......وكأني بالشيخ العصري المبهور بالعولمة لم يقرأ القرآن الكريم في حياته، ألم يقرأ وصف القرآن لأهل الكتاب بالكفر؟ لذا فأذكره ببعض آيات من سورة " المائدة ": ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسـيح ابن مريم) ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) ( لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة ) ( لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ) وفي مخاطبتهم قال تعالى في سورة " الكافرون " مُعَلِمُناً وآمراً إيانا كيف نخاطبهم بالأمر الصريح: " قل " حين قال:( قل يا أيها الكافرون* لا أعبد ما تعبدون* ولا أنتم عابدون ما أعبد* ولا أنا عابد ما عبدتم* ولا أنتم عابدون ما أعبد* لكم دينكم ولي دين* ) وحدد مصيرهم المحتوم في قوله تعالى من سورة " البينة ": (إنّ الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شَرُّ البرية*)
فهل يا شيخنا الفاضل نقوم بحذف سـورة " الكافرون " ومئات الآيات التي تصف النصارى واليهود بالكفر، وذلك في طريقه لاستحداث قاموس فقهي عصري للمصطلحات الشرعية ولألفاظ القرآن الكريم، لكي يتفق القرآن والفقه مع حداثة وعولمة أهل الصليب الكفار شر البرية كما يصفهم القرآن، الذين لم يتورعوا في وصف الإسلام والمسلمين بأوصاف الشر والإرهاب....(1)، ووصف رسولنا وديننا بأحط الأوصاف، وأشهروا سيوفهم في وجه ما يصفونه أنه الإرهاب الإسلامي والإرهابيين المسلمين والأصولية الإسلامية، وأوسعوا المسلمين في أقصى العالم وأدناه قتلا وتشريدا، واستباحوا حُرُمات وأموال المسلمين وأعراضهم في فلسطين والعراق والبلقان والفلبين وأفغانستان والعراق وكشمير والهند وأوزباكستان وفي كل بقاع الدنيا.
وأنصح الشيخ الفاضل والنصيحة من الايمان أن يرجع لدراسة أبحاث وكتب : الشافعي وأبي حنيفة وتلميذاه أحمد وأبي يوسف، وابن تيمية ومالك بن أنس وأحمد بن حنبل وحسن البنا وعبد القادر عوده وسيد قطب ومحمد قطب وتقي الدين النبهاني وعبد القديم زلوم وابن كثير والفخر الرازي والطبري والقرطبي والجلالين وابني قدامة وابن قيم الجوزية وابن الجوزي والماوردي وابن حزم والخطيب البغدادي والنووي والآمدي والذهبي والسرخسي وأبو نعيم والعسقلاني والشهرستاني والفيروز أبادي وابن خلدون والصحاح الستة والمساند.... وغيرهم من أمهات كتب أعلام الإسلام التي تصفهم: ( أهل الذمَّة والكفار ) بما لا يتفق مع عصر العولمة، والتي لم تعد مقبولة مع إخوانه وليس إخواننا من الأقليات الكافرة، مع التنبيه إلى أن الإسلام يفرض علينا أن لا نتخذ غير المسلمين كإخوان لنا، فأخوتنا الوحيدة هي أخوة الإسلام، أما القومية والوطنية فهما رابطتان فاسدتان لا تصلحان للربط بين البشر والأخوة معهم، وقد نبهنا رسولنا لفسادها وعدم الأخذ بها في أحاديثه الداعية لذم وتحريم دعاوى العصبية القبلية النتنة في قوله: " دعوها فإنها جيفة منتنة "، و لا مجال لاستعراض الأحاديث المتعددة في ذلك هنا، وأنبه أن الكافر الصليبي المستعمر قد تمكن من القضاء على دولة الخلافة بإثارة دعاوى ونعرات القوميتين العربية والطورانية، فتخلى كل من العرب والأتراك عن أخوة الإسلام، أخوة بعضهم للآخر حين حُمِّلوا دعاوى ونعرات الجاهلية أي القومية فتحولوا من أخوة متحابين إلى أعداء متناحرين مما سهل للكافر الصليبي المستعمر القضاء على دولة الخلافة، ونحن كمسلمين نرفض ونحتقر الدعوة إلى القومية والوطنية ونحتقر الداعين لها، والرابط الوحيد بيننا هو اعتناق الإسلام فقط.
وقد سبقه لذلك السفيه الوقح المُرتد معمر القذافي رئيس دولة ليبيا الذي طالب بصفاقة بإلغاء السنة النبوية الشريفة، وحذف كلمة ( قل ) من القرآن الكريم لأنها مخاطبة للرسول والرسول قد مات، فخرج بذلك من ملة المسلمين واستحب الكفر على الإيمان غير مأسوف عليه.
وأذكر الشيخ العصري الداعي لتطويع أحكام وألفاظ الإسلام لتتوافق مع العولمة الكافرة، ولكي تناسب مزاج الكفار شرّ البرية، بقوله تعالى وفي سورة المائدة أيضا: ( لتجدن أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا أليهود والذين أشركوا ولتجدَنَّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورُهبانا وإنهم لا يستكبرون*) ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون* أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حُكما لقوم يوقنون* يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين*)
لقد أعلمنا الله تعالى أن أمثال هؤلاء اللاهثين وراء تطويع أحكام الإسلام لتلائم أذواق الكفار شر البرية، ولتتناسب مع الحداثة وعصر العولمة لن ينالوا رغم ذلك رضا الكفار، قال تعالى: ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم.) وهم أشد خطراً على الإسلام من الكفار أنفسهم، خاصة وقد اعتلوا المنابر، وسلطت عليهم الأضواء، وتلقفتهم الفضائيات، وبناء على خطرهم الشديد أرى أن يعامل مثل هؤلاء كأعداء لله ودينه، وأن تكشف أحوالهم للناس، وأن يكشف للناس بعد فتاواهم عن الإسلام، حتى لو أدى ذلك إلى كشفهم بالاسم، كيف لا وهم من أخطر العثرات والمعوقات والموانع، لا بل هم أشد خطراً على الدعوة من الكفار أنفسهم، ويجدر أن ننتبه إلى أنّ معظم هؤلاء هم ممن يعلمون بفساد فتاواهم، مثال ذلك الفتاوى المتعارضة لشيخ الأزهر في موضوع الربا، والفتاوى المتعارضة في نفس الموضوع للشيخ شلتوت، وغيرهم.
يقول الشيخ بن لادن: ( قال تعالى: فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم. وأما علماء السوء ووزراء البلاط وأصحاب الأقلام المأجورة وأشباههم فكما قيل: لكل زمان دولة ورجال. فهؤلاء رجال الدولة الذين يُحَرفون الحق ويشهدون بالزور حتى في البلد الحرام في البيت الحرام في الشهر الحرام ولا حول ولا قوة إلا بالله. ويزعمون أن الحكام الخائنين ولاة أمر لنا ولا حول ولا قوة إلا بالله. يقولون ذلك من أجل تثبيت أركان الدولة، فهؤلاء قد ضلوا سواء السبيل فيجب هجرهم والتحذير منهم. وإنما تركز الدولة على علمائها وتظهرهم في برامج دينية للفتوى من أجل دقائق معدودة يحتاجهم فيها النظام كل مدة لإضفاء الشرعية عليه وعلى تصرفاته كما أباح الملك بلاد الحرمين للأمريكيين فأمر علمائه فأصدروا الفتوى الطامة التي خالفت الدين واستخفت بعقول المسلمين والمؤيد لفعله الخائن في تلك المصيبة العظيمة، والأمة اليوم إنما تعاني ما تعانيه من مصائب وخوف وتهديد من جراء ذلك القرار المدمر وتلك الفتاوى المداهنة.)(2)
(1) ورد في جريدة " القدس " بتاريخ 14.02.1424هـ الموافق 16.04.2003م. نقلا عن رويترز/ واشنطون: أبدى المسلمون العاملون في وزارة الدفاع الأمريكية غضبهم مما قالوا أنه دعوة تفتقر إلى الذوق وجهت إلى القس فرانكلين جراهام الذي وصف الإسلام بأنه " دين شـــــرير للغايه وخطير"عقي احداث 11 أيلول 2001، لالقاء عظه في يوم الجمعه الحزينة السابق على عيد القيامه في البنتاغون.
(2) - الشيخ أسامة بن لادن – خطبة عيد الأضحى 1423 هـ . نقلا عن:
WWW.1924.org.