صابر حجازى يحاورالشاعرهاني أبو الفتوح

صابر حجازى يحاور..الشاعرالعربي والكاتب المصرى الدكتور هاني أبو الفتوح
************************************************** ******************

حديث أدبي سياسي شعرى صريح مع الشاعر والكاتب المصرى الدكتور هاني أبو الفتوح ، عن الوضع العربي الرهن والتطورات علي الساحة العربية السياسية والادبية وحالة التغيير التي تدب في الانسان العربي ومواكبة الحدث من خلال رؤية واحد من كّتاب الشعر والمقال المهمين والذين يتثمون بالصدق والجراة والنظرة الثاقبة للأموار
حاوره : صابر حجازى *

س1 :- كيف تقدم نفسك الي القارئ العربي ؟
- هاني محمد ابوالفتوح طبيب عربي مصري خريج كلية طب القصر العيني جامعة القاهرة يعشق الشعر والأدب فيحتمي بكتابة القصيدة والمقال ليكونا لسان قلبه وعقله عما بداخله من حب لوطنه وجميع أبنائه .
نائب الأمين العام للإتحاد العالمي للمثقفين العرب
كاتب في العديد من المواقع والصحف المقروءة المطبوعة والإلكترونية

س2 :- لماذا اخترت الكتابة الأدبية ( الشعر ) الي جانب( المقال) ليكون طريقك للتعبير عن الذات ؟
– التعبير عن الذات وإخراج مكنونات النفس أمر هام وحيوي جدا لكل إنسان، وتأتي تفاعلات النفس العادية مع الأحداث وتقلبات الحياة فرحا أو حزنا ،إلا أن بعض الناس تتفاوت ردود أفعالهم وإحساسهم بالأحداث وتفاعلهم معها أو حتى مع الغير, من هؤلاء الشعراء والأدباء الكتاب فهم يتأثرون بشدة ويتفاعلون مع الأحداث بشدة فيلجأون دائما إلى القلم والورق ليخرجوا مكنونات صدورهم وتفاعل أرواحهم في صورة حروف كانت تعتمل داخل عقولهم وقلوبهم , هؤلاء جميعا أعتقد أني واحد منهم يعشق الأدب كوسيلة ورسالة،.. ولابد أن يكون هناك هدف لكل كاتب حتى لو كان التأريخ للأحداث أو التوجيه لقيمة كبرى أو وصف لحال , لذلك كانت الكتابة عندي رغبة وهدف ورسالة

س3 :- مشاعر الغربة هل كان لها انعكاس علي كتاباتك - ورؤيتك عن بلدكم مصر .. نحن نعلم انك تعيش في الكويت ؟
– الكتابة بصفة عامة حالة تعتريك أينما كنت، وهي كالسيل بداخل صدرك لابد له أن ينفجر وأن يرى النور ،ولكن التفاعل مع الوطن وأنت في الغربة يكون أكثر شدة وأكثر إرتباطا ،فشعورك بالحرمان عن المكان يؤجج في صدرك مشاعر متقدة ،فتجد نفسك تبكي شوقا حين ترى علم بلادك أو تسمع أغانيها الوطنية وترى مناظرها وشوارعها التى حرمت منها في نفس لحظة الشوق والحنين , تلك المشاعر لابد أن يكون لها انعكاس طبيعي وواقعي على ما بداخلك , ومن ثم عما تريد التعبير عنه في كتاباتك وفي حراكك وتفاعلك

س4: الكتابة باللهجة العامية المصرية ..هل هي انحسار للكاتب ..وهل الفصحي اكثر رحابة في التناول الشعرى للافكار؟
– الكتابة أيا كانت هي وسيلة ضرورية لإخراج نبض الكاتب ومشاعره على الورق, وحسب أدوات الكاتب يختار ما يستطيع التعبير به, فهناك الكثيرون من لا يكتبون إلا بالفصحى ويرون أنه من الخطأ في حق اللغة أن تكتب بالعامية فهي ضرورة وواجب , وهناك أيضا من لا يستطيعون التعبير أو الكتابة إلا بالعامية ولا يملكون ملكة الكتابة بالفصحى , فهي هبة من الله تعالى وثقافة وعلم يجب تنميته والإهتمام به كالزرعة لابد لها أن تروى , لذا لا أرى أن هناك تناقضا بين ألية الكتابة بالفصحى أو العامية وبين ما يدور في نفس الكاتب, اللهم إلا ما يمتلكه هو من موهبة ومن غزارة فكرة ورصيد لغوي يساعده على سكب حروفه
س5 : من هم من الشعراء والادباء الأقرب الي نفسك ..وبمن تاثرت به ؟
– الموهبة نعمة من الله تعالى يمنحها للبعض لحكمة, وكل موهبة كالنبع يحتاج لرافد يصله بنهر أكبر منه ليجدد ماؤه ومكنوناته, ومن أراد أن يتعلم لا بد له أن يقرأ ولا يترك الموهبة وحدها في مهب الريح , وعشق الكلمات والحرف حالة يجب أن نغذيها دائما , ..والقراءة للكاتب كالعطشان للماء, وكتابة القصيدة والشعر تحتاج لمدرسة تتلمذ على يدها وتتعلم منها وتغذي نفسك وتروي حروفك هذا ضرورة التواصل والنماء , لذا كنت منذ صغري أعشق القراءة بمختلف أنواعها ومواضيعها وأتذوق نبض الحروف أيا كان كاتبه, ولكن كتابة الشعر تحديدا كانت تشدنى كلمات تنشر في الجرائد العامة لبعض الشعراء والزجالين وبعض الكتاب التي تروي ظمأك ككتابات الأستاذ فاروق جويدة والأستاذ الراحل صلاح جاهين وأشعار الأستاذ بيرم التونسي ودواوين الراحل الأستاذ أمل دنقل وكتابات الرحل الأستاذ نزار قباني والأستاذ فؤاد حداد, فضلا عن تذوقي للشعر الكلاسيكي العمودي ككتابات أمير الشعراء أحمد شوقي والأستاذ حافظ ابراهيم والأستاذ محمود سامي البارودي, وكذلك استمتع بالكتابات التي تعلي من القيم وتهذب النفس ككتابات الإمام الشافعي وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب, ويعجبنى الكثيرون من الأساتذة المبدعين في جميع انواع الشعر فيعجبنى من كتاب العامية على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ جمال بخيت والأستاذ عبدالرحمن الأبنودي وبعض كتابات الأستاذ احمد فؤاد نجم وهناك ايضا كتاب الشعر العاطفي الغنائي كالأستاذ أحمد رامي و الأستاذ عبدالوهاب محمد والكثيرون ممن أثروا اللغة وارتقوا بالشعر ومدارسه, والحمدلله تعالى فالعالم العربي ملىء بالآليء ولا ينضب أبدا فهناك أسماء كبيرة يشدك حرفها ويبهرهك على مستوى العالم العربي فمن العراق مثلا الأستاذ مصطفى السنجاري ومن فلسطين الدكتور سمير العمري وغيرهم، وهناك من الكتاب الشباب من تسعد بهم وتحمد الله ان معين الشعر لا ينضب فتبهرنى كتابات عامية للأستاذ محسن حلمي والأستاذ عماد سالم وغيرهم الكثير الكثير , أما عن المقال والكتابة الأدبية والمقال السياسي فكنت أحرص على جميع كتابات العبقري الأستاذ عباس العقاد ,وفي المقال السياسي كنت أحرص على قراءة أعمدة الأستاذ محمد حسنين هيكل والراحل الأستاذ جلال عامر وغيرهم ,فأتذوق المقال بروعة كاتبه ومدى حرصه على أن يغوص في أعماقك أو يحمل لك فكرا يروي ظمأك

س6 :- قمت بإصادر مطبوعات (مجموعات شعرية ) حدثنا عن ذلك وما قصدت من ايصالة للقارئ عبر الإصدارات المطبوعة؟
.. -..صدر لي بعض الدوواوين الشعرية ولا زال البعض منها تحت الطبع كما يلي
الدواوين التي صدرت هي الآتي:-

-.. ديوان الطير اشترى حريته.. يحتوي على 33 قصيدة متنوعة أرخت لثورة 25 يناير وما قبلها من أحداث أدت إليها و ووثقت لكافة أحداث الثورة حتى اليوم
-..ديوان الحرف المسجون.. يحتوى على 35 قصيدة متنوعة يغوص في أعماق النفس والبحث عن الحرية به قصائد عن الثورة أيضا بعد نشر الديوان السابق
-..ديوان عاشق وطن.. وبه تأريخ كامل للعديد من الأحداث على الساحة العربية وبه قصائد تفصيلية للإنتفاضة الفلسطينية الثانية بدءا من عام 2000 ومعظم الأحداث التي دارت على أرض فلسطين بعدها , كما يتطرق الى حرب العراق عام 2003 وكافة تفاصيلها فهومرتبط بثورات العالم العربي كله.

- لي تحت الطبع حاليا
-..ديوان من لي سواك , مجموعة من القصائد الدينية والإجتماعية
-..ديوان 2012 ممكن كلمة , وهي مجموعة القصائد المرتبطة بالأحداث العديدة التي تدور على الساحة المصرية حاليا حتى اليوم
-..وكتاب عن مجموعة المقالات السياسية التي نشرت خلال العام الماضي حتى تاريخ اليوم

س7: النقد العربي في صالح أم ضد الكتابات باللهجات المحلية عبر الاقطار العربية .. رأيك في ذلك ؟
-جميع أعمالنا تحتاج دائما لمرآة تظهر ما فيها من جمال وتقوم ما بها من عيب, وهكذا حاجتنا للنقد ولكن النقد البناء القائم على أساس علمي واضح وهدف محدد هو التقويم والتوجيه, ولا يوجد فينا من يكبر قلمه على ميزان النقد الصحيح الواجب أيا كانت عظمة الكاتب, ولكن هناك من يتخذ النقد ذريعة للهدم وتصفية رغبات أو حسابات , والنقد العربي لابد أن يتفهم طبيعة اللهجات المحلية العربية وقاموس لغتها ومعانيها حتى لا يخضع لمقصلة النقد للنقد وفقط , فكل بيئة لها من المفردات والمعاني ما لا يتذوقها إلا من عاش فيها وتغذى منها, وربما أسهل اللهجات المحلية بحكم إنتشارها وبساطتها هي اللهجة المصرية لذا تجد الكثيرون قد وضعوها تحت ميزان النقد العربي أكثر من اللهجات المحلية الأخرى.

س8:- الثورة المصرية ..عرقلت مسيرة الدولة أم كانت في صالح المواطن المصرى - رأيك مع تصورك للحال الان ؟
– الثورة المصرية كانت حالة واجبة وضرورة للشارع والمواطن المصري، ويجب عدم الربط بين ضرور الثورة ونتائجها الفعلية بعد عام، وعدم الربط بينها كذلك وتفاعل الأدوار المختلفة على الساحة المصرية ومدى تأثر المواطن المصري ومن ثم الحياة المصرية بتفاعل الأحداث , فالثورة في حد ذاتها لم تعرقل مسيرة الدولة بل كانت إحتياج لكيان الدولة, ولكن الخطأ الحادث هو في آلية تعامل البعض مع الثورة ومتطلباتها وكيفية تثبيت أركانها والنهوض بها لدوران عجلة الحياة داخل الدولة , فالثورة أطلقت الحريات التي كانت مكبوتة وانفجرت ولكن الحرية المطلقة الغير مسؤولة هي التي تكبل الدولة وتعرقل مصالح الوطن والمواطن. ,
أما عن تصوري للحال الآن فهي مرحلة مخاض حقيقية وواقع مرت به جميع الثورات في كل دول العالم , وسنحتاج لبعض الوقت حتى تستقر الأوضاع, لكن الواجب على الجميع أن يعوا خطورة المرحلة ,ومن العيب أن يعتقد فصيل دون الآخر أنه الوريث الشرعي للثورة وأنه ابنها الوحيد والبار هذا هو الخطأ وهذا ما يعرقل تحقيق الأهداف والإستقرار من أجل البناء

س9 :- ماذا تطلب من رئيس مصر القادم ..محليا ودوليا ..؟
– رئيس مصر القادم سيء الحظ لأن المناخ صعب جدا وعليه مسؤوليات جسام, فالمعطيات الإيجابية لإعادة البناء والتنمية تحتاج لصبر الجبال ,والمطالب العديدة لن ترحم, والرئيس القادم من رحم ثورة ليس هو قائدها سيتحمل كل أوزار خطورة الوضع , وأسوأ تبعات المرحلة هي قلة الصبر على الحال وتعجل النتائج , فالرئيس القادم ينتظره عمل ضخم على المستويين الداخلي والخارجي العربي والدولي , فالمطلوب منه محليا أن يشعر المواطن أنه بات حقيقة له أب يحنو ويهتم ويحافظ ويحرص ويعتني و لا يستبد به , بمعنى أن يوفر سبل الحياة الكريمة لكافة جموع الشعب وطوائفة دون إستثناء وأن يحفظ له حريته وكرامته , أما عن المستوى الدولي فهو مطالب أن يحفظ أولا الإستقرار فلا يندفع بتعجل فيما يضر بالوطن ويحمله ما لا يطيق, كما أنه مطالب أن يعيد للوطن مكانته الإقليمية والدوليه, وأن يحفظ الكرامة العربية التي فقدت الكثير من مقوماتها في الآونة الأخيرة فباتت لقمة سائغة.

س10: التقلبات التي نراها حاليا عبر البلدان العربية التي حدثت بها ثورات مثل تونس وليبيا واليمن وسوريا ...ما رأيك فما يجرى بها كلا علي حده ؟
– ثورات الربيع العربي هل هي وليدة المؤامرات والترتيبات الخارجية ام هي ضرورة الحال , لو أمعنا النظر جيدا في واقع الدول التي قامت بها ثورات فعلية حقيقية منها ما أثمر عن تحقيق الهدف ومنها من ينتظر , سنجد أن هناك قاسما مشتركا واحدا هو السيطرة على كرسي الحكم وتحويل الدول الجمهورية إلى ملكيات حقيقية وإستبداد الأنظمة , ففي أي دولة جمهورية في العالم لا يستمر الحاكم عشرات السنين بنفس النظام ونفس الفكر هذا يؤدي إلى زيادة الإستبداد وإنتشار عوامل الفساد لذا يجب أن يقنن هذا الأمر و لا يترك لرغبات الحكام وبطاناتهم حتى يتقوا سر غضبات الشعوب ,
ومما لا شك فيه أن البداية من( تونس) كانت لها أسبابها ودوافعها وقد وجدت السبب البسيط لإشعال جذوة الثورة التي انطلقت لتفجر مخزون الألم والكبت على مدار السنين وسرعان ما حصدت نتائجها بهروب الحاكم خوفا من البطش به وبنظامه وإن لم يكن على دراية كاملة بحجم جرائمه ما ترك الساحة ودافع عن مبادئه إن توفرت ,
وفي( ليبيا) حالة إستثنائية فريدة من نوعها لأن أربعون عاما كاملة تحت نفس الفكر والقيادة تعنى أن هناك أجيالا عديدة قد تشربت وتشبعت بكل ما تم تجربته فيها وأن من حق الأجيال القادمة ان تعيش تجربة جديدة وحياة أفضل والإنقسام الحادث هناك كان نتيجة للتفرقة بين أبناء الدولة وتمييز البعض على الاخر ولم تكن كفة الصراع الذي نشأ عادلة ولكن جاء التدخل الأجنبي والسريع جدا جدا ليقلب الطاولة ويعجل بسقوط هذا النظام وهو ما تم بالفعل لكن بعد أن فقدت ليبيا الكثير الكثير من ابنائها وخيراتها وستدفع فاتورة كبرى لهذه الثورة ,
..اما عن (اليمن) فهي حالة مغايرة ومخالفة لواقع ليبيا.. فيتوفر.. فيها نفس العوامل التي ادت لثورات الربيع العربي لكن لعبة المصالح الأجنبية مختلفة لذا لم يحدث هذا التدخل السريع الدولي رغم دموية الثورة فتحمل الشعب اليمني ما لايطيق حتى انتهى المطاف بالموافقة على اتفاقية دول الخليج العربي لإنهاء النزاع بعد ان كاد رأس النظام يفقد حياته ليتيقن أنه غير مرغوب فيه نهائيا وأن مصالح الغرب لن تحميه إلى ما لا نهاية ,
مجازر( سوريا) الآن حالة أخرى تدمي القلب والنفس والإنقسام الدولي ولعبة المصالح والتوازنات وضعت الشعب السوري بين كفي الرحى وفي آتون الجحيم , أدعو الله تعالى أن يكشف غمتهم ويرفع البلاء عنهم وسائر الشعوب العربية

س11:- مشروعاتك الأدبية القادمة هل تاثرت فيها بالحدث المصرى في 25 يناير ..وماذا تغير في كتاباتك انت شخصيا؟
– ثورة 25 يناير فجرت العديد من مكنونات النفس والتفاعل مع الأحداث, فجاءت معظم قصائد ديوان( الطير اشترى حريته).. و..(الحرف المسجون).. تفاعلا وتعبيراعنها , كما أن حاليا أيضا الحدث المصري هو رائد المشهد وهو الدافع والمحرك للحراك الأدبي والنفسي والروحي فضلا عن عوامل الحراك الأخرى في المنطقة بأسرها, فالأحداث العديدة في مصر التي تقع يوميا ،وخصوبة الأحداث على الساحة, والجدول الموضوع للفراغ السياسي يجعل منها مادة خصبة ثرية للفكر والقلم , ولقد زاد اهتمامي بالمقال السياسي بصفة شخصية لسرعة مواكبة الحدث وضرورة التفاعل معه او قبله توقعا لما يمكن حدوثه

س12 :- لو كنت انت - بالفرض - رئيس مصر القادم .. ماذا سيكون برنامجك ..الانتخابي ؟
– سؤال رائع لأنه يبني للمستقبل, وهو وليد الساعة وحجر الزاوية في البناء, وعامل الإستقرار الأساسي, فرئيس مصر القادم يجب أن ينبع برنامجه الإنتخابي من رؤية حقيقية لأرض الواقع ومتطلباته, وحتى تكون رئيس مصر القادم لابد أن تعي مصالح الشعب الفعلية ومتطلباتها حتى تصل اليهم وتقنعهم بك من خلال برنامج إنتخابي وطني حقيقي يدرس و يتعلم من الماضي بكل ما فيه , يستند لما تم من ايجابيات لينميها ويبني عليها ويتعلم من أخطائه ويتفاداها ليستشرف المستقبل ويبني الحاضر ,
لذا فبرنامجي الإنتخابي...:-
يرتبط بالشعب ذاته وماذا يريد فالثورة قامت تنادي بشعار عيش حرية عدالة اجتماعية ولا يختلف عاقل من كان على ضرورة الوفاء بهذه المتطلبات وتوفيرها , فالبرنامج الإنتخابي يجب أن يرتبط بها ويلتصق برغبات الشعوب وأهمها توفير سبل الحياة الكريمة للمواطن من مأكل ومشرب ومسكن وخدمات أساسية كالصحة والتعليم والمواصلات في جو آمن تماما يستطيع فيه أن يحيا حياة كريمة أساسها قائم على العدالة المطلقة بين أبناء الوطن الواحد فجميعهم لهم حقوق واحدة وواجبات متساوية مهما اختلفت أطيافهم وعقائدهم وأعمارهم بما يعنى حرية المواطنة وحرية العقيدة والعبادة,
وأساس إرثاء العدالة الحقيقية قائم على عدالة توزيع الثروات داخل الوطن ونبذ كل عناصر التمييز والتفرقة ومحاربة كل وسائل الإفساد التي تأكل ثروات الوطن وخيراته وتجندها لفئة دون الأخرى مما يخلق داخل الوطن حالة من عدم الرضا والتذمر والإحساس الدائم بالظلم , لأن حق الحياة الكريمة ملك للجميع ولم يشتري خيرات الوطن فئة دون أخرى , لذا فالعدالة الإجتماعية تخلق وطن سليم وتنمي روح الإخوة بين أبنائه
* وإقامة دولة العدل والقانون تحتاج لإرساء حياة ديموقراطية سليمة تستند على حق الحرية التى كفلها الله تعالى لجميع عبادة من حرية مسؤولة لا حرية فوضى فلا يجب أن يتحكم النظام في حرية المواطن ويقيده في حركاته وسكناته ويحاسبه عليها لكن أن يحترم هذه الحرية حتى لو عارضته لأن المعارضة الوطنية جزء ضروري لإرساء ثوابت وأركان كل نظام وتقييد الحريات بكل وسائله منبوذ وممنوع تماما فلم يقيد الخالق حرية من قصروا في حق عبادته ولكنه تركها ليوم حسابه وهو خالقهم ,
برنامجي الإنتخابي له ثوابت وأعمدة تبني الإقتصاد بآلية واقعية وفعلية علمية مدروسة قائمة على تشجيع الصناعة المتقنة بتقنية عالية لتنمية الصادرات وتقليل الواردات والمحافظة على ثروات الوطن وخيراته للشعب لا للسلطة , وتشجيع الزراعة وزيادة الرقعة الزراعية بالتوسع فيها واستخدام التكنولوجيا و العلم لتوفير متطلبات الشعب الأساسية بدلا من اللجوء للإستيراد , والتوسع العمراني ضرورة لمواجهة الزيادة السكانية المطردة مع توفير البنية الأساسية اللازمة لقيام هذا التوسع الضروري لتحقيق الرخاء لكل الشعب مع ضرورات الإهتمام الكامل بالمناطق المظلومة والمحرومة والحيوية للوطن كالإهتمام بسيناء وتنميتها وتمنية النوبة والصعيد والإهتمام الكامل بحقوقهم والتوسع في التوجه الي مناطق جديدة كالوادي الجديد والساحل الشمالي لخلق توسع سطحي جديد بدلا من خنق الشعب داخل مساحة لم تعد تكفي أعداده , كما يعطي البرنامج الإنتحابي العلم مكانته الهامة في بناء الأمم ونهضتها بتوفير حق التعليم وتشجيع العلماء وجذبهم لخدمة وطنهم , كما يجب أن نهتم بالشباب ومتطلباتهم وإحترام حقهم في بدء حياة كريمة على أرض وطنهم بدلا من التفكير في الهجرة ليتحول الوطن إلى طارد لسواعد أبنائه وعقولهم , وضرورة تشجيع دور المرأة في المجتمع فهي من تبني الأمم وترسي الأخلاق والقيم , كل هذا في إطار من العدالة الإجتماعية الفعلية لا عدالة الشعارات مع إرساء كامل للحرية والديموقراطية ومتطلباتها كما أن برنامجي الإنتخابي أيضا يحرص على وحدة الشعب وقوة بنيانه وحفظ أمنه الداخلي بقوة القانون وفرض إحترامه وقوة أمنه الخارجي بالحفاظ على وجود جيش وطني قوي بتدريب قوي وتسليح قوي متنوع يحافظ على سلامة الوطن ووحدة أراضيه من كل عدوان خارجي محتمل وعدم الزج به في مهاترات يدفع أبناء الشعب ضريبتها , مع ضرورة الحفاظ على كرامة الوطن وعدم السماح لأي جهة ما بالتدخل في قراره الوطني الحر النابع من حرصه على مصالح شعبه وحرصه على وحدته العربية ومصالح الأمة المشتركة.

س13 :- برغم تلك الاموال التي نسمع عن وجودها لدي حسابات مصرفية مصرية وعالمية لعائلة مبارك - كيف حتي الان لم يستردها المواطن المصرى - الاسباب ..ورايك في عدم اتخاذ موقف من ذلك ؟
– من المعيب جدا ألا نحسن استثمار عاملي الوقت والزمن والتاريخ فكل الدول التي قامت بها ثورات ونهبت ثرواتها وتم إستعادتها كان يجب أن نتعلم منها , فلإستعادة أموال الشعوب آلية قانوية ونظام عالمي يحب أن نتبعه بدءا من المطالبة بالحقوق الرسمية مدعومة بالمستندات القانونية التي تثبت هذا الحق ومتطلبات الحصول عليها من ضرورة صدور احكام قضائية نهائية وفق محاكمات قانونية عادلة والأصوات التى تعلو للمطالبة بسرعة تعجيل الأحكام قد تضر أكثر مما تفيد في آلية استعادة هذه الحقوق فالعالم يتابع كل الأحداث على أرض مصر ولا نريد أن نعطي المبرر والدافع لأن تظل هذه الحقوق قابعة لدى الدول التي تستفيد بها والأهم أيضا ماهي حقيقة قيمة هذه الأموال حتى لايعيش الشعب في وهم غير واقعي وفي النهاية لايجد حصادا مثمرا

س14 :- الدول العربية ..وجامعه الدول العربية تحديدا لماذا لا يظهر لها دور في الاحداث الجارية في الدول العربية وخصوصا مصر ؟
– الدول العربية حاليا وجامعة الدول العربية في أكثر مراحل ضعفها وإنعدام وحدتها ,فالقيادات التي توحد الشعوب غير متواجدة على الساحة وتضارب المصالح في نظر الحكام عامل آخر في عدم التقارب الفكري العربي, والجامعة العربية على مدار تاريخها حرث بلا حصاد واضح, ولم تتحد إلا في مرات بسيطة جدا ,لذا هي بحاجة لقيادات وزعامات تلتصق بشعوبها التي تحرص على تلك الوحدة وتنادي بها ,والوحدة لا تعني بالضرورة التوحد الكامل ولكن يجب أن نعي جيدا ضرورة الحفاظ على وحدة المصير ووحدة الهدف ووحدة الخطر المحدق بالأمة جميعا دون إستثناء , والأحداث الجارية أوضحت بصورة جلية مدى الإنقسام داخل البيت العربي وصعوبة الوقوف بوضوح خلف قرار واحد لمصلحة الشعوب لا مصلحة وصداقات الحكام والخطير أيضا أن هناك بعض الدول التى بدأت تلعب دورا آخر بالبحث عن زعامات فارغة وإستثمار علاقات خارجية لفرض أجندات معينة على الشعوب , هذا الدور من الخطورة بمكان لأن التاريخ لا يرحم أحدا ويفضح دائما الأدوار التي يتم لعبها في الأبواب الخلفية فتكون صدمة الشعوب في قادتها وسقطاتهم , لذا ضعف الدور العربي الإصلاحي والوحدوي في لعب دور مؤثر لأنه تخلى عن موضوعيته وأمانة الإنحياز الضروري لمصلحة الشعوب وحتمية المحافظة على الأوطان

س15 :- اترك لك المجال لتعبر عما يدور في ذهنك خارج اطار اسئلتي ؟
– السؤال الذي توقعته هو من أكثر الناس تأثيرا في حياتك بصفة شخصية ولمن تدين بالولاء في تكوين شخصيتك فضلا عن طبيعة إرتباط مهنتك الأساسية كطبيب دارس للطب بالشعر والأدب ؟
وللإجابة أوضح الدور الأساسي الذي لعبه والدي رحمه الله تعالى كمربي ومعلم فاضل ربي أجيالا عديدة في تكوين شخصيتي فقد كان رجلا مهابا لا يخشى في الحق لومة لائم وكان حريصا على العلم والتعلم ورجل منظم لأقصى درجة في حياته وأدواته وقد تأثرت به كثيرا على المستوى الشخصي لذا أدين له بالولاء الكامل في ذلك فضلا عن ولائي للوالدة حفظها الله في حب الدين والتمسك بثوابته والحرص على العبادات والإرتباط بالله تعالى ,
أما إرتباط الطب بالأدب فهي حالة من التواصل بين إنسانية الطبيب الضرورية المرتبطة بوجدان الشاعر والأديب مع حبه للغة وتذوقها منذ الصغر مع تنميتها كموهبة من الله تعالى تحتاج من يحافظ عليها ويشجعك على الإستمرار فيها

س16:- ماهي كلمتك الأخيرة في نهاية الحوارولمن ؟
– كلمتي الأخيرة في نهاية حواري هذا هي للمصريين جميعا إحرصوا على وطن كبير , وطن يعرف قدره القاصي والداني , وطن يمد بجذوره في عمق التاريخ صنع حضارة للعالم أجمع فلا تنسوا ماضيه ولا تسقطوا مستقبله بخلافاتكم وحرصكم على المصالح الشخصية أكثر من مصلحة الوطن فالجميع زائلون وتبقى مصر , و لا يسعني إلا أن اتقدم لك بخالص الشكر والتقدير على الأسئلة الرائعة التي استطعت بها أن تدخل إلى أعماقي وتستفز أفكاري للإجابة على أسئلة مميزة من محاور وأديب أعتز به وأحترمه وأحترم قلمه وكتاباته الأدبية الرائعة


***
كنوز ادبية ..لمواهب حقيقية *

ان غالبية المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافية، والتي من شانها ان تساهم في فرصة ايصال رسالتهم واعمالهم وافكارهم مع القارئ الذى له اهتمام بانتاجهم الفكري والتواصل معهم ليس فقط من خلال ابداعاتهم وكتاباتهم ، في حين هناك من هم علي الساحة يطنطنون بشكل مغالي فية ،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة.
لهذا السبب كانت هذة هي الحلقة الثانية من السلسة التي تحمل عنوان ( كنوز ادبية لمواهب حقيقة ) والتي ان شاء الله اكتبها عن ومع بعض هذا الاسماء


صابر حجازى ..اديب وكاتب وشاعر مصرى

الاديب المصرى صابر حجازى | Facebook

http://www.facebook.com/SaberHegazi


////////////////////////////////////////////

- هاني أبوالفتوح في كلماته :

هذه بعض مني
---------------

-هذا أنا الذي يعرفني وأعرفه بسيطاً أحب العدل والحرية والوسطية والاعتدال في كل شيء من مناحي الحياة وأكره الظلم والجبن والبخل ومنهم أستعيذ بالله تعالي ومن الغرور وشرره ومن الكسل الذي قد يعتريني فأظل شهورا بلا كتابة وبلا حراك ثم يأتي وقت آخر فتنفجر براكين الرغبة للكتابة بلا كلل أو ملل ,
-أحبتي جميعا .. كل من مر هنا .... إعلم أن الحياة رسالة وأن الدنيا زائلة وأن العمر قصير مهما طال , فأطل عمرك بحسن العمل وحسن الأمل , وإزرع تحصد وإجعل الله أمامك وفوقك وإجعل الدنيا خلفك فلو عشقتها أضعت الآخرة ولو أضعت الآخرة ضعت في الدنيا , وحب الخير في الحياة يحبك الخير , وكن وسطا معتدلا فقد هلك المتنطعون وكن رحيما حنونا ولاتكن غليظ القلب فإرحم ترحم وإملأ قلبك بالرفق ليرفق بك من هو سندك ورجاؤك , وإجعل العدل هدفا ونبراسا لحياتك وخذ عبرا ممن قبلك فالعاقل من إعتبر بغيره , وكن في الحق علما فلا تخش إلا الله وأحب الحق يحبك وإعمل به وأحب أهل الحق وإنبذ الفتن وإستعذ بالله تعالي من شر ماظهر منها وما بطن , وإحفظ الله تعالى يحفظك ,, وإدع لي بالهداية وأمن على دعائي لي ولك بظاهر الغيب فإن من هداه الله نجا وسعد ومن غضب الله عليه حرمه أفضل نعم الدنيا والآخرة ,,,,, فاللهم شفع في خير البرية نبيك وحبب في خلقك ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقه قولي وإبعد الدنيا عني وإحفظني بحفظك وإجعل اللهم القرآن العظيم ربيع قلبي وجلاء همي وحزني وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ,,,, وبارك اللهم لكل من قرأ فوعى وعقل فدعى لمن كتب وهو محب لله تعالى الذي يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور والحمدلله رب العالمين وصلاة وتسليما على الحبيب المصطفي سيد الخلق أجمعين
-..أأمل في وطن نستحقه ويستحق أبناءه وأملي في الله تعالى لاينقطع
-..الوطن ينادي أبناءه و يحتاج الأتقى , الوطن في قلبي يسكنني والوطن الأبقى
الوطن حبيبي ودرة قلبي فهيا للعمل وبالأمل الوطن سيرقى
-..بيني وبين الله
بيني وبين الله أسرار يعلمها ويخفيها
بيني وبين الله أشياء أداريها
وأخطاءٌ إن رضي ربى يغفرها و يمحيها
بيني وبين الله أفراحٌ وأحلامٌ أناجيها
بجناتٍ تراها النفس أغلى أمانيها
بيني وبين الله أحزانٌ أواريها
ونيران تخاف النفس أن تشتعل فيها
بيني وبين الله آمالٌ وآلامٌ
فمن لي غير الله رحمنٌ يداويها
سبحان من خلق الأرواح يحصدها
سبحان الله خالقها وباريها
هاني أبوالفتوح

لقاء طيب وحوار ماتع نشكره لكما
وأداء موفق من المحاور الكريم الأستاذ صابر حجازي لاقى تجاوبا رائعا من الدكتور هاني أوب الفتوح

أهلا بكما ومرحبا في واحة الخير

تحاياي

بوركتما على حواركما الرشيق الشيق
والمحاور اللافتة
كنت سعيدا بكما هنا
فصرت أسعد حين لمحت اسمي المتواضع في سياق
أجوبة أخينا الشاعر القدير الدكتور هاني
تحياتي لكما ومحبة تستحقانها واحترام جزل