أحدث المشاركات

في صحبة الذباب» بقلم عبدالله سليمان الطليان » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قصة ابن زريق البغدادي مع قصيدته اليتيمه» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» صورة وجدار» بقلم بتول الدليمي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» تبصر العين..» بقلم إدريس علي الواسع » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة بمقال التحكم بالعقل أكثر مشاريع المخابرات الأمريكية سرية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» غزة العزة» بقلم المختار محمد الدرعي » آخر مشاركة: المختار محمد الدرعي »»»»» حلمي .. حلمك .. " ق. ق. ج "» بقلم بهجت عبدالغني » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات في مقال طب أكلة لحوم البشر ومصاصين الدماء» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» هطالة الغيم» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»»

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 18 من 18

الموضوع: حول القصة الشاعرة .. التأصيل و التقنيات/ د. أحمد باحارثة

  1. #11
    الصورة الرمزية مُنتظر السوادي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    الدولة : العراق + البصرة
    العمر : 41
    المشاركات : 584
    المواضيع : 91
    الردود : 584
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    السلام عليكم
    أَحبتنا في الواحة الغراء
    التفاعل وتبادل الراي هو المتعة مع العلم
    ...
    وبعد ان سمعت بهذا المصطلح , حاولت التعرف عليه من قرب والتعرف على خصائصه وسماته , وها انا أقرا أول موضوع حول هذا الجنس الادبي ...
    ..
    انطلاقاً من ايمان بأَنَّ التلميذ لا يثني على الاستاذ في حضرة الدرس وانما يناقش ما لم يفهمه , فيا اساتذتي أسمحوا للتلميذ بمداخلاته , التي لا غاية له منها سوى ان يتعلم

    منتظر

  2. #12
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنتظر السوادي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    أَحبتنا في الواحة الغراء
    التفاعل وتبادل الراي هو المتعة مع العلم
    ...
    وبعد ان سمعت بهذا المصطلح , حاولت التعرف عليه من قرب والتعرف على خصائصه وسماته , وها انا أقرا أول موضوع حول هذا الجنس الادبي ...
    ..
    انطلاقاً من ايمان بأَنَّ التلميذ لا يثني على الاستاذ في حضرة الدرس وانما يناقش ما لم يفهمه , فيا اساتذتي أسمحوا للتلميذ بمداخلاته , التي لا غاية له منها سوى ان يتعلم

    منتظر

    الرائع/

    منتظر السوادي

    بدايةً .. لك الشكر الجزيل أن شرفتنا بزيارتكم الكريمة

    و نعم .. أتفقُ مع ما تكرّمتَ به :-

    "التفاعل و تبادل الرأي هو المتعة مع العلم"

    إذا كان التفاعل حقيقياًّ ، و بعيداً عن الجدل العنكبوتي الذي يملأُ الدنيا ضجيجاً .. رغم أنه الأهون ،

    و أما تبادل الرأي ، فهذا من أساسيات الشورى التي نؤمن بها ، و تُتوجُ بالتواضع و العلم


    أُحييكَ ثانيةً ، وننتظر منكَ ما يُضفي جمالاً و جلالاً لهذا الموضوع من خلال مناقشات حية و أسئلة غرضها الأول التعلم

    و كلنا يتعلم من كلنا

    مودة و تقدير

    عرفْتُ طعْمَ الندى بالصومِ مُرْتَجَلاً .... و النورُ منطقةٌ أرنو إلى فيها
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الشحات محمد ; 22-07-2011 الساعة 04:12 AM

  3. #13
    الصورة الرمزية مُنتظر السوادي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    الدولة : العراق + البصرة
    العمر : 41
    المشاركات : 584
    المواضيع : 91
    الردود : 584
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    أو غير العلم يطلب التلميذ , شكرا لك أيها الناقد الجليل , أن شاء الله سأضع أسئلة غرضها التعلم بالنسبة لي , وربما اشكاليات لم افهمها , واتمنى ان توضح لي , كما هو ديدنكم
    أَناخَتْ نارُهَا بَرْداً = وَعشق النَّاْرِ أَسرارُ

  4. #14
    الصورة الرمزية مُنتظر السوادي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    الدولة : العراق + البصرة
    العمر : 41
    المشاركات : 584
    المواضيع : 91
    الردود : 584
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    هذه تساؤلات مع نفسي اتمنى توضيحها :
    - " نلتقي في مفتتح القرن العشرين بالنظام السطري المعتمد على ما سمي بالدفقة الشعورية في تحديد امتداده " , هل المقصود به شعر التفعيلة ؟
    - " نرى القصة الشاعرة تأتي لتعكس الأمر فتحتفظ بتفاعيل الشعر المطلقة وتستعير من النثر طريقته الكتابية القائمة على الفقرات " , ألم يأخذ هذا النظام " البند " الذي ظهر في العصور المتأخرة , فهو كان موزوناً وعلى شكل نثر ؟ أضف أن هناك مقطع كتب بطريقة النثر وهو موزون على أحد بحور الشعر المعروفة للدكتور طه حسين .
    - " نرى ابتداء قصة موزونة أو شاعرة " , هل يحق لكاتب ما أن يسميها القصة الشعرية ؟ أو ما هي الاسباب التي دفعت المبدع الى اختيار اسم الشاعرة بدلاً من الشعرية ؟ رغم ان د. طه حسين - ولا يخفى عن حضرتكم الموقرة - كتاب اللغة الشاعرة وفيه يقول امتازت العربية بانها لغة شاعرة .
    - "اقتصر الأمر طويلاً على المسرحية التي هي جنس أدبي مشترك بين الشعر والنثر بحسب طريقة تشكيلها ، وفي إطار الشعر انتقلت من طور النظام الشطري إلى طور النظام التفعيلي ، حتى اقتربت من فكرة القصة الشاعرة " هل يقرب الاقدم من الاحدث أم العكس ؟ اي هل اقتربت القصة الشاعرة من المسرحية التي هي الجنس الاقدم , ام العكس ؟
    - لماذا حددت بطول معين ؟ والعنوان لم يشر الى ذلك , فربما يأتي مبدع متمكن من الشعر بصورة مفرطة فيكتب لنا قصة طويلة , فهذا ممكن من الجانب النظري على ما أعتقد .
    - قد قرات في كتاب د. محمد مندور الادب ومذاهبه في صفحة 116 , قصيدة لادجار الان بو بعنوان الغراب , طبعا مع التحفظ على الترجمة من لغة الى لغة , لكنها في النهاية قصيدة تحكي قصة وعلى نظام الفقرات . أي كما أشارت الناقدة صفاء الزرقان .

    أتمنى ان تقرأ ملاحظاتي البسيطة بروح علمية فوالله لا أريد سوى أن اتعلم , وانا من طبعي لا أكبت شيئا لا أعرفه بل أطرحه , وارجو السماح ان أخطأت او تجاوزت

    التلميذ منتظر

  5. #15
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    أتابع نقاش الأساتذة بكل اهتمام

    ولي استفسار بسيط عند الأستاذ : محمد

    هل تم الاعتراف بالقصة الشاعرة كجنس أدبي جديد ؟
    هل لاقى الأمر استحسان الأوساط الأدبية أم أن هناك رافضين لهذا الفن وما هي أسبابهم ان وجدت ؟
    ما لاحظته أن هذا الجنس الأدبي بهذا المسمى تحديداً وبهذه المعايير قد أرسى قواعدها مجموعة من الكتاب على رأسهم أستاذ محمد الشحات
    قرأت بعض الدراسات أيضاً للدكتور البوهي ، أعتقد أنه صديق شاعرنا محمد

    على كل حال أنا أتابع معكم ، وأتعلم من نقاشكم المبدع
    كل حبي
    أموتُ أقاومْ

  6. #16
    الصورة الرمزية مُنتظر السوادي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    الدولة : العراق + البصرة
    العمر : 41
    المشاركات : 584
    المواضيع : 91
    الردود : 584
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    - فإنّ القصة الشعرية قد تكون قصيدة (بأي شكل) مستفيدة بالدراما ، و قد تكون قصة نثرية عادية لكنها اكتسبت سمة الشعرية من جمال التصوير و دلالة اللفاظ و السرد ، و غيرها من مقومات القصة القصيرة .. .....؟ هل تقصد ربما تأتي القصة الشاعرة نثراً ؟ التبس عليّ الامر .
    - البند : عبارة عن نثر ملتزم بالتدوير التفعيلي ، و كلماته لا تحمل إلاّ ظاهر المعنى القاموسي ، ولا علاقة لها بلغة الترميز و شخصية النصّ و خيال صاحبه ، مِماَّ يُفقده الشاعرية .. ، و قد ظهر هذا النوع من الكتابة في القرن العاشر الميلادي (الرابع الهجري) .... قرأتُ في كتاب ( في أدب العصور المأخرة - للدكتور ناظم رشيد ) إن البند فن أدبي نشأ في العراق في أوائل القرن الحادي عشر للهجرة ... والدكتور يشير في الهامش الى المصادر : 1 - البند في الادب العربي - تاريخه ونصوصه لعبد الكريم الدجيلي 2 - ميزان البند للدكتور جميل الملائكة 3 - علم القافية للدكتور صفاء خلوصي 4 - البند في الادب العربي لعبد الرزاق الهلالي .

  7. #17
    الصورة الرمزية مُنتظر السوادي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    الدولة : العراق + البصرة
    العمر : 41
    المشاركات : 584
    المواضيع : 91
    الردود : 584
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    ممكن أن أطرح أمراً تعقيباً على قولك :( عبارة عن نثر ملتزم بالتدوير التفعيلي ، و كلماته لا تحمل إلاّ ظاهر المعنى القاموسي ، ولا علاقة لها بلغة الترميز و شخصية النصّ و خيال صاحبه ، مِماَّ يُفقده الشاعرية ) , ايها الناقد الجليل هذه السمات هي التي اتسم بها الادب العربي أغلبه في مراحله الاولى , وربما نجد قصائد ليست بالقليلة حتى عند كبار الشعراء على سبيل المثال - عنترة , عمر بن ابي ربيعة , جميل بثينة , ابو فراس الحمداني - وفي العصور المتأخرة أصبحت سمة عامة , ويبدو لي أن لغة الرمز في الشعر العربي قديماً قليلة مقارنة بما وصلنا من نتاج شعري من تلك العصور ...
    اتمنى أن توضح لي الامر
    التلميذ منتظر

  8. #18
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    مقتطفات من ردود "الواحة" التطبيقية



    إخوتي و أساتذتي .. اسمحوا لي أن نتذكّر معاً بعض الردود التي نُشرت هنا على الواحة للمقارنة التطبيقية بين نصوص القصة الشاعرة ، و غيرها من قصائد التفعيلة المستفيدة بفن الدراما ، و مِنْ ثَمَّ التركيز على بعض الفروق الظاهرة جداّ بين اللونين الكتابيين .

    أولاً : التسكين و الدراما و الشكل الكتابي

    نأخذ على سبيل المثال المقطوعة الشعرية "بائع الخبز" للشاعر "تميم نواف البرغوثي" حيثُ يقول :-

    "في القدس بائع خضرة من جورجيا
    برم بزوجته يفكر في قضاء إجازة أو في طلاء البيت
    في القدس توراة وكهل جاء من منهاتن العليا
    يفقه فتية البولون في أحكامها
    في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق
    رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين
    قبعة تحيي حائط المبكى
    وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا
    تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم
    في القدس دبّ الجند منتعلين فوق الغيم
    في القدس صلّينا على الأسفلت
    في القدس من في القدس إلا أنت"

    (1) نلاحظ أن شاعرنا البرغوثي وقف بالتسكين على الأسطر التالية :
    - المنتهية بـ "أو في طلاء البيتْ"
    -المنتهية بـ "مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليومْ"
    -و كذلك في السطور الثلاثة الأخيرة "الغيمْ" و "الأسفلتْ" و "أنتْ"

    ** القصة الشاعرة تعتمد على التدوير الشعري (عدم التسكين) **

    (2) ما كتبه البرغوثي أخذ شكل السطر الشعري ، و لا يُمكن أن تكتب كل السطور متجاورة ، و إلاّ سيفقد الوزن (تفعيلة البحر الكامل) من ناحية ، وستضيع دلالة الوقف ، و نهاية السطر من ناحيةٍ أخرى

    ** القصة الشاعرة يُمكن كتابتها جملاً متجاورة لايفصلها سوى علامات الترقيم (على هيئة قصة قصيرة) ، وكذلك يُمكن كتابتها أسفل بعضها (على هيئة شعر التفعيلة) و دون أن تفقد الوزن (لأن بها التدويرين الشعري و القصصي) ، وكذلك لن تفقد دلالة السطر الشعري لأنها لا تعني به بطبيعة الحال **

    (3) نلا حظ كذلك أن المقطع هنا مستفيد بالدراما ، ولم يكن القص ركناً متبطناً في النص ككل ، و إن كان "الشعر يبدأ وينتهي مع القصة أو هي تبدأ معه" .. ، وذلك لأن النفس هنا كان ينقطع لوجود التسكين ، والدراما موجودة عند جميع الشعراء السابقين واللاحقين أمثال عنترة وابن أبي ربيعة وصلاح عبد الصبور وبدر شاكر السياب ، أحمد سويلم ، حزين عمر، وشعراء قصيدة النثر ، و غيرهم .. لكن الدراما شيء والقصة القصيرة شيء آخر ،

    ** القصة الشاعرة تُوظف القص متبطناً في العمل الإبداعي ، و تدور في جميع أركانه ، وليس مجرد دراما اللقطة أو اللقطات **


    ثانياً : افتقاد معايير القصة القصيرة يُلزم بالسطر الشعري رغم التدوير ، و بالتالي يكون النص قصيدة ، وليس قصة شاعرة

    و كمثال على ذلك نأخذ رأي الدكتور خالد البوهي في نصّين له التزما بالتدوير ، و لكنهما خرجا –بإقراره- عن نطاق القصة الشاعرة ، وفقط هما قصيدتان شعريتان .. يقول البوهي في نصّيه:-


    1. غريق
    على شاطئ اللانهائى من بحر همى
    عطوفا مشيت
    أشاربنى زبد البحر..
    أعطش..أشرب..
    أعطش.. أشرب..
    أسكر.. أنشد معزوفة الحزن..
    فى كل ركن
    تساقط من حلم أمسى
    وأسألنى – فى اقتضاب الهجير –
    أما زال قلبك يسبح فى لجة الموج..
    يسبح..يسبح..
    يجرفه ( السَّحْبُ ) دوامة..
    ويقبُّ ويغطس..
    يرفع كلتا ذراعيه مستنجدا
    دون جدوى
    يقب ويغطس..
    يشرب..يشرب..
    يلفظه الموج يطفو
    ... ... ... ... ...
    وأرقبه جثة قد تغسل..
    من دمع تلك الليالى اللواتى تغشى بهن
    يكفنه الحب لكنه..
    قبل أن يستريح
    على راحة الحب..
    قام /استدار
    إلى أين؟ لم أدر..
    قال الرواة الذين رأوه:
    "رأيناه فى كل يوم غريقا" !!

    2. خلود
    إذا أنا مت فلا تحرقينى سوى بالحنين..
    الذى فى دمائى
    و ذرى رمادى على كل جسمك..
    واستسلمى بين ذراته..
    إننى متعب /حان وقت الرحيل إلى جنة..
    عرضها مثل عرض قلوب المحبين..
    لا تبخلى.. إننى أشتهى جنة واحتراقا
    فقولى استرح فى نعيم اللهيب
    بحق الذى كان أو لم يكن من غرام جميل
    يناجى شفاها
    تذوب بحضن الهوى كل وقت
    تموت فناء
    وتحيا خلودا !!
    ***
    و حولهما ، و في تطبيق مُقارن يقول د. خالد البوهي :-

    "القصيدتان برغم احتفاظهما بالتدوير الإيقاعى ، لكنهما لم يحتفظا بالتدوير الموضوعى ، لأنى أعرف فائدة السطر الشعرى ، وأعرف أن وقوفى على كلمتيّ "يطفو" فى القصيدة الأولى ، و"احتراقا" فى الثانية يضيف إلى المعنى كثيرا ، وأعرف كذلك أن القصيدتين تتكونان من سطور شعرية ، وبرغم وحدتهما العضوية ، لكنهما عبارة عن جمل لا تفتقر إلى بعضها ، وإن كانت مترابطة ، ومن الناحية الأخرى فهما يفتقران إلى حبكة السرْدِ فى القصة القصيرة ، وليس هذا عيبا فيهما لكنهما قصيدتان تفعيليتان ..، وأخيرا قارنوا بالحس التذوقى بينهما وبين القصة الشاعرة... وشتان ما هما"

    * و كمثالٍ آخر نُقارن بين نصّين كُتبا بنفس التفعيلة مع وجود التدوير الشعري ، و رغم اتفاق الموضوع إلاّ أنّ النصين يندرجان تحت لونين كتابيين مختلفين
    النص الأول هو "على ثراها" للأديبة الأردنية فلسطينية الأصل "ربيحة الرفاعي" ، و النص الثاني "فرحة القدس" للشاعر "عبدالغني خلف الله"
    تقول ربيحة الرفاعي :-
    " على أملٍ بأن غدا سيحمل نكهة أحلى، توضأ ثم نحو البيت سار بخطوة عجلى، يصارع فكرة التضييع كيف "أتى الذي ولّى"، وكيف القوم باعوا القدس في ترنيمة القتلى، وكيف أتى بنو صهيون كيف استأسدوا في الناس تنكيلا وكيف بغزة الثكلى أقام العزل والتجويع، والإقدام ما كلََّ ؟!، وعند الباب غازل غصن زيتون على كتف الجدار أقام واستعلى، تأمله بإعجابٍ وفي ظل استدارة أمه الخضراء أغرق في تسابيح قبيل العصر ، ثم بظلها صلى.."
    و يقول عبدالغني خلف الله :-
    " ستبقي القدس يا أختاه هاجسنا وحلم حياتنا الأغلي
    وإن متنا لحاربت المقابر دونها وبيوتنا الثكلي ..
    ألا فليفرحوا.. فغداً سنفرح نصرةً للفرحة الكبري
    فتخّضر الربي بالنصر والساحات والطرقات ..
    ما أحلى رجوعك يا قدسنا .. طوبي لمن قد نام فوق ثراك أو صلى"

    * في مقطوعة "عبدالغني خلف الله" غاب السرد/الهرم الدرامي المكثف/القصُّ ، و جاء النص مقولةً شعرية على لسان مؤلفه ، فكان ضمن قصيدة التفعيلة ، و لا يمكن الاستغناء عن أهمية السطر الشعري في هذا النص رغم الاشتراك في الموضوع و عدد من الألفاظ و تفعيلة البحر الوافر (مفاعلتن) و التزام الدوران الشعري ، بينما في النص الأول توفّرتْ معايير القصة القصيرة بالإضافة إلى معايير قصيدة التفعيلة و التدوير الشعري ، و تبطن النص التدوير القصصي ودارفي جميع أركانه ، و مِنْ ثَم َّ أمكن كتابة الجمل مُتجاورة ، و الاستغناء عن ماهية السطر الشعري بتوظيف عدد من النقط ّو التشكيل الإعرابي و علامات الترقيم توظيفاً مختلفاً ضمن إعادة صياغة الفضاءات اللونية و البصرية للنص ، و بذلك كان النص الأول "على ثراها" قصة شاعرة و ليس قصيدة .


    ثالثاً : تعدّد الدفقات ، و بينها ساكن يجعلُ النصّ في إطار القصة القصيدة (الشعر القصصي) ، و ليس القصة الشاعرة

    يقول "رفعت زيتون" في قصيدته "لا عيد لطفل في الصحراء" :-
    لا عيدَ لطفلٍ
    يسكنُ قلبَ الخوفِ
    ويسكنـُـهُ الخوفُ
    نفتــْـهُ الجنـّـةُ
    للصّحراءْ.
    وحيداً كانَ
    بدونِ نبيّ يدعو
    أفئدةَ النـّـاسِ
    لتمنعَ عنهُ اللـّفحَ الخارجَ ملتهباً
    منْ ثغرِ الرّيحِ ....
    عجيبٌ هذا الموقفُ
    أنّ غريباً ينتظرُ الرّحمةَ
    منْ غرباءْ.
    ويطولُ الوقتُ
    ولا غرباءَ وقافلةً تخرجهُ منْ جبِّ الخوفِ ...
    ولا قبساً يؤنسُ وحشةَ منْ فقدَ النـّورَ وعينيهِ ...
    لا موجاً يأتي يحملهُ
    منْ بطنِ العتم ِ
    ليقذفهُ للشاطئ عندَ بزوغِ الفجرِ...
    وينتبهُ الطـّـفلُ
    يرى في الأفقِ الغصنَ الأخضرَ مصلوباً
    والورقُ تناثرَ في الأجواءْ...
    يمتدُّ العتمُ
    (و هكذا إلى آخر النصّ)

    إنها واحدةٌ من روائع الشعر القصصي ، يلزمها التدوير في كل مقطوعةٍ تنتهي بساكن ، فتحرّكَ الوجدان و تلامس الفكر ، و تدعو لتأمل اختيار الألف الممدودة في نهاية كل مقطوعة ، و كأن المشاركة الوجدانية أولى درجات العلاقات الإنسانية التي يقابلها حرف الألف الذي هو بطبيعة الحال أول الحروف الأبجدية ، و في هذه القصيدة القصة تتأثرُ الدراما بالشاعرية المُرهفة لمبدع النص ، كما يتداخل فن الشعر مع فن القصّ ، و لكن مع الاحتفاظ بِكون النصّ قصيدة من الطراز الأول ، و ليستْ قصة ، أو قصة شاعرة ، إذْ أنّ النص يبدأُ بجملة حُكْم شعريّ "لا عيد لطفلٍ .. " ، و يتخلّله التسكين في ختام المقطوعات ، و تتعدّد بدايات الدفقات الشعورية ، و التي لا يُمكن معها قراءة النص كدفقة شعورية واحدة .. إنما يتحرك الشعور من منطقة/ دفقة إلى أخرى بعد الوقف بالتسكين ، و الذي يُعبر في القصيدة عن فترة للتنفّس -رغم الوحدة- و استعادة النشاط لنجدة هذا التائه في الصحراء أو الغريق في خضم موجات الظلام و الغربة


    رابعاً : اختلاف الشكل و المضمون في ضوء تدويرات القصة الشاعرة

    1- البند : عبارة عن نثر ملتزم بالتدوير التفعيلي ، و كلماته لا تحمل إلاّ ظاهر المعنى القاموسي ، ولا علاقة لها بلغة الترميز و شخصية النصّ و خيال صاحبه ، مِماَّ يُفقده الشاعرية .. ، و قد ظهر هذا النوع من الكتابة في القرن العاشر الميلادي (الرابع الهجري) ، و بالتالي فإنّ البند ليس شعراً رغم وجود التدوير التغعيلي ، و كم من نصوص تلتزم بالتفعيلة (موزونة) و لكنها نثرية و مباشرة ذات تقريرية ، و حتى إذا أخذتْ الشكل العمودي تُسمَّى نظماً
    و هذا لا ينطبق على القصة الشاعرة حيثُ أنّ جُملها تتسم بالشاعرية ، و فضلاً عن تلك التفعيلة التدويرية ، فهناك التدوير القصصي/ الموضوعي و التدوير البصري
    و البند تعدّدت موضوعاته ، فمنها الرسائل و الحكايات ، و القول المأثور ، و هذا مثال للبند .. أقول فيه :-
    "جلس الأطبّةُ حول مائدةِ النقاشِ ، فقال معظمهم هنا تأتي الحقيقة إنْ سألنا بعضنا ، و إذا أجبْنا دون مكْرٍ ما نرى ، و الآن نحن نتابع الجرْحى بغير مقابلٍ "
    في هذا النص تتوالى تفعيلة بحر الكامل ، و لكنّ النصّ كَكُلّ ليس شعراً

    2- التدوير الشعري فقط يجعل النص قصيدة ، ولا يغنيها عن ماهية السطر الشعري ، ولا يكون النص عندئذٍ قصة شاعرة

    معنا قصيدة تلتزم بالتدوير للشاعرمحمود درويش ، و قد كتبها بعضهم جملاً متجاورة للمقارنة بينها و بين القصة الشاعرة من ناحية التدوير الشعري ، مِماّ أثر سلباً على قصيدة "درويش" لأنهم بهذا الشكل أسقطوا نسبة كبيرة مماَّ كان يقصده الشاعر في نهايات السطر الشعري ، و كذلك لم يستطع النص –بهذا الشكل- أن يعلن عن وجود معايير القصة القصيرة به ، ولم يكن القصّ ركناً مُتبطناً في النص رغم استفادته بالدراما ، و هذا شيءٌ طبيعيّ لأنه كُتبَ في الأصل كقصيدة ، وأيّ تغيير فيه يعدُّ مَسخاً لا يليق بالنص و بحجم محمود درويش
    و يتبين الاختلاف بحكم الذائقة بين نص قصيدة درويش –رغم التدوير ، و إسقاط علامات الترقيم و كتابة الجمل مُتجاورة- و بين القصة الشاعرة ، و هذا مقطع من نصّ محمود درويش "مقعد في قطار" :-

    "مناديلُ ليست لنا، عاشقاتُ الثواني الأخيرة. ضوء المحطة. وردٌ يضلل قلباً يفتش في معطفٍ للحنان. دموع تخون الرصيف. أساطير ليست لنا. من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرح عند الوصول؟ زنابق ليست لنا كي نُقبّل خط الحديد. نسافر بحثاً عن الصفر لكننا لانحب القطارات حين تكون المحطات منفى جديداً. مصابيح ليست لنا كي نرى حبنا واقفاً في انتظار الدخان....."

    3- لا ينبغي في القصة الشاعرة أن نتجاهل دور تفاعل التدويرات الشعرية و البصرية مع التدوير القصصي ، و بوجود عوامل مساعدة مثل توظيف الموقع الإعرابي و علامات الترقيم يجعل من مضامين القصة الشاعرة اختلافاً عن مضامين القصيدة أو القصة القصيرة كلٌّ على حدة


    ................


    تحية إلى الأستاذين "منتظر السوادي" و "أحمد عيسى"

    عذراً لتأخري في الرد لمشكلة عندي في "النت"

    و لي عودة معكما بمشيئة الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. تساؤلات حول القصة الشاعرة
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 19-04-2015, 11:11 PM
  2. القصة الشاعرة بين التأصيل والترجمة
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-05-2014, 12:56 AM
  3. ندوة ساخنة حول القصة الشاعرة
    بواسطة أحمد عبد المنعم سرساوى في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-01-2011, 06:56 PM
  4. عًٍ ى دًٍ
    بواسطة اسماء محمود في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-10-2008, 04:11 PM
  5. التأصيل
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-06-2007, 09:23 PM