أَنَبِيْلُ دُوْنَكَ خَانَنِـــي التَّعْبِيْــــرُ
فَجَعَلْــــتُ عُذْرِيَ أَنَّنِــي مَبْهُـــــوْرُ
أَنْتَ الْمُقدَّمُ فِي القَرِيْضِ وَفِي النَّدَى
مِسْـــكٌ تَضَــوَّعَ نَشْـــرُهُ وَعَبِيْـــــرُ
حَكَمَتْ لَكَ الأَقْــــدَارُ أَنَّكَ مَاهِـــــرٌ
فِيْمَا تَقُــــوْلُ وَيَشْــــهَدُ الْجُمْهُــــوْرُ
وَقَضَى لَكَ الرَّحْمَــــنُ أَنَّكَ بَاهِــــرٌ
مَنْ هَمُّــــهُ التَّضْلِيْـــلُ وَالتَّغْرِيْـــــرُ
يَا لابِسَــــــاً ثَوْبَ البَدِيْـــــعِ بِرَوْنَقٍ
فَكَأَنَّمَـــــا هُوَ سُـــــنْدُسٌ وَحَرِيْــــرُ
جُعِلَتْ فِـــــدَاءُكَ أَنْفُــــسٌ أَحْيَيْتَهَـــا
بِالفِكْـــرِ قَبْلَ الشِّـــعْرِ حِيْنَ تُشِـــيْرُ
أَشْهَرْتَ سَيْفَ الشِّعْرِ يمْضِي حَــــدُّهُ
لِلْحَــقِّ وَالدِّيْــــنِ الْحَنِيْفِ نَصِيْــــرُ
وَلَجَمْتَ أَشْـــدَاقَ الغُمُوْضِ فَصَاحَةَ
فَيَرُدُّ عَنْـــكَ الطَّرْفَ وَهْوَ حَسِــــيْرُ
وَرَوَيْتَ ظَمْئَى الْحَرْفِ صَفْوَ مَشَارِبٍ
نَثْرَاً يَبَزُّ بَدِيْعَهُ التَفْكِيْرُ
مِنْ كُلِّ مُشْــــتَاقٍ يَكَـــــادُ فُـــــؤَادُهُ
طَرَبَــــاً إِلَى أَلَقِ النَّبِيْلِ يَطِيْرُ
نَجْــــمٌ يَكِرُّ القَلْــــبُ حَيْثُ يَقُــــوْدُهُ
وَيَسِـــيْرُ طَرْفُ العَيْنِ حَيْثُ يَسِــيْرُ
غَيْثٌ إِذَا مَا الغَيْثُ أَخْلَفَ هَاطِـــــلٌ
بَــــدرٌ إِذَا دَجَتِ الْخُطُــــوْبُ مُنِيْــرُ
وَذَخِيْـــــرَةٌ فِي النَّائِبَـــاتِ وَمَعْقِـــلٌ
مِنْ صَرْفِ أَحْدَاثِ الزَّمَـــانِ مُجِيْرُ
مُتَـــــوَدِّدٌ صِدْقَ الإِخَــــاءِ وَإِنَّـــــهُ
قَلْـــــبٌ تَمَكَّنَ مِنْ شَــــبَاهُ النُّـــــوْرُ
مُتَفَــــــرِّدٌ بِمَنَاقِــــــبٍ مُتَقَاصِــــــرٌ
عَنْ سَـــرْدِهَا الْمَنْظُوْمُ وَالمَنْثُــــوْرُ
طِبْ فَالنُّفُـــوْسُ إِلَى سَـــنَاكَ صَبِيَّةٌ
وَاهْنَـــــأْ فَحُبُّكَ فِي القُلُـــــوْبِ كَبِيْرُ