|
أَسَمِيرُ: عَيْنِي بالدمُوعِ تَرَقْرَقُ |
و طيورُ قلبي بالوفاءِ تُشَقْشِقُ |
و مشاعري نهرٌ يفيضُ عذوبةً |
و من الحنايا سائباً يَتَدَفَّقُ |
عُقِدَتْ على طَرَفِ اللسانِ حقيقةٌ |
هِيَ في قواميسِ اللغاتِ الأصدَقُ |
و تَلَعْثَمَتْ شَفَتي ، فلم تنطِقْ بها |
في حينِ قلبي لم يخُنهُ المَنْطِقُ |
سَلْ نبضَهُ تجِدِ الإجابَة َعِنْدَهُ |
نَهْرُ المشاعِرِ في فؤادي يفْهَقُ |
شَرَّفْتَني ، و كَسَوْتَنِي فضلاً بِهِ |
أرقى إلى قُلَلِ الجِبالِ ، أُحَلِّقُ |
و كأنَّني كالنَّسْرِ ، لا يرضى سِوى |
نَجْمَ السَّما ، و لغيْرِهِ لا يُخْلَقُ |
لمَّا ذَهَبْتُ لوادي عبْقَرَ سائِلاً |
إيّاهُ شِعراً للحبيبِ أُنَمِّقُ |
قالَ : القريضُ غدا لَهُ حِكْراً ، فما |
أبْقى لنا شِعراً بِهِ نَتَصَدَّقُ |
فَهُوَ الأمينُ على القوافي ، أَمْرُها |
بِيَمِينِهِ ، و هُوَ الحَرِيُّ الأَخْلَقُ |
و هوَ الذي أرسى قواعِدَ دولةِ الـ.. |
شعرِ الأصيلِ بِواحَةٍ تَتَأَلَّقُ |
هَمَّشْتُ كُلَّ دفاتِري ، أبعَدْتُها |
و كَتَبْتُ ما يُمْليهِ قلبٌ يَعْشَقُ |
إِيهٍ سميرُ ، إليْكَ يَهْفو خافِقي |
فَأَدُقُّ أبوابَ السؤالِ و أَطْرُقُ |
و أجوبُ واحَتَكَ الجميلةُ ، و المُنى |
تحدو خيولي ، و اْشتياقي يسبِقُ |
أرنو إلى الأغصانِ أسألُ نَوْرَهَا |
و أُرَىَ و عيْنِي في الزهورِ تُحَدِّقُ |
و الطيْرَ أسألُ أين غابَ سميرُنا |
فإذا بها بالدمعِ مِثلي تَشْرَقُ |
قُلْ يا نسيمَ الصُّبحِ ما أخبارُهُ |
لا تُخْفِ عَنِّي ، إنَّني مُتَشَوِّقُ |
ما بالُ " غَزَّةَ " لم يَجِئْ مِرْسَالُها |
برِسالةٍ مِنْ حُسْنِهِ تَتَأَنَّقُ |
أخشى عليهِ من الأذى ، إنَّ الأذى |
بِربوعِ " غَزَّةَ " و الضواحي مُحْدِقُ |
فَهُناكَ أعداءٌ .. سَلِمْتَ لنا .. هُمو |
شَرُّ البريَّةِ حِقْدُهُمْ لا يَنْفَقُ |
هُم دَمَّروا ، هُمْ أفسَدوا ، هُمْ قَتَّلوا |
هُمْ أتلَفوا ، هُمْ أرْجَفوا ، هُمْ أحرقوا |
هُمْ دَنَّسوا الأقصى و لم يتَوَرَّعُوا |
و تَحَصًّنوا مِنْ جُبنِهمْ و تَخَنْدَقُوا |
أطماعُهُمْ فينا رَبَتْ ، و تَجاوَزَتْ |
حَدَّ الخيالِ و أوْشَكَتْ تَتَحَقَّقُ |
لولا رِجالٌ أخلَصوا و تَدَرَّعوا |
بالصَّبْر يا "عُمَرِيُّ " كدتُ أُصَدِّقُ |
وَهَبوا الحياةَ رخيصةً ، لم يبخلوا |
بطريفِ مالٍ أو تليدٍ يُنْفَقُ |
صِنفانِ فيهِمْ قد عَرَفْتُ ، فواحدٌ |
بِسِلاحِهِ مُتَدَرِّعٌ مُتَمَنْطِقُ |
و رأيْتُ فيكَ مُجاهداً بِلِسانِهِ |
و الشِّعرُ مثلُ السيفِ موتٌ يَصْعَقُ |
إيهٍ سميرُ أَما رجعْتَ ،فإنَّني |
يا اْبنَ الأكارِمِ من غيابِكَ مُشفِقُ |
تمضى السنونُ فلا تَدَعْ أَيّامَنَا |
من بينِ أيدينا تَفِرُّ و تَزْهَقُ |
عُدْ يا رعاكَ اللهُ ، إنِّي آَمِلٌ |
عَوْداً ، و لسنا بَعْدَهُ نَتَفَرَّقُ |