الأخوة الكرام
هذا استفسار من الأخوة الكرام ، لطالما حيرتني اذن ، واحترت في كتابتها ، والقواعد اللغوية التي قرأتها لم تشفِ غليلي ، واختلاف العلماء حولها حيرني ،
وهنا سأورد لكم بعض ما قرأت على الشابكة لسهولة النسخ واللصق ، ثم أسمع منكم الرأي الأكيد باذن الله :
|| القاعدة ||
تُكتب " إذَنْ " بالنون إذا نَصَبتِ الفعل المضارع بعدها .
مثال : [ سأزورك - إذَنْ استقبلَك أحسن استقبال ]
و تُكتبت بالألف " إذاً " إذا لم تَنصِب الفعل المضارع بعدها
أو إذا لم يأتِ بعدها فعل مضارع .
مثال : [ إنْ تُسْرِف في التسامح ، إذاً تُتّهم بالضّعف ]
مثال آخر : [ أنتَ دَفَعْتني إلى هذا العمل ، فأنا إذاً غير مَلوم ]
|| حول القاعدة ||
لم تُكتب " إذاً " في القرآن الكريم إلا بالألف .
لا تنصب " إذَنْ " إلا بشروط أربعة مجتمعة و هي :
1- أن تدل على جواب حقيقي بعدها أو ما هو بمنزلة الجواب .
2- أن يكون زمن الفعل المضارع بعدها مستقبلاً محضاً - أي يدل على المستقبل -
3- أن تتصل بالفعل المضارع بعدها ، و لا يجوز الفصل بينهما إلا بالقسم أو بـ ' لا ' النافية أو بهما معاً
4- إن تقع في صدر جملتها فلا يرتبط ما بعدها بما قبلها في الإعراب بالرغم من إرتباطهما في المعنى
|| أمثلة فيها " إذِنْ " ناصبة للفعل المضارع بعدها ||
+ سأجتهد في دروسي - إذنْ تنجح .
+ أنا صادقٌ - إذنْ يحترمك الناس .
+ سأزورك نهار الأحد - إذنْ أنتظرك .
+ سأتحداك - إذنْ أنتظرَ تنفيذ وعدك .
+ أعملُ ليلَ نهارَ - إذنْ تَصِلَ إلى هدفك .
+ أسامحك بأخطائك - إذنْ أعدَك بعدم تكرارها .
|| أمثلة فيها " إذاً " غير ناصبة ||
+ الصادق إذاً محبوب .
+ إن يكثر كلامُك إذاً يسْأم سامعوك .
+ إذا أنصف الناس بعضهم بعضاً إذاً يسعدون .
+ لن أدرس اليوم - إذاً أنت تتكاسل
-------
وهذا رأي آخر
"إذن" من الحروف النواصب للمضارع وتنصب المضارع بثلاثة شروط هي :
أن تكون مستقبلة ، أن تكون مصدرة ، ألا يفصل بينها وبين المضارع فاصل غير القسم.
فإن اختل شرط لم تعمل في المضارع ورفع بعدها إلا إذا كان المتقدم عليها الواو فيجوز رفع المضارع ونصبه بعدها .
أما كتباتها فقد ذهب الأكثرون إلى أنها تكتب بالنون مطلقا سواء عملت أم لم تعمل ، حتى إن المبرد كان يقول : أشتهي أن أكوي يد من يكتب إذن بالألف ، لأنها مثل أن ولن ، وهذا المذهب يستند إلى أنها يوقف عليها بالنون لا بالألف ، ولكي يفرق بينها وبين إذا الظرفية ، وهو رأي له وجاهته طبعا ولذلك هو مذهب الأكثرين.
أما الفراء فقد فصل قال : إن ألغيت كتبت بالألف لضفعها [يعني إذا لم تعمل في المضارع] وإن أعملت كتبت بالنون لقوتها.
والمذهب الثالث هو مذهب المازني وبه جزم ابن مالك في التسهيل أنها تكتب بالألف .
الخلاصة :
لدينا نقيضين ووسط أحدهما أن تكتب بالنون مطلقا عملت أو لم تعمل ، والثاني أن تكتب بالألف مطلقا عملت أم لم تعمل ، والثالث يكتبها بالنون إذا عملت وبالألف إذا لم تعمل ، والمذهب الأول هو مذهب الجمهور
فما رأيكم أخوتي