سَقَطَ القِنَاعْ
سَقَطَ القِنَاعْ
أَزِفَتْ سُوَيْعَاتُ الرَّحِيلِ فَلا تَلاعُبَ بِالكَلامْ
وَتَلاعَنَتْ قَسَمَاتُ وَجْهِ الصُّبْحِ مَعَ سَوْطِ الظَّلامْ
أَوْلَى بِنَا حَيْثُ المَنَايَا تَعْتَرِي أَوْهَامَنَا
وَتَلُفُّنَا بِالعَصْفِ مَا بَيْنَ التَّلاسُنِ وَالخِصَامْ
أَنْ نُسْرِجَ الخَيْلَ امْتِشَاقًا لِلحَقِيقَةِ حَيْثُمَا صَهَلَتْ حَنِينًا
لا نُرَاوِغُ في صَدَاهَا
فَانْتِظَارُ المَوْتِ كَالمَوْتِ الزُّؤَامْ
هِيَ ذِي قَوَانِينُ الرُّجُولَةِ تَمْتَطِي شَذَرَاتِ شَوْقِ الأرْضِ للدّمِ
يَغْسِلُ النَّجَسَ الَّذِي عَقَرَتْهُ فَوْقَ تُرَابِهَا بِالعَسْفِ أَقْدَامُ الِّلئامْ
وَبُنُودُهَا مَنْثُورَةٌ
كَالدُّرِّ أَعْجَزَهُ التَّرَقُّبُ وَاحْتِرَاقٌ لاتِّسَاقِ الَحَبِّ في سِلْكٍ سَمَاوِيِّ المَدَى
حُرٍّ بِخَيْطِ الشّمْسِ مَغْزُولٍ عَلى نَوْلِ الحِمَامْ
هِيَ ذِي قَوَانِينُ البُطُولَةِ أعْلَنَتْ فِي عِزِّ عِزِّ القَهْرِ صَحْوًا
وَاستَقَامَتْ لانْتِقَامْ
فَاعْتَلَّ عَرْشُ الذُّعْرِ زَلْزَلَهُ هَسِيسٌ مِنْ تَرَانِيمِ الخِتَامْ
وَاهْتَزَّ رُكْنُ الَّليْلِ فِي جَنَبَاتِهِ
خَوْفًا وَزَعْزَعَهُ التَّوَجُّسُ حِينَ مَائِلُهَا اسْتَقَامْ
وَعَلا ضَجِيجُ القَابِضِينَ عَلَى جِمَارِ الصَّبْرِ
حَيْثُ النَّوْمُ يَحْلُمُ بِالقِيَامْ
وَعَلَى مَآدِبَ مِنْ دَمِ الشُّهَدَاءِ يَشْرَبُهَا وُلاةُ أُمُورِنَا تَرَعًا حَرَامًا دَأْبَ جُمْهورِ الهَوامْ
وَتَلُوكُ لَحْمَ نُسُورِهَا أضْرَاسُ حُرَّاسِ الخَطِيئَةِ فِي بِلادٍ قَطَّعَت أَوْصَالَهَا
أَنْصَالُ أَنْصَارِ التَّصَبُّرِ فِي دَيَاجِيرِ الجِمَامْ
قَطَعَتْ عُهُودَ المَوْتِ فِيهَا أَنْفُسٌ
عَزَفَتْ عَلَى أَوْتَارِهِ لَحْنَ التَّمَامْ
خَدَرُ النِّيامِ أَنَاخَ نُوقَ الخَيْرِ وَامْتَثَلَتْ
قَوَافِلُ صَمْتِ مَنْ رَكَنُوا إِلَى
وَهْمِ التَّغَوُّلِ فِي الدَّخِيلِ
وَأَسْلَمُوا وَجْهَ الطَّرِيقِ لِمَنْ بِغُرَّتِهِ أَقَامْ
فَأَتَتْ عَلَى خَيْرَاتِهَا سَبْعٌ عِجَافٌ
كُلُّ وَاحِدَةٍ بِعَشْرٍ أَطْبَقَتْ كَالألفِ عَامْ
وَرَتِيبُ أَنْفَاسِ المُكَبَّلِ فِي المَتَاهَةِ
مُسْلِمًا للنَّوْمِ آهَ القّلْبِ وَالجَسَدِ المُسَجَّى
أَقْلَقَتْ وَهنَ العِظَامْ
فَصَحَتْ جَحَافِلُ جَيْشِهَا الجَرَّارِ شَعْبًا لَيْسَ يَرْضَى أَنْ يُضَامْ
قَامَتْ تُزَمْجِرُ فِي ثَرَاهَا ثَوْرَةٌ
تَسْرِي ضِرَامًا فِي الهَشِيمِ فَلا مُقَامْ
أَنَا لَنْ أَنَامْ
هُوَ ذَا هُتَافُ الثَّائِرِينَ يَجُوبُ أَرْوِقَةَ الزِّحَامْ
أَنَا لَنْ أَنَامَ
أَنَا الحَقِيقَةُ وَالإرَادَةُ وَاسْتِعَارُ الوَيْلِ فِي وَجْهِ الطَوَاغِيتِ اسْتِبَاقًا لِلْحُطَامْ
مُذْ قُمْتُ عَرْبَدَ فِي مَتَارِيسِ النِّظَامِ
عَلَى يَدِي بِالحَقِّ إسْقَاطُ النِّظَامْ
وَأنَا احْتِفَالُ الزَيْزَفُونِ هُنَا بتَسْيِيْسِ الرَّبِيعِ مَتى ارتَقَى
فِي الفَجْرِ قُرْصُ الشَّمْسِ يُعْلِنُ غَضْبَةَ الأزْهَارِ
تَسْحَقُ نَشْوَةً بِالنَّصْرِ عَوْسَجَ الانْبِطاحِ
وَتَعتَلي أَسْوارَ طُلابِ العُرُوشِ الرُذُلِ الدُّونِ السَّوَامْ
قَوْمٌ بِبَابِ القَوْلِ يَنْتَظِرُونَ مَا يَقْضِي بِهِ كَأسٌ وَخَارِطَةٌ
وَسِكِّيرٌ يُقَطِّعُ كَعْكَةَ المَوْتَى شُرُوعًا بِالتِهَامْ
سَقَطَتْ مَزَاعِمُ مَنْ يُقَايِضُنَا الغَصِيبَةَ بِالسَّلامْ
وَتَكَشَّفَتْ حَلَقَاتُهَا وَالشِّعْرُ أَعْجَزَهُ الكَلامْ
فَكِلابُهُمْ رَبَضَتْ عَلَى صَدْرِ الحَقِيقَةِ إنَّمَا مَخْلُوعَةٌ
والبَدْرُ فِي فَرَحٍ أَطَلَّ
اسْتَلَّ مِنْ غِمْدِ انْتِفَاضَتِنَا الحُسَامْ
سَقَطَ القِنَاعُ فَأسْرِجُوا خَيْلَ الرَّحِيلِ
دِيَارُنَا بَاتَتْ حَرَامًا فَاخْرُجُوا
إنْ تَخْرُجُوا طَوْعًا فَتَمَّ لَكُمْ بِهَا خَيْرٌ
وَإِلَّا
فالرُّغَامُ وَالِانْتِقَامْ
28/2/2011