بسم الله الرحمن الرحيم
تخصيب اليورانيوم بالعربي الفصيح
عبد الغني خلف الله
يصيبني تبلد وغباء من نوع غريب كلما سمعت أو قرأت أو شاهدت أي موضوع يتعلق بملف إيران النووي ..إذ كلما تعلن إيران أنها استأنفت عملية تخصيب اليورانيوم ( الجرسه ) تقع من قبل أمريكا وإسرائيل ودول الغرب بصفة عامه ..وتزداد حيرتي عندما تعلن إيران أنها تمتلك عدد كذا من أجهزة الطرد المركزي ..وأن برنامجها النووي للأغراض السلمية وتحتاج اليورانيوم المخصب كوقود نووي وليس لصنع سلاح نووي ..فجلست قبل أيام لدي الدكتور مبارك المهل عميد معهد الليزر بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا وطلبت منه أن يشرح لي الموضوع واحده .. واحده ..علي طريقة التعلمجيه أيام كلية البوليس ..يقول ليك ( الدرس الأول من دروس البندقيه ..دي البندقيه ..أي سؤال ؟ ) وهكذا يشرحون لنا كلما يتعلق بطرق استعمال السلاح بصبر وأناة ..سألت الدكتور أن يشرح لي أولاً معني يورانيوم ..قال لي اليورانيوم عباره عن عنصر من المكونات الأرضية النادرة ويتكون في شكله الخام من نظيرين وهما من نفس المعدن بنسب محدده .بيني وبينكم ..ما فهمت حاجه لغاية هنا ..ثم ماذا بعد يا دكتور؟..الجزء الأول يشكل نسبة 99.3% وهو أشبه بالشوائب التي لا تنفع ..ترميها الشارع مع النفايات النووية بعد استخدام اليورانيوم المخصب كوقود لو لقيت ليك بلد (هامل ) تتفق معاه ..والجزء الثاني يشكل نسبة أقل من واحد في المائه وهو الجزء القابل للانشطار ..ويعّرف الأول الغير نافع بالرقم ( 238)..والثاني المنشطر بالرقم (235) وده الممكن يتم تخصيبو كوقود نووي ..لغاية هنا كويسين ..لكن لماذا هذه الأرقام بالذات ..والإجابة بسيطة لأن كل معدن يشار إليه برقم معين في علم الفيزياء .. زي ناس الحقيبه زمان ..كل بنت جميله عندها رقم خاص بها ..( ستين إسمك وأربعة ميات ..خيزران فرعك ) ..هنا يعرف أصدقاء الشاعر بأن الرقم 460يخص فلانه الفلانيه ..وعشان تتحصل علي وقود نووي تقوم تخصب النوع الثاني الذي يمثل أقل من واحد في المائة من الخام بواسطة أجهزة الطرد المركزي ..طيب دي بتعمل شنو ..هذه العملية تتم عبر تدوير المعدن ليتحول إلي غاز وتعرف بالانفصال الغازي ..للحصول علي نسبة ال( 235 ) ..يعني استخلاصه من الكتلة الأصلية ..وبذلك تتحصل علي نسبة أقل من واحد في المائة من الكمية التي تم تدويرها ويمكن فعل ذلك باستخدام الليزر .. ومهما كانت الطريقة المستخدمة فإن أمريكا ترفض العملية برمتها .. وتصر علي أن يتم التخصيب خارج إيران ..في روسيا مثلاً إذا كان ذلك ضرورياً ..وحتي تتمكن من تخصيب اليورانيوم لأغراض الوقود النووي عليك زيادة نسبة الواحد في المائة أو هي في الواقع أقل من ذلك .. عليك زيادتها لتصبح أربعه في المائة ..ومن ثمّ تستمر في التخصيب لترفع النسبة إلي تسعه في المائة فأكثر إذا كنت ترغب في صنع قنبلة نووية وهذا يتطلب بالطبع تكثيف التخصيب ربما لسنوات ..والمؤكد اليوم أن إيران وصلت في التخصيب لنسبة خمسه في المائة أو أكثر كما توحي بذلك تصريحات أحمدي نجاد الأخيرة .. وكلما زادت أجهزة الطرد المركزي .. كلما كانت فرصتها في إنتاج قنبلة نووية أكبر ..لكن لماذا هذا التعب في انتاج القنابل المدمرة تلك ..ما الحكمة في ذلك ؟!..في الواقع.. يعتبر الرعب النووي عاملاً رادعاً لكل من تسول له نفسه الإعتداء عليك ولحفظ ميزان القوي في المنطقة والذي يميل كثيراً لصالح إسرائيل التي عملت في هذا المشروع منذ الخمسينات من ( القرن الماضي) بمساعدة جنوب أفريقيا علي أيام الفصل العنصري .. ولا تزال .. ومن المؤكد أنها تمتلك حوالي خمسين راس نووي وربما أكثر ..نسيت أن أقول أنه وبمجرد وصولك لنسبة (235 ) فإن اليورانيوم ينشطر تلقائياً ..والآن عزيزي القاري تستطيع أن تستمتع بسماع نشرات الأخبار في الإذاعات والقنوات وأن تقرأ في الصحف وأنت علي الأقل تعرف مثلي بالقدر المطلوب ما هو اليورانيوم وما معني التخصيب والمستوي الذي يمكنك من الحصول علي وقود نووي أو بالمره قنبله نووية ..وهنا تحضرني هذه الطرفة والتي تقول : الصاروخ الذي سقط في ( طشت الغسيل ) عندما كانت أمي تغسل ملابسها لم يصبها بأذيً وهوأيضا ًلم يخيفها أو يحرك لها ساكناً أخرجته من ( الطشت ) ومن ثمّ دعكته بحجر من النوع الذي تنظف به راحة القدمين ونشفته ثم وضعته بعناية في خزانة ملابسها وسط قنابلها النووية .. ودمتم في رعاية الله وحفظه .