أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: صِراعُ الأفكارِ

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.08

    Exclamation صِراعُ الأفكارِ

    صراع الأفكار

    الحمد لله والصّلاة والسلام على رسول الله ...
    وبعد :
    ليس كل ما يعلم يقال ، وليس كل مـا يـقــال يقـال في كل وقت. ففي بعض الأوقات يكون الصمت هو الواجب ، فإذا استغل الأعداء هذا الصمت كان الكلام هو الواجب. وهذا المقال محاولة للتوفيق بين واجب الصمت وواجب الـكـلام في طبيعة الصراع بين الإسلام وأعدائه ، وبعد قراءة المقال يكفي القارئ أن يفتح عـيـنـيـه على الواقع ليرى أمارات هذا الصراع، بــل ربمـا يستخلــص من الوقائع المعروضة نتائج لم تلفت انتباهنا، أو أغفلناها خلال هذا المقال احتياطاً من التطويل ورغبة في التحديد. وكل ما نتمناه أن يقوم في الحركة الإسلامية من يتصدون لكشف سـبـيـل أعـدائـهـــا "سـبـيل المجرمين" حتى لا تبقى الحركة معرضة لهجماتهم دون عون أو نجدة.
    إن من سنن الله الجارية التدافع أو الصراع بين الحق والباطل ، قال - تعالى - : ((ولَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ))[ البقرة:251] ، فالله - عز وجل - يدفع بأهل الحق أهل الباطل ، وهكذا يستمر الصراع بين الأنبياء وأتباعهم ، وأتباع الشيطان ، بين الأنبياء والجماعات الضالة الذين يرفـضـون حـكـم الله وشـريـعـتـه ويتمسكـــون بحكم الجاهلية، ولن ينتهي هذا الصراع حتى تنتهي الدنيا.
    ولاشــك أن للأفكار قيمة كبيرة كأداة من أدوات الصراع بين الحق والباطل ، وما سلوك الإنسان وتصرفاته
    إلا نتيـجــة لأفكاره ، فإذا تغيرت أفكاره بجهده هو أو عن طريق جهد غيره فإن سلوكه يتغير، وهذا التغيير قد يصل إلى النقيض ، فهناك فكرة قد تجعل إنساناً ينحني ويسجد لصنم من الحـجــر، وفـكـــرة أخرى تجعل إنساناً آخر يحمل الفأس ليكسر ذلك الصنم ويحطمه!
    ولأن الأفكار بهذا القدر من الأهمية في الصراع بين الحق والباطل فإنه ومنذ تقرر في أوكار الصهيونية تدمير الخلافة الإسلامية وأعداء الإسلام يحرصون على تخريب الفكر الإسلامي وتشويه العقل السليم من ناحـيـــة، ومن ناحية أخرى يقومون برصد الأفكار الفعالة التى تحاول إيقاظ الأمة من سباتها، لكي يقضوا عليها في مهدها أو يحتووها قبل أن تصل إلى جماهير الأمة فتصحح وجهتها أو تعدل انحرافات أفرادها، ولتبقى الجماهير إذا اجتمعت تجتمع على أساس العاطفة وتحت سلطانها، وليس على أساس "الفكرة .. والمبدأ.." .
    وأعداؤنا يستخدمون في ذلك مراصد دقيقة تتلقى أي إشارة خطر عن فكرة أو كتاب ربما قبل أن تصل الفكرة إلى جماهير الأمة! فماذا يفعل الأعداء عندما تعطيهم مراصدهم تلك الإشارة ؟ كيف يتصرفون ليحُولوا بينها وبين المجتمع الذي يحاول صاحبها نشر الفكرة فيه ؟
    إنهم في البداية يتعرفون على الـفـكـــرة بدراستها دراسة دقيقة، ثم يبدأون فيما يمكن أن نسميه مرحلة "المواجهة" وفي هذه المرحلة يبذل الأعداء جهداً ضخماً ويستخدمون مواهبهم الشيطانية كلها حتى لا يكون لتلك الفـكـرة أي عائد أو نتيجة.. ووسائلهم في ذلك كثيرة، وهم يغيرون منها دائماً ويعدلون فيها تمشـيــاً مع القاعدة التى تقول : "إن كل فخ عُرف مكانه يصبح دون جدوى" ، فوسائلهم تتنوع حـســب الظـروف مع المحافظة على المبدأ الأساسي وهو "تحطيم الفكرة أو شلّها" !!
    فهم تارة يصوبون ضرباتهم على اسم صاحب الفكرة وشخصه ؛ لكي يصيبوا فكرته بحيث يصلون إلى أن يصبح اسم صاحب الفكرة كافياً في النفور منها بل ومن الكتاب الذي يضمها وعدم قراءته من الكثيرين الذين يحكمون على فكرة معـيـنة أو كتاب معين وفق انعكاسات حدثت تجاه صاحبها وبمقتضى الكلام عن صاحب الفكرة والكتاب وليس من خلال جوهر الفكرة وما فيها من برهان.
    وهم تارة يستخدمون طريقة "الهُتافات والشعارات" وهم في هذه الطريقة يرتكزون على ميل أفراد الحركة الإسلامية إلى السهولة فيصوغون الفكرة في مجموعة من الشعارات والهتافات فيتحول الأفراد عن "مشقة" البناء إلى "سهولة" الشعارات والهتافات!!
    وفي أحيان أخرى يستخدم الأعداء طريقة "التشويش" عن طريق إضافة مجموعة من الأفكار الثانوية إلى الفكرة الأصلية بحيث تُضعف هذه الأفكار الثانوية سلطان الفكرة الأصلية على العقول ، ويكفينا أن ننظر في واقعنا لنرى كم مرة طُبقت هذه الطريقة معنا وكم مرة شاركنا فيها دون وعي؟!
    وتارة أخرى يستخدم الأعداء أسلوب إثارة الشبهات.. فإذا خرجت الفكرة في صورة كتاب يقدم أيديولوجية واضحة للصراع مع الأعداء، ألقوا على هذا الكتاب ما يشوه صورته أمام أفراد الحركة الإسلامية، وخلقوا حوله شبهات كثيرة بحـيـث لا يسهل إزالتها فينصرف أفراد الحركة عن مجرد الاطلاع على الكتاب لكثرة ما أثير حـوله .. ولا نريد أن نضرب أمثلة ! فكم من كتب طيبة فرض أفراد الحركة الإسلامية حول أنفـسـهـم ستاراً حديدياً يمنعهم من قراءتها لهذا السبب!
    وفي أحيان أخرى يستخدم الأعداء طريقة "الاستبدال" فيطلقون هم أنفسهم فكرة جديدة تكون أقل ضرراً على مصالحهم من الفكرة ا لأصلية.
    وهكذا يبقى الصراع مع الأفكار.. ونحن إذ اكتشفنا بعض التفاصيل عن طبيعة هذا الصراع فبقية التفاصيل الكثيرة للصراع تبقى في الظلام ، ويصعب وصفها كما يصعب وصف بيت العنكبوت ، وخاصة إذا كانت خيوطه تأتي من بعيد ولا يحيط بها بوضوح إلا من وفقه الله - عز وجل - وأضاء بصيرته.
    ولكننا إذا أردنا الإجمال قلنا إن الأعداء يحاولون أن يجعلوا من الداعية للحق "خائناً لأمته ومجتمعه الذي يعيش فيه ، فإن لم يستطيعوا ذلك فإنهم يحاولون أن يحققوا خيانة المجتمع للداعية على يد بعض المجرمين الذين يسيرون في ركب الأعداء على مرأى العيون في صورة رجال مرفوعين على منابر الزعامة وكراسي الحكم ، رجال وضعوا في أوطانهم مواضع "الأبطال" ليقوموا بدورهم المرسوم حين تفشل خطط الأعداء في تحطيم الأفكار الطيبة، فيقوم هؤلاء بأمر آخر وهو محاولة تحطيم أصحاب الأفكار عن طريق الإرهاب والتعذيب لهم ولأفراد أسرهم أطفالاً ونساءً!
    هذا هو مكر الأعداء فما هو السبيل لدفعه والنصر عليهم ؟
    بادئ ذي بدء نقول إن الأعداء يحاولون أن يصوروا لنا الصراع معهم وكأننا ذرّة تريد أن تحطم جبلاً ! ، وأنه من العبث محاولة دفعهم فضلاً عن التغلب عليهم .
    ولكن الأمر ليس بيد الأعداء، إنه بيد مَن يقدر الأشياء فتسير الذرة ويسير الجبل حسب تقديره ، وقوة الأعداء مهما بلغت وكيدهم مهما قوي فهو ضعيف لأنه كيد شيطان ((إنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً))[ النساء:76] .
    ودفْعه منوط بما في أنفسنا نحن ، قال - تعالى - : ((وإِن تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً))[ آل عمران:120] ، وسُنة الله في التغيير ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[ الرعد:11] فسنة الله التي لا تتخلف : غيِّرْ نفسك تغير واقعك.. فلنغير في أنفسنا ما يستغله أعداؤنا لخدمة أهدافهم من حيث نشعر أو لا نشعر ! .
    فإذا كان الأعداء يستغلون فينا ميلنا للسهولة فيصوغوا الفكرة في مجموعة شعارات تسد منافذ إدراكنا وتضللنا عن حقيقة الصراع فلنتعلم أنه ليس المهم الصيحة التي يوجهها الضارب مادامت الضربة توجَّه إلى العدو الحقيقي وفي الاتجاه الصحيح ، كما يجب أن نتخلص مما في نفوسنا من ميل للنظر إلى الأشياء على أنها "سهلة" والذي يقودنا في كثير من الأحيان إلى نشاط أعمى!
    وإذا كان الأعداء يحاولون تحطيم الفكرة الطيبة عن طريق تشويه صاحبها أو إثارة الشبهات حولها، فلنتعلم أن نحكم على الأفكار من خلال ما فيها من برهان بعيداً عن منطق الغوغاء!
    وفي مقابل محاولة الأعداء "استبدال" بفكرة أقل ضرراً على مصالحهم بالفكرة الفعالة ؛ لابد من الوضوح في فكر الدعوة وأهدافها ليسهل على الأفراد التمييز بين الغث والثمين ، وفي مقابل إرهاب الأعداء لابد أن نؤمن بحتمية المحنة والابتلاء ولنعلم أننا لسنا أول الممتحنين ولن نكون آخرهم وإنما هم مواكب ((فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً))[ الأحزاب:23] .
    ولنعلم أنه بقدر ما نربي أنفسنا بطريقة جيدة، بقدر ما نستطيع أن نصمد لكيد الجاهلية، ونجاحنا في الصمود لذلك الكيد هو نقطة التحول في خط سير الدعوة نحو هدفها المنشود.
    وأخيراً فأفكار هذا المقال وليدة النظر إلى ما يجري في الواقع .. واقع الصراع مع الأعداء حاولنا فيه النصح لجميع إخواننا لنحاول جميعا - نحن وهم - إزالة الجهالة بسبيل المجرمين والتي كانت في كثير من الأحيان سبباً في تخلفنا وهزيمتنا. وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى .
    __________________

    الشيخ د.محمد محمد بدري نفع الله به
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!

  2. #2
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    [QUOTE=ربيع بن المدني السملالي;726349][FONT="Traditional Arabic"][SIZE="5"][RIGHT][B]صراع الأفكار
    فهم تارة يصوبون ضرباتهم على اسم صاحب الفكرة وشخصه ؛ لكي يصيبوا فكرته بحيث يصلون إلى أن يصبح اسم صاحب الفكرة كافياً في النفور منها بل ومن الكتاب الذي يضمها وعدم قراءته من الكثيرين الذين يحكمون على فكرة معـيـنة أو كتاب معين وفق انعكاسات حدثت تجاه صاحبها وبمقتضى الكلام عن صاحب الفكرة والكتاب وليس من خلال جوهر الفكرة وما فيها من برهان.
    [/U]


    نعم والله
    مثل التنفير من كتب محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ووصم اتباعه بالوهابية وما الى ذلك من طرق مدروسة محددة الغاية
    والامثلة حقا كثيرة، وحرب الالقاب حرب ضروس تؤتي اكلها مع انتشار الجهل وقلة الوعي
    لكن عجبي ينمو ويكبر اذا صيد في تلك الشباك من يعتبرون نخبا، فكم يؤلمني ادراكي بانه لا نخبة فكرية عندنا وانما هي اسماء رصعت بجواهر زائفة

    اخي الحبيب اثرت بهذا المنقول جرحا عميقا في بناء الحركات الدعوية
    فلت من التحية ارقاها واجملها
    وحفظك ربي ورعاك

  3. #3
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي


    هو فعلاً صراع بل حرب الأفكار
    وكم شوهوا ويشهون .. وكم نفروا وينفرون ..
    مثلما ذكر الاخ عبدالرحيم التنفير من كتب الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب ، وقبله ابن تيمية ..
    وكتب الاستاذ سيد قطب .. والقائمة طويلة ..

    نعم .. هي حرب .. وعلينا خوضها بوعي عميق وفهم أصيل لديننا وعقيدتنا وأخلاقنا ..
    وإلا صرنا فريسة للأكاذيب والأراجيف

    الاخ الكريم ربيع بن المدني السملالي
    دائماً اختياراتك رائعة
    جزيت الجنة ..


    تحياتي ..


    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.08

    افتراضي

    [QUOTE=عبد الرحيم صابر;726399]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع بن المدني السملالي مشاهدة المشاركة
    [FONT="Traditional Arabic"][SIZE="5"][RIGHT][B]صراع الأفكار
    فهم تارة يصوبون ضرباتهم على اسم صاحب الفكرة وشخصه ؛ لكي يصيبوا فكرته بحيث يصلون إلى أن يصبح اسم صاحب الفكرة كافياً في النفور منها بل ومن الكتاب الذي يضمها وعدم قراءته من الكثيرين الذين يحكمون على فكرة معـيـنة أو كتاب معين وفق انعكاسات حدثت تجاه صاحبها وبمقتضى الكلام عن صاحب الفكرة والكتاب وليس من خلال جوهر الفكرة وما فيها من برهان.
    [/U]


    نعم والله
    مثل التنفير من كتب محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ووصم اتباعه بالوهابية وما الى ذلك من طرق مدروسة محددة الغاية
    والامثلة حقا كثيرة، وحرب الالقاب حرب ضروس تؤتي اكلها مع انتشار الجهل وقلة الوعي
    لكن عجبي ينمو ويكبر اذا صيد في تلك الشباك من يعتبرون نخبا، فكم يؤلمني ادراكي بانه لا نخبة فكرية عندنا وانما هي اسماء رصعت بجواهر زائفة

    اخي الحبيب اثرت بهذا المنقول جرحا عميقا في بناء الحركات الدعوية
    فلت من التحية ارقاها واجملها
    وحفظك ربي ورعاك
    وحفظك الله أخي الحبيب

    دمت بخير وعافية



    تحياتي

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة

    هو فعلاً صراع بل حرب الأفكار
    وكم شوهوا ويشهون .. وكم نفروا وينفرون ..
    مثلما ذكر الاخ عبدالرحيم التنفير من كتب الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب ، وقبله ابن تيمية ..
    وكتب الاستاذ سيد قطب .. والقائمة طويلة ..

    نعم .. هي حرب .. وعلينا خوضها بوعي عميق وفهم أصيل لديننا وعقيدتنا وأخلاقنا ..
    وإلا صرنا فريسة للأكاذيب والأراجيف

    الاخ الكريم ربيع بن المدني السملالي
    دائماً اختياراتك رائعة
    جزيت الجنة ..


    تحياتي ..


    بارك الله فيك أخي بهجت ، وأشكرك على إضافتك الهادفة

    دمت متألقا

    تحياتي

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.65

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع بن المدني السملالي مشاهدة المشاركة
    وأعداؤنا يستخدمون في ذلك مراصد دقيقة تتلقى أي إشارة خطر عن فكرة أو كتاب ربما قبل أن تصل الفكرة إلى جماهير الأمة! فماذا يفعل الأعداء عندما تعطيهم مراصدهم تلك الإشارة ؟ كيف يتصرفون ليحُولوا بينها وبين المجتمع الذي يحاول صاحبها نشر الفكرة فيه ؟
    إنهم في البداية يتعرفون على الـفـكـــرة بدراستها دراسة دقيقة، ثم يبدأون فيما يمكن أن نسميه مرحلة "المواجهة" وفي هذه المرحلة يبذل الأعداء جهداً ضخماً ويستخدمون مواهبهم الشيطانية كلها حتى لا يكون لتلك الفـكـرة أي عائد أو نتيجة.. ووسائلهم في ذلك كثيرة، وهم يغيرون منها دائماً ويعدلون فيها تمشـيــاً مع القاعدة التى تقول : "إن كل فخ عُرف مكانه يصبح دون جدوى" ، فوسائلهم تتنوع حـســب الظـروف مع المحافظة على المبدأ الأساسي وهو "تحطيم الفكرة أو شلّها" !!
    فهم تارة يصوبون ضرباتهم على اسم صاحب الفكرة وشخصه ؛ لكي يصيبوا فكرته بحيث يصلون إلى أن يصبح اسم صاحب الفكرة كافياً في النفور منها بل ومن الكتاب الذي يضمها وعدم قراءته من الكثيرين الذين يحكمون على فكرة معـيـنة أو كتاب معين وفق انعكاسات حدثت تجاه صاحبها وبمقتضى الكلام عن صاحب الفكرة والكتاب وليس من خلال جوهر الفكرة وما فيها من برهان.
    وفي أحيان أخرى يستخدم الأعداء طريقة "الاستبدال" فيطلقون هم أنفسهم فكرة جديدة تكون أقل ضرراً على مصالحهم من الفكرة ا لأصلية.
    صراع أفكار وحرب معلومة وتطور
    وبآليات مدروسة تتتبع كل فكرة إيجابية تهدف لتطوير وتقدم أو تحقق للأمة نفعا، وسلاحه الأول والأقوى فيها الإشاعة والفكر المعاكس والتشتيت والطعن تتغذى على جهل المستقبل واستعداده لقبول وترويج ما يريدون

    ومثلما استشهد مفكرنا الكريم عبد الرحيم صابر بالتنفير من كتب محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ووصم اتباعه بالوهابية وما طعنوا بأكابر الأمة وأفذاذها، يمكن بزعمي اعتبار واحتنا رابطة الواحة الثقافية وملتقاها ومؤسسها الدكتور سمير العمري دليلا ناطقا على صدق هذه المقولة، فهي منذ كان إنشاؤها صرحا للذود عن اللغة العربية والنهوض بواقع الأمة، عانت الطعن بدورها واسم وسمعة منشئها واختلاق الشائعات والأقاصيص للنيل منهم وانشاء المواقع الضرار تتغطى بقشور الحرص على الأدب واللغة والأمة، وتنأى بالشريحة المنوط بها الأمل بعيدا عن صحوة فكرية وأدبية تحقق للأمة نهضة تتحطم على صخرتها مصالح أعدائها...

    موضوع هام وطرح قيّم أشر لأحد أشد معاركنا مع العدو فتكا بالأمة وتضييعا لها

    أهلا بك أيها الكريم في واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة


    صراع أفكار وحرب معلومة وتطور
    وبآليات مدروسة تتتبع كل فكرة إيجابية تهدف لتطوير وتقدم أو تحقق للأمة نفعا، وسلاحه الأول والأقوى فيها الإشاعة والفكر المعاكس والتشتيت والطعن تتغذى على جهل المستقبل واستعداده لقبول وترويج ما يريدون

    ومثلما استشهد مفكرنا الكريم عبد الرحيم صابر بالتنفير من كتب محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ووصم اتباعه بالوهابية وما طعنوا بأكابر الأمة وأفذاذها، يمكن بزعمي اعتبار واحتنا رابطة الواحة الثقافية وملتقاها ومؤسسها الدكتور سمير العمري دليلا ناطقا على صدق هذه المقولة، فهي منذ كان إنشاؤها صرحا للذود عن اللغة العربية والنهوض بواقع الأمة، عانت الطعن بدورها واسم وسمعة منشئها واختلاق الشائعات والأقاصيص للنيل منهم وانشاء المواقع الضرار تتغطى بقشور الحرص على الأدب واللغة والأمة، وتنأى بالشريحة المنوط بها الأمل بعيدا عن صحوة فكرية وأدبية تحقق للأمة نهضة تتحطم على صخرتها مصالح أعدائها...

    موضوع هام وطرح قيّم أشر لأحد أشد معاركنا مع العدو فتكا بالأمة وتضييعا لها

    أهلا بك أيها الكريم في واحتك

    تحاياي
    شكرا لك أستاذتنا ربيحة ، مرور موفق كدأبك

    دمت بخير وعافية

    تحياتي وخالص الودّ

المواضيع المتشابهه

  1. كيمياء الأفكار
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 18-11-2014, 04:52 PM
  2. حرب الأفكار ( أقصوصة صحفية )
    بواسطة محمد محمد البقاش في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-12-2012, 08:20 AM
  3. -إدارة الأفكار وإرادة المعرفة - الرهان المعرفي عند الكاتب علي حرب
    بواسطة أمل فؤاد عبيد في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-02-2007, 03:10 PM
  4. سرقة الأفكار
    بواسطة إبراهيم الشريف في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 30-05-2006, 12:53 PM
  5. ماذا عن مقاطعة الأفكار ...؟
    بواسطة محمد دلومي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 05-02-2006, 05:57 PM