إِلَى أَمِيرَتِي وَسَيِّدَتِي وَمَنْ أَرْتَجِيهَا مِنْ رَبِّي
أَلُوذُ بِالشِّعْرِ أَشْكُو فِيهِ آهَاتِي
وَأْكْتُمُ الشَّوْقَ ... مَا أَقْسَى مُعَانَاتِي!
أحبَبْتُهَا قَبْلَ أَنْ أَحْظَى بِرُؤْيَتِهَا
حَتَّى الْتَقَيْنَا ... فَيَا حُسْنَ المُلَاقَاةِ
وَمَا رَأَتْ مُقْلَتِي مِنْ قَبْلِهِا امْرَأَةً
وَلَا أُرِيدُ سِوَاهَا مِنْ جمِيلَاتِ
قَلْبِي يَهِيمُ بِهَا ... وَالنَّفْسُ تَعْشَقُهَا
وَالرُّوحُ تَصْرُخُ يَا ذَاتِي وَلَذَّاتِي
لَا تَعْجَبُوا إِنَّكُمْ لَمْ تَشْهَدُوا قَمَرًا
يَعِيشُ فِي الْأَرْضِ قَدْ جَافَى السَّمَاوَاتِ
مَاذَا أَقُولُ وَمَا وَصْفِي بِمُنْصِفِهَا؟!
يَضِيقُ عَنْ وَصْفِهَا شِعْرِي وَأَبْيَاتِي
لَوْ كَانَ عَنْتَرَةُ الْعَبْسِيُّ نَاظِرَهَا
لَقَالَ هَذِي بِمِلْءِ الْأَرْضِ عَبْلَاتِ
وَلَوْ تَبَدَّتْ لِقَيْسٍ فِي تَلَأْلُؤِهَا
أَنْسَتْهُ طَلْعَتُهَا لَيْلَى وَلَيْلَاتِ
وَلَوْ جَمِيلٌ بَهِ مَا بِي لَأَرَّقَهُ
وَقَالَ قُبْحًا وَبُعْدًا لِلْبُثَيْنَاتِ
أُحِبُّ مَخْبَرَهَا مِنْ قَبْلِ مَظْهَرِهَا
هِيَ الْحَبِيبَةُ مِنْ دُونِ الْحَبِيبَاتِ
بَرِيئَةٌ فِي ثِيَابِ الطُّهْرِ قَدْ رَفَلَتْ
فِي وَجْهِهَا يَنْجَلِي نُورُ الْعِبَادَاتِ
بَسَّامَةُ الثَّغْرِ شَمَّاءٌ بِهَا صَلَفٌ
مِنْ غَيْرِ كِبْر ٍ ... وَذَا فِعْلُ الْأَمِيرَاتِ
حَيِيَّةٌ ... وَالْحَيَاءُ الْيَوْمَ مُفْتَقَدٌ
نِعْمَ الْحَيِيَّةُ مِنْ بَيْنِ الْحيِيَّاتِ
نَفْسِي فِدَاهَا وَمَا رُوحِي بِغَالِيَةٍ
وَهَلْ أَضِنُّ بِرُوحِي عِنْدَ مَوْلَاتِي؟!
يَا مَنْ إِذَا ابْتَسَمَتْ ... مِنْ نُورِ بَسْمَتِهَا
صَارَتْ حَوَالِكُ لَيْلِي كَالنَّهَارَاتِ
بَحَثْتُ فِي كَلِمَاتِ الْحُبِّ أَجْمَعِهَا
عَنْ لَفْظَةٍ تَحْتَوِي كَلَّ الْعِبَارَاتِ
فَلَمْ أَجِدْ غَيْرَ أَنَّاتِي أَبُوحُ بِهَا
فَهَلْ تَنُوبُ عَنِ الْأَلْفَاظِ أَنَّاتِي؟
وَهَلْ سَتَشْفَعُ لِي عِنْدَ الْأَمِيرَةِ أَمْ
حَبِيبَةُ النَّفْسِ لَا تَهْوَى الشَّفَاعَاتِ؟
اللهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَا أُرِيدُ سِوَى
قَلْبًا يُجّمِّعُ بَعْدَ الْبُعْدِ أَشْتَاتِي
إِذَا ظَفَرْتُ بِهِ تَمَّتْ سَعَادَتُنَا
وَكَانَ فَوْزِي بِهِ أَغْلَى انْتِصَارَاتِي
يَا رَبُّ فَاجْمَعْ بِعَبْدٍ ... نَفْسُهُ عَلِقَتْ
حُورِيَّةً نَبَتَتْ مِنْ أَصْلِ جَنَّاتِ
4 كانون الثاني 2011