أمي نهر من الحب
إلي التي رحلت وتركتني رغم وخط المشيب طفلا إليها يحن
أمي
مفعم بالحنين الفؤاد
كما الموج تهفو خطاه إلي شاطئيه
كطير يؤرّقه الليل يشدو لوجه الصباح البهي
ورقصة بيد تري الغيث يهمي
منبع الحب أمي
أخال الحياة صفاء وفي قبلة من ضياء
تزفّ بشائر حلمي
دوحة الصبر أمي
تروض ذاك الزمان العبوس
وتخفي وراء ابتسام خمائل حزن
تبدّل من حرقة البين روضا وأغنية تتسامي
وفي الأمسيات النديّة
تقصص عن نشوة للغيوم
إذا غازلتها الرياح
فيسّاقط الخير سحا جنيّا
إنّها الحب أمي
ترقّع ثوب الأماني
وتصنع لي فرسا يمتطيه الخيال البرىء
فأركض حين يلوح أبي في مرايا الطريق
رافعا سيفه فرحا باندحار العدا
مثقلا بالهدايا ولم أتبين وجوه الحقيقة
فيض من النور أمي
التي أرضعتني الإباء فكم علّمتني
( مع العسر يسر) وبالصبر يأتي انتصار
ونهر من الحب أمي
إذا بهجة الحسن تقبل تزدان فيّ المرافئ
تبعث لحنا شجيّا
تقاسمني الحزن والجرح
تنفض عن كاهلي كل حملي
تمرّ يداها عليّ نسمة من شروق نديّ
والدعاء سنا سابح في خشوع
يضيئ الفؤاد
وينداح منه الرضا والأمان