|
أنا عاشقٌ قد هدني الإيذاءُ |
وجرحتُ حتى نالني السفهاءُ |
هجرَتْ فؤادي من أردتُ وصالها |
ودّاً وإني للحبيب سِقــاءُ |
إنْ تتركيني فالحياةُ بما أرى |
عند ارتحالِك قسوةً سـوداءُ |
لا تبتغي ذلّ الفؤاد تكبراً |
فالبعدُ نارٌ والوصالُ شفاءُ |
هذا فؤادي واسمعي ترنيمهُ |
فالحبُّ حقاً حسرةٌ وبكــــاءُ |
في الليل أقعدُ ساهرا وأناملي |
للنجم تحسبُ والسماءُ فضــاءُ |
لا تنقضي النجماتُ في أبراجها |
والصبحُ عندي في الحياة مساءُ |
أجَنيتُ حتى ترتضين تباعـداً |
ويكونَ منكِ تذمرٌ وشقــــاءُ |
فدعي التباعد فالحياةُ قليلةٌ |
والوصلُ فيها نعمةٌ وصفاءُ |
لا أرتضي بُعداً وكيف لنا به |
وقلوبنا ورديةٌ حمــــراءُ |
أنا لا أريدُ تحججاً وحكايةً |
في ذاتهاتسـتبعد الآراءُ |
فلِمَ حياتُك قد تعذرَ ودُّها |
وتصلبتْ واستلزم الإخفاءُ |
فدعي نسيمَ الليل في سكناته |
يحنو إليك فعندهُ الأنباءُ |
يهواكِ قلبٌ في الهوى متعطشٌ |
كَلفٌ كأنَّ حنينهُ رمضـاءُ |
جعل الوداد محبة وتقربا |
وأشار نحوكِ والحنينُ سـواءُ |
أوليس قلبك نابضاً بحنانه |
والقلبُ يعرفُ أنك الحسناءُ |
حسناءُ أنتِ للجمال بيانهُ |
ودلالهُ وغزالةٌ عـذراءُ |
من قد يرى ذاك الجمال ينالهُ |
شوقٌ يزيدُ لهيبهُ الإغراءُ |
تستقدمين مواطناً أزهارها |
سحرُ الكلام ونبرةٌ ونـداءُ |
تستملكين بغير كدّ مهجةً |
والعينُ في نظراتها إدمـاءُ |
كفي فإن منابعاً آمالُها |
جنحتْ إليك فإنما إرضـاءُ |
آهٍ من القلب الخنوع حنانهُ |
آهٍ فمالك في الخياة ضياءُ |
إن لم تجيبي حسرتي وكآبتي |
ويكون شوقٌ جانحٌ ولقـاءُ |
سأكونُ حُزناً للهوى أقصوصةً |
مشهورةً أجفانُها الخنساءُ |
وإذا ارتضيتي للعناد وسيلةً |
وتحكمتْ في ذاتك الأهــواءُ |
فأنا سأرفع للهوى تقريرنا |
ويكون حكمٌ دامغٌ وقضـاءُ |