( عِرَاقٌ آخَرُ ) !!
لَمْ نَتَّعِظْ بَعَرَاقِ الـمَجْدِ حِينَ هَوَى / وَ لا بِتُونِسَ فِي الثَوْرَاتِ وَ الفَتِنَ
نَقَضْتِ حُكْمَ وَلِيِّ الأَمْرِ وَا عَجَبِي / أَتَغْزُلِينَ خُيُوطَ الـبُؤْسِ وَ الوَهَنِ
أَهْرَامُنَا لَمَ كَفُّ الشَمْسِ مَا رَشَقَتْ / بِمَا عَلَوْتِ رُؤوسَ العَارِ وَ الـمِحَنِ
وَ النَيلُ حَفَّ إَذَا سَارُوا مَواكِبَهُمْ / وَ لَمْ يَفِضْ فَوْقَهُمْ يَا لَيْتَ أَغْرَقَنِي
إِنِّي أَمُوتُ عَلَى جُوعٍ عَلى عَطَشٍ / وَ لا أَثُورُ عَلَي بِيدٍ وَلا فَنَنِ
هَذِي يَدُ اللَّه يَا شَعْبِي الـمَجِيدُ عَلى / يَدِ الـجَمَاعَةِ فِي ذَا الـمَوْقِفِ الحَسَنِ
مَا لِي أَرَى القِبْطَ فِي أَفْيَائِنَا هَتَفُوا / باسْمِ الصَلِيبِ فَصَارَ السِرُّ فِي العَلَنِ
الدِينُ إِسْلامُنا قَدْ صَارَ يُحْصَرُ فِي / جَمَاعِةٍ لَيْسَ أَهْلَ الذِكْرِ وَ السَنَنِ
وَ دُنْيَوِيُّونَ لا رَبٌّ وَ لا وَطَنٌ / فالهَمُّ فِي الأَكْلِ وَ الأَثْوابِ وَ السَّكِنِ
سَتَشْبَعُونَ نَعَمْ هَيَّا اخْرُجُوا عَلَناً / لِكِنْ مِنَ النَهْبِ والتَفْجِيرِ يَا وَطَنِي
مِنَ الفُرَاتِ لِنَهْرِ النِيلِ دَوْلَتُهُمْ / جَفَّ الفُرَاتُ وَ نِيلُ العِزِّ لَمْ يَهِنِ
هُمُ اليَهُودُ فَلا تَبْسِطْ لِفُرْصَتِهِمْ / يَدَ الضَلالِ فَتَسْمُو هَامَةُ الفِتَنِ
الحَلُّ فُرْقَتُنَا فافْهَمْ أَخِي وَ أَبِي / فَيَقْدِرُونَ عَلَيْنَا كَيْفَ تُنْكِرُنِي ؟!
بَغْدَادُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً أَتـَذْكُرُهَا / صَدَامَ وَلَّى وَ حَانَ الدَوْرُ هَلْ تَرَنِي ؟!
وِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَالِمِينَ أَخِي / وَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلَيٍّ حِينَ تَسْأَلُنِي !
هَاتُوا لِيَ الـجَيْشَ هَيَّا إِنَّنِي مَعَكُمْ / إِنَّ التَظَاهُرُ حَلٌّ لَيْسَ يُعْجِبُنِي
وَ قِيِّدوا النَّاسَ حَتَّى اللَّهُ يَأْذَنُ فِي / رَئِيسِكُمْ هاهُنَا ، لا تَهْدِمُوا وَطَنِي
وَ هَلْ تُرِيدُونَهَا يَا إِخْوَتِي عِوَجَاً / وَ القَلْبُ فِي غَفْلَةٍ وَ الوَقْرُ فِي الأُذُنِ
وَ مَا تَطَالُ – وَ أَنْتُمْ جَائِعُونَ – يَدٌ / وَ الـحَالُ بالمِثْلِ فِي السُّودَانِ واليَمَنِ
تَقْدِيري
شعر : د / أحم د صفوت الديب
السعودية / الرياض
الجمعة 28/1/2011م
24/ 2/ 1432 هــ