المستقبل وميلاد الحرية

بسم الله الرحمن الرحيم

ميلاد الحرية بين الربيع النبوي والربيع العربي

ما ذا يعني لنا تزامن ذكرى المولد النبوي ـــ على صاحبه أفضل الصلاة والسلام ــــ مع انتصارات ثورات الربيع العربي وأخص ثورة اليمن السلمية التي تحتفل اليوم بانتصاراتها ؟!
إن ميلاد محمد صلى الله وعليه وسلم كان ميلاد للحرية والعدالة والمساواة وهي اليوم تولد من جديد بثورات الربيع العربي بعد أن وارتها الأنظمة المستبدة ردحا من الزمن .
إن ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم كان بمثابة تشيع لجثمان الاستبداد والقهر وهو اليوم في الربيع العربي كذلك , إننا نُشَيعٌ الطغاة إلى مثواهم الأخير ليبدءا ميلاد المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والإبداع والإنتاج والحياة النظيفة القائمة على الأخلاق والقيم وحسن الجوار وغيرها من مقومات قيم التحضر والتطور.
ما يَنفعُ النَّاس يبقى صالحاً أبدأً ويَذهبُ الزَّبدُ الطَّافي إلى عدمِ
فالكائناتُ تُصليِّ في مَحَاربهَا عليكمُ يا رسول لله من قدم
إن تزامن الربيع النبوي والربيع العربي يشيء بانتهاء حقبة سوداء كرست الفرقة وأذكتْ الكراهية , وبداية لحقبة بيضاء يعم فيها الحب والوئام والطمأنينة والحياة الكريمة.
إن هذه الذكرى في هذا العام بالذات , بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية ولشعبنا اليمني خاصة , لها مذاق أخر يختلف عن سواها في أي عام مضى , لأنها تزامنت مع ميلاد الحرية في أوطاننا, ومنها اليمن فهي من حققت وستحقق النصر المأمول , في نيل العزة والكرامة , وذلك بالخلاص ـــالذي كان مرتقبا منذ عقود طويلة ــ خلاص من رقة الذل والمهانة , كيف لا تكون فرحتنا كبيرة بهذه الانتصارات المتتالية ؟! التي أعادت الأمل والثقة لأمتنا وهزمت اليأس والإحباط ومخلفات الأنظمة الفاسدة فيها , كيف لا نحتفل اليوم بمولد الحرية حقيقة لا ذكرى , حيث يذكرنا المولد النبوي بميلادها قديما وكنا نحتفي بالذكرى كذكرى لغيابها واليوم نحتفي بها مستبشرين بعودتها لا متحسرين على غيبتها كما كنا , فانظر ماذا يعني لنا هذا التزامن , لقد عاد الميلاد من جديد حقيقة لا تمن , كيف لا نحتفي بهذه الحرية الوليدة ؟! التي ستعيد الحقوق لأهلها , وتعيد الحكم الشوروي إلى نصابه , وذلك بممارسة الشعب لحقه دون كبت ولا إرهاب ولا تزوير ولا إقصاء , بهذا الميلاد انتهى حكم الفرد المتسلط والأسرة إلى غير رجعة ؟! لتتاح الفرصة لكافة الشعب بمختلف أحزابه ومكوناته بالمشاركة الفاعلة في الحكم الرشيد القادم بإذنه تعالى بدون استثناء ولا إقصاء , لأن المشاركة الواسعة هي من ستؤمن الناس على أموالهم وممتلكاتهم وأعراضهم , فسيختار الشعب من يحكمه بنزاهة تامة وحرية كاملة ,وسيحق تطلعاته بنفسه دون وصاية أحد عليه.
يا لها من فرحة لا تعدلها فرحة , من كان يحلم بأن هذا يكون و بأن الطواغيت سيزولون بهذه السهولة , ولكن صدق من قال: ــــ إرادة الشعوب من إرادة الله ـــ فهي لا تقهر ولا تتقهقر ولا يقف أمام طوفانها شيء , فهنيئا لشعبنا ولكل الشعوب الطامحة والمحبة للعدل والسلام هنيئا لها هذا الميلاد القديم الجديد.
إن السَّماءَ وإن غَيمٌ ألمَّ بهـــــــــــــــــــــا تبقى سَماءً وتمضي كومةُ الــديم
ما أوقفَ البحرَ شيءٌ عن وظيفتهِ عبر الدهور وموجُ البحر في زَخَــم
فالبحرُ يزخرُ لا يخشى مطاولــــــــةً ويَــــــــلفظُ البــــحر ما يَلقاهُ من رِمَمِ
إن محمد ـ صلى الله عليه ويسلم ـــ يسره ويسعده انتصارات أمته في مقامه الذي هو فيه ــ,كيف لا , وهو من بين في حديثه النبوي الشريف الذي أخرجه الطبراني فيما معناه: بأن أعمال أمته تعرض عليه يوم الجمعة فيسره إن أحسنت ويسوؤه إن أساءت, الحاشية وهاهي اليوم قد أحسنت أيما إحسان , وقدمت فلذات أكبادها من اجل الحرية والكرامة , فكيف لا يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر غبطة منا بانتصارنا على الطغاة الذين عبثوا عقودا طويلة بمقدراتنا وهتكوا المعاني النبيلة التي جاء بها (صلى الله عليه وسلم)..
إن هذا الميلاد إيذان بأن حياة جديدة من الرغد والحياة الطيبة ستعم المعمورة , لا أقول شعوب العالم العربي والإسلامي فحسب , ولكن العالم أجمع , فإن العالم المتحضر الذي يجسد هذه القيم في بلدانه سيتكامل أكثر وسيتواءم وينسجم مع عالم كان متخلفا وأصبح متطورا في حياة متعاونة لا متصارعة , والفرق كبير يعرفه علماء الفكر والاجتماع , ,بين ما يحدث من رقي حال توافق إرادة الشعوب المختلفة بمشتركات القيم التي تهتم بتكريم الإنسان , و ما يحدث من انتكاس وتردي حال اختلافها , فالنهضة النوعية تتحقق عند توائم مشتركات القيم المثلى , لأن هذه المشتركات تدفعها لأن تتآزر وتتعاون لا أن تختلف وتتصارع , فينعكس هذا التوافق رقيا لكل الأطراف , وعكس هذه الصورة الصورة الأخرى التي جسدتها الأنظمة المستبدة في الواقع وانعكست آثارها السلبية على شعوب العالم كلا.
إن العالم يخسر كثيرا من انحطاط المسلمين وتخلفهم وسوف يربح أرباحا خيالية في حال تحظرهم وتطورهم ولن يخسر أحد بعد ميلاد الحرية اليوم سوى الاستبداد والقهر والظلم والفساد , وحده الخاسر في ظل القيم السمحة.
لأجلك يا سلسبيل الأمان يولد فجر الروابي الحسان
لأجلك يا رونق الحب أروي العطاش وأسقي الجنان
وأمحو من الذكريات القديمة كل الشنان
وأستلم الحق والعدل والأزمنة
بثورة شعب تحدته زندقة الأحصنة
وعربد في ساحه الكبرياءُ وتاهَ غرورا فما ألعنه
بشرذمة من ترابٍ وطين يتيهِ بأخلاقه الآفنة
لأجلك تورق أزهار هذا الربيع وتبتسم السوسنة
وتنفض أيام بؤس لشعب يفتش عن موطنه
وتطوي الشموس الظلامَ بأفئدة مؤمنه
وتلتف ساق الحياة بساق الجمال وتنتعش الأغنيه
لأجلك يطوي الدجى ليله ويفتر وجه الصباح بعهد جديد تصلى بمحرابه الأمنيه
,,,,
ويستقبل الروض غيث السماء وعين السما حارسه
وتنمو الحياة وتنمو سنابلها الوارفة
ويضحك وجه الحياة بأوطاننا التالفه
أيا ثورةً لم تزل عيون مبادئها في الورى طارفة
ونور الصباح يبددُ ظلما تغلغل في أمة قعدتْ خائفهْ
وها هي تلتحفُ العز والمكرمات وتفتك بالظلم كالعاصفة
كموج البحار وشمس الإبا جارفه
ضياءِ يكفكف دمع الجياع لكي تنبت السنبله
فتنهل من عذق خيراتها أمة بالأسى والضنى مثقله
وترتاح أفئدة الدهر في مرفأ المجد تنتعل الأزمنه
إلى المولد اليوم يا أمتي المثخنة
فمن رحم الليل يولد فجر الضياء وتبتسم الأمنية
بقلم /هائل سعيد الصرمي

السلام عليكم ورحمة الله

استاذتا وساعرنا الفاضل

فرحتنا بانتصار الثورة اليمنية يعادل فرحة اليمنيين بها

نسال الله ان يغمرنا بفضله وان تنحو امتنا اللي المنحي المنوط بها وهي رفعة شأن الدين واعلاء كلمة المسلمين ونصرة دين الله الي يوم الدين

تقبل مروري وتحيتي

شكر ا أستاذنا القدير

بسم الله الرحمن الرحيم

...فالنهضة النوعية تتحقق عند توائم مشتركات القيم المثلى , لأن هذه المشتركات تدفعها لأن تتآزر وتتعاون لا أن تختلف وتتصارع , فينعكس هذا التوافق رقيا لكل الأطراف , وعكس هذه الصورة الصورة الأخرى التي جسدتها الأنظمة المستبدة في الواقع وانعكست آثارها السلبية على شعوب العالم كلا.

==========

جميل ما سطرت لنا في هذا الموضوع ،

طريق النهضة واضح ، بقي أن توجد الإرادة الثابتة و القوية لسلوكه .

الأخ هائل الصرمي ،

شكرا لك .

أشكرك إختي الكريمة نادية على تعليقك وحسن ملاحظاتك
فعلا لم يبقى لنا إلا الرواد الذين سينهظ المارد بهم