|
ليَ اللهُ من حبٍّ رَوَى الحسنَ منبعي |
ليَ اللهُ من عشقٍ كَسَى السَّحرَ مرتَعي |
لي اللهُ في سكرٍ بروحي وبالنهى |
إذا مر خيط النور في ثوب مصرعي |
زلالٌ من الفردوس قد سال كوثراً |
تركناه مُزْقًا فوق سكين مُدَّعِ |
تَآَخَى فُرَاتَ الْخَيْرِ مِنْ صِدْقِ مُرْسَلٍ |
فمَنْ ذَا يَرُدُّ الْمَكْرَأو ثَمَّ مَنْ يَعي |
مِنَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا تَمَاهَى بِسْحِرهِ |
سِلِ الْعَاشقينَ السِّحْرَ إلهامَ مُتْرَعِ |
سَلِ الشاطئين البدعَ في بوح شاعرٍ |
ورسَّامَ موجٍ في ضياءٍ موزَّعِ |
وَ مِنْ قَلبِ مَنْ تَاهَ اغْتَرابًا بِسِرِّهِ |
أَيَخْتارُ مَالًا أَمْ لشبرٍ بِمَوقعِ |
وفلاحَ أرضٍ يستطيبَ مِيَاهَه |
سَيُنْبِيكَ نهرٌ من دماءٍ وأَدْمُعِ |
وسلْ سنبلاتٍ مِنْ صُواعٍ ليوسفٍ |
وَ شَمسًا وأقمارًا تَقتفِي إِثْرَ رُكَّعِ |
هُوَ الخيرُ ماضٍ يُنْسئ الفقرَ فيئُه |
دهورا يعين الخلق من دفقِ منبعِ |
فهلْ آنَ يا نيلَ المواهبِ فرقةٌ |
تُوَلِّي حزينًا في إِهَابِ التَّورُّعِ |
أَصِرْنَا جحيمًا خِفْتَهُ بعدَ جنةٍ؟! |
أَصِرْنَا عبيدًا نرتجي أمرَ تُبَّعِ؟! |
طواغيتُ شرٍّ في ثيابِ غبائِهمْ |
فلا الدِّينَ أَبْقوْ لَا وَ لَا الأمرَ فاسْمعِ |
إذا الْغِرُّ شابَ الَّليلُ مِنْ وِزْرِ غَيِّهِ |
فَكَبَّرْ على المجنونِ فِي عدِّ أربعِ |
لمَنْ يفرغُ المتعوسُ فِي السَّعْيِ جهدَهُ |
لكرسيِّ حِقْدٍ أمْ لنهرٍ مُمَزَّعِ |
فويلٌ من الصَّحْراءِ تَسْتَفُّ أرضَنَا |
وَ وَيْلٌ لذي الجنَّاتِ مِنْ غَدْرِ بَلْقَعِ |
وَ يَومِ اصْفرارِ الآرضِ وَ الجوُّ مُقْفِرٌ |
بُعيْدَ النعيمِ القَحْطُ يا شؤمَ مَفْجعِ |
يعينُ الإلهُ العدلُ يا نيلُ في غدٍ |
إذا كنتَ تَمْضِي في حدادِ المودِّعِ |
فباللهِ يا نهرَ المحبةِ والوَفَا |
إذا كَان فِينَا المخلصونَ ألَا ارْجِعِ |
وَ حِدْ فِي مِيَاهِ الْمَدِّ أَغْرِقْ لِطُغْمَةٍ |
تَعِيثُ الْمَدَى فِي ظُلْمِهَا الْمُتَرَبِّعِ |
سَتبْقَى فَرِيدًا فِي مَدَى الدَّهْرٍ نِيلَنَا |
وَيَمْضِي طُغَاة ٌ خِلْسَةً دُونَ مَرْجِعِ |