ألف آه ويزيد ..
.................
هناك .. تصل الرسائل مبتغاها .. وأظل أختزل المكان .. هي اللغات قوافل .. في الروح تختزل الزمان ..
هناك .. لا شيء في الآفاق يعدو .. وما الصحراء إلا الحافر الدامي .. فهل التوجس في رؤاك رسالة .. نبوية .. ما بين أنسك والمُحال ..
هناك .. ألف آه ويزيد .. كلها بين التأمل والتأسي .. كيف أحملها هناك وليتني .. أهملتها وحملت نفسي ..
هناك .. ليتني كنت هناك .. فضة المرآة وألواح الزجاج .. علني أرسمني في الثغر قبلة .. ربما أدرك همسي ..
هناك .. ليتها تجتاحني .. تلك التي انتفضت بقلبي ثورة .. وتماوجت في الكنه حسي ..
هناك .. قلت لها .. أنا لا أشرب الماء .. فقالت .. كيف يفيض الدمع إذن .. على عرض سمائي ..
هناك .. هل تعلمين ما يجري هنا .. هنا جثة تجري على الحدقات والأقدام لا تدري الطريق .. وعلى وجوه الناس لما لم أجدك .. أرى في كل مقبرة حريق ..
هناك .. أنا لا أعلم ما هناك .. كيف تمشين على موجة روحي .. كيف تأتين معي .. كيف تمسين بقلبي .. كيف تشتمين عطري .. كيف تحتلين ذاتي .. كيف تختالين في النبض على هدي صلاتي .. ليتني أعرف ما يجري
هناك .. لأنني .. أكره العيش هنا .. وأمْرُ عمري في فتاتي ..
هناك .. إليك ما قال الشهيد:
فيه ما لا تشتهي .. ورسالة حيرى تقول .. عفوا إذا قصرت في إرسال ذاتي .. هذي الحروف سحابة .. وحمامة .. وهديل فقد .. وبريد ..
هناك .. فتشت المكان فلم أجدْك .. اتبعت خطاك .. ولما لم أجد نفسي .. رسمت جفني في الرصيف ..
هناك .. ترتبك الآن الشاشة .. وعلى كل رفة عين .. اندهاشة ..
هناك ..كل الصباحات منكر .. الماء والهواء والفضاء والسماء والصفاء .. إلا صباحك .. سكر ..
هناك .. شاقنا الصمت عل شرفاتها .. فكتبنا بالدموع .. فمتى نهمس للحب قصيدا .. بيد تحفر جدران الضلوع ..
هناك .. ألا تزالين عالقة .. أنا مددت لراحتيك جفوني .. فاخلعي النعلين .. وبالعينين كوني ما تكوني ..
هناك .. أشتاق إليك .. والناس تعبث بالهشيم .. لا يدركون حفاوة الروح .. على أفق التماوج في النسيم ..
عصام الديك