوا البنـاء ودعمـوا بنيانـه |
جاز العنان إلى الذرا ولهـا طلـب |
يا طيـب معدنـه فـرات مـاؤه |
عذب البيان فصاحة فتـق اللبـب |
أكرم بـه بيتـاً وحاضنـة سمـت |
لَمَّتْ شتات الفكر فـي حـبٍ دأبْ |
جمعت فحول العرب أهل بلاغـة |
حَنَّتْ لها كل المناصـب والرتـب |
فاعجب لها ترعـى كرامـة أمـة |
تحـدو مسيرتهـا بقافيـة النجـب |
اليوم عرسك يا حبيبـة فازدهـي |
تيهي على فَيِّ الزمان لك اصطحب |
ضمي شتـات العاشقيـن وَنَوِّهِـي |
بفضائل إن الفضيلـة مـن ذهـب |
شيدي لنا الأخلاق صرحـا بينـا |
وَارْعَيْ سناء الدين في زحف لجب |
واعلي الوفاء هنا الوفاء معادن |
ضَنَّتْ به الدنيا فعاجله الجدب |
الروض أقفر يا حبيبة فاعتلي |
متن الريادة والحياة لمن شرب |
جودي بمائك للعطاش شرابه |
عسل مصفى لا امتراء ولا كذب |
ضمي شتات العابرين خذي اللـوا |
قودي المسيـرة لا تبالـي ذا أرب |
أنت العروسة .. في الأنام فَصَوِّحِي |
جُودي علينا من جمالـك نشرئـب |
جـودي علينـا بالأصالـة نفحـة |
نحيي الجمال وبالجمال شدا العرب |