|
ذَبَّ الحَنِينُ عَلَى الأَحْشَاءِ وَ الكَبِدِ |
وَ خُصَّ لِلطَّرَفِ مَا أَبْقَيْتُ مِنْ سُهُدِي |
كَفَقْرِ بَارِيسَ مِنْ خِلٍّ يُؤَنِّسُنِي |
فَقْرُ الفُؤَادِ صَدَى حُبِي فَلَمْ يَعُدِ |
بِئْسَ الرِّفَاقُ وَبَلْوىً قَدْ شَرِقْتُ بِهَا |
شَرٌّ عَلَى القَلْبِ بِالخُذْلاَنِ وَ الحَسَدِ |
تِلْكَ الحَيَاةُ إِذَا أَثْوَابُهَا اسْتُلِبَتْ |
وَ زَالَ عَنْهَا جَمَالُ العَيْشِ فِي رَغَدِ |
لَكِنْ حَيَاتِي أَرَاهَا كُلَّمَـا انْبَعَثَتْ |
نَارُ الحَشَا بِالهَوَى ، أَوْ نَثْرَتُ الأَسَدِ |
يَا صُورَةً فِي خَيَالِي كُنْتُ أَرْسُمُهَا |
أَشْبَاهُ حُورِيَّةٍ فِي جَنَّةِ الخُلُدِ |
أُهْدِيكِ قَلْبِي الذِي أَوْدَى بِهِ حَرَقٌ |
أَرَى اللَّظَى مِنْهُ مُفْتَاتاً عَلَى جَسَدِي |
وَمَا عَسَانِي إِذَا مَرَّ النَّسِيمُ بِهِ |
عَلَى هَوَاكِ ، فَخَوْفِي أَنْ تَذُوبَ يَدِي |
رِفْقاً بِقَلْبِي ، فَلاَ تُثْنِي أَعِنَّتَهُ |
فَقَدْ صَفَا لَـكِ فَيْضُ الوِدُّ فِي جَلَدِ |
قَدْ سَاعَدَتْكِ اَلأَيَامُ فِي مُعَاقَبَتِي |
فَمَا رَأَيْتُ غَدِي الدَّانِي وَبَعْدَ غَدِي |
وَقَلْبُكِ الغَنِجُ الرَّيَانُ عَاطِفَةُ |
لَكِنَّهُ زَادَ فِي ظُلْمِي وَ فِي نَكَدِي |
أَيْنَ الرَّسَائِلَ ؟ فَالأَشْجَانُ نَاظِرَةٌ |
وَ مُقْلَتِي بَيْنَ غَيْبِ (( النِّتِّ )) وَ الأَمَدِ |
فَإِنْ يَكُنْ طَلَبُ العُنْوَانِ مَعْذِرَةٌ |
فَإنَّهُ خَلَفٌ فِي النَّاسِ بِالْعَدَدِ |
قُولِي أُحِبُّكَ ، لاَ أَبْغِي لَهَا بَدَلاً |
بَيْنَ السُطُورِ بِمَعْنىً وَاضِحُ القَصَدِ |
وَ لاَ تَضُنِّي عَنِ الأَيَّامِ إِنْ صَفَحَتْ |
فَفَضْلُ عِشْقُكِ أَدْنَى الشِّوْقَ لِلكَمَدِ |
وَقَلْبُكِ الشِعْرَ سَلْسَالٌ مَوَارِدَهُ |
وَقَلْبِيَ التَّائِيهُ الضّمْآنُ لَمْ يَرِدِ |
أُخْفِي غَرَامَكِ ، إِنَّ البَيْتَ يَشْهَدُ لِـي |
مُرَوَّعُ النَّفْسِ وَلْهَانٌ إِلَى الأَبَدِ |
وَ إِنْ تَكُنْ مُحْكَمَاتُ البَوْحِ تَأْسِرُنِي |
إِلاَّ رَأَيْتُ عِتَاباً مِنْكِ بِالرَّصَدِ |
وَ إِنَّمَا نَحْنُ فِي سَهَرٍ سَوَاسِيةٍ |
هَلْ يَا تُرَى أَنَّنَا مِثْلاَنِ فِي الخَلَدِ؟ |
يَا قَلْبَهَا ! أَعْوَزَتْنَا فِي مَشَاعِرَهَا |
فَكَمْ لَهَا مِنْ كَلاَمٍ فِي الهَوَى أَوَدِ |
أَرْجُو نَوَالَكَ مَالِي عَنْكَ مُنْصَرَفٌ |
هَذِي الحَقَيقَةُ ، لَمْ أَنْقُصْ وَلَمْ أَزِدِ |
حَتَّامَ أَنْتَ عَنِ الأَحْلاَمِ مُنْشَغِلٌ |
وَ الحُبُّ يُغْتَالُ فِي أَبْرَادِهِ الجُدَدِ |
لَطَائفُ البَوْحِ أَلْحَانٌ وَقَدْ غَرَقَتْ |
بَيْنَ الجُنُونِ وَبَيْنَ الغَيِّ وَ الرَّشَدِ |
هَذَا شُعُورِي ، دَعَتْنِي فَاسْتَجَبْتُ لَهَا |
فِي طَيْهِ أَمَلٌ، مَلآنَ مِنْ وَجَدِي |
بِلاَ مَطَالٌ وَقَلْبِي فِي صَبَابَتِهِ |
إِلَى مَنِ اخْتَضَبَتْ أَحْلاَمَهَا بِيَدِي |
أَنَا بِخَيْرٍ!! سِوَى عَيْنِي مُسَهَّدَةٌ |
مِنَ القَطِيعَةِ يَا رَيْحَانَةَ البَلَدِ |