ما ضر ابن عفان ما فعل بعد اليوم
الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ذي النورين الذي تستحي منه الملائكة .
من خيرة الصحابة والعشرة المبشرة بالجنة ، أهملت سيرته والإشادة به وبأعماله .
من أكثر المتصدقين على مر العصور ، وخيره مازال مغدقا على الأمة .
قال له صلى الله عليه وسلم ( ما ضر ابن عفان ما فعل بعد اليوم ) وذلك بعد تجهيزه لجيش العسرة ، من ماله الذي ساهم به في خدمة الدين ونشره .
عثمان بن عفان الذي ما تزال آثاره باقية حتى اليوم ، ولم تصلها الأيدي الآثمة ، بالطمس والهدم والتجريف ، فقد دفنوا بئر الخاتم الذي كان بجوار مسجد قباء ، الذي سقط فيه خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي كان يتوارثه الخلفاء أبو بكر فعمر فعثمان ، ثم سقط الخاتم من يده في هذا البئر ، الذي بقي ما يقارب الألف وأربع مئة سنة ، وتمر على هذه الأمة الفترات من جهل وبدع وعلماء مجددون ، فلم يدفنوه حتى أتى أهل الإفساد المغطون بعباءة الدين ، فقاموا بتلك الجريمة .
ولقد خَلُصَ منهم حتى الآن ، ويا رب إلى الأبد ، البئر الذي أوقفه عثمان على المسلمين ، وهو في المدينة المنورة ، في حي الزراعة في حوش وزارة الزراعة ، وهي مزرعة مسماة ( بمزرعة بئر عثمان بن عفان رضي الله عنه ) ، وما زالت هذه البئر تضخ الماء على قلة فيه ، وما زالت الأجور تكتب للخليفة الراشد إلى يومنا هذا .
وأيضا في مدينتي المدينة المنورة هناك إنشاء ضخم لبناء برج فندقي في المنطقة المركزية على شارع الملك فيصل ( الدائري الأول – بعد موقع مسجد السبق – على اليمين وأنت متجه إلى طريق المطار ) كتب عليه وقف عثمان بن عفان رضي الله عنه .
فضلا عن المزرعة التي اشتراها رضي الله عنه لتوسعة المسجد النبوي في العهد النبوي .
ومن أعجب الأمور التي أثرت فيّ ، عندما تم افتتاح أبراج وقف الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة ، قال المسؤولون : أن عثمان بن عفان رضي الله عنه مساهم في هذا الوقف بعشرة ملايين ريال سعودي ، وذلك بنقل أموال تعويضات أوقاف سابقة ، تمت إزالتها في مكة أو غيرها ووضعها له في هذا الوقف ، حسب مصلحة الوقف وشرط الواقف .
فيا عجبا ممن لا يذكره الناس ، ويأبى الله إلا أن يذكرنا به .