|
طَهورٌ .. يَا نَاصِرَ التَّوحِيد.. |
------------------------ |
كلمات متواضعة في الشيخ سفر الحوالي شفاه الله تتضاءل أمام هامته الشامخة.. |
------------------------ |
أَجْهَدْتَ قَلْبَكَ همَّاً أيُّها البَطَلُ |
وذُبْتَ في أُمّةٍ قَدْ شَفَّهَا الخَطَلُ |
أَرْخَصْتَ فيها الحَشَا قَلْباً وَأَوْرِدةً |
وَذُقْتَ مِن أَمْرِهَا مَا لَيسَ يُحتملُ |
لِسَانُ حَالِك "في دِيني وآخرتي |
أسلمتُ لله عُمْري ما الْتهى الأَجلُ" |
الرأَيُ رأيُك والأنْبَاءُ عَاصِفـةٌ |
والفَرْيُ فَرْيُكَ والأفكارُ تنتضلُ |
وفي فَتَاواكَ آياتٌ وَتَبْصـِـرةٌ |
وَقَولُكَ الفَصْلُ لا رَيْثٌ وَلا عَجَلُ |
فلوْ تَرى أَمّةَ الإسْلامِ إذْ وَقَفَتْ |
لَمْ يَبْقْ مِنْ أَرْضِها سَهْلٌ ولا جَبَلُ.. |
تَبْكِيَكَ يا نَاصرَ التّوحيدِ مِنْ ألمٍ |
وفي سَمَاها تَجَلّى الحُبُّ والأملُ |
أَصْبَحْتَ في قَلْبِها جُرْحاً ينزُّ أسى |
وقَبْلَها كُلُّ جُرحٍ مِنْكَ يَنْدَملُ |
سُؤَالُهَا مَنْ سَيَجْلُو كلَّ مُشْتَبَهٍ؟! |
منْ يُفحمُ الخَصْمَ والأَحْداثُ تَرْتَجِلُ؟! |
أمّـنْ يَقُودُ السَّرايا في دُجى فِتَنٍ |
أينَ السَّبيلُ إذا شَطّتْ بِنَا السُّبُلُ؟! |
فَلَوْ رَأيتَ عُيُونَ السّاهرينَ ضَنَى |
يَضّرعونَ .. وَدَمعُ العَينِ مُنْسَدلُ |
ولوْ رَأيتَ وُلاةَ الأَمرِ إذْ وَقَفوا |
يُسَاهِرونَك لا مَلّوا ولا غَفَلوا |
ولَوْ تَرى فِتيةً يسّاءَلـونَ هُنَـا |
وطفلةً في دُجى المحرابِ تَبْتهلُ |
ولَوْ تَرى الأمَّ تَبْكي بينَ صِبْيَتِها |
والقَلبُ يَلْهجُ والوجْدانُ مُشْتَعِلُ |
للهِ .. كَمْ مُهْجةٍ للدينِ مُخْلصةٍ |
قدْ اعتراها عليكَ الهمُّ والوَجَلُ |
عاشُوكَ في نَزْفِكَ القَاني وفي نَقَهٍ |
كمثلما عِشْتَهُمْ والحبُّ مُتَّصِلُ |
يَغْشَاكَ مِنْ شَوْقِهِم نَجْوى وأَدْعيةٌ |
ومِنْ لهَيبِ الحَشَايا تُمْطرُ المُقَلُ |
عليكَ ألْفُ طبَيبٍ.. يَا طبَيبَ هُدى |
بطبّهِ تُوْصفُ الأدْواءُ والعِللُ |
ولوْ تَرى جافيا قَدْ رَفَّ مِنْ حَسَدٍ |
وللتباشيرِ في أنفاسِهِ زَجَـلُ!! |
لمّا رَأَى حُبَّ خَلْقِ اللهِ أَكْمَـدَهُ.. |
واهتاج في بطنه الزقّومُ والدَّغلُ |
ففي بلائِكَ تَمْحِيصٌ و مَطْهَــرةٌ |
والمبْدأُ الحَقُّ يَسْتَعْلي ويَنْتَقِلُ |
ما زادكَ اللهُ إلاّ رِفْعَــةً و عُلا |
والوَغْدُ كسوتُهُ الخُذْلانُ والخجلُ |
كمْ نِلِْتَ مِنْ كَيْدِهمْ سِرَّا وفي عَلَنٍ |
مَا لَوْ عَلا جَبَلاً لَزّلزلَ الجبلُ!! |
كمْ قَاتلُوكَ وأَرضُ المسْلمينَ شَكَتْ |
قَهْراً فَمَا قَاتَلوا كُفْراً ولا خَذَلوا!! |
وكَمْ رَمَوكَ بأَقْذَاءٍ فَسِرْتْ لَهـمْ |
كمَا مَضَى السَّلفُ الماضونَ والرُّسُلُ |
قد كنتَ فينا عَصَى موسى بهيبتِهِا |
إذا تَجَلّتْ تَولّى السِّحرُ والدَّجلُ |
الحقُّ داعيهُ ، والتَّوحيــدُ بغيتُهُ |
يا مَنْ مقاصدُهُ الإرجافُ والجدلُ |
علمتنا أنَّ للإخـلاصِ مرتبــةً |
جُلّى عليها قلوبُ النَّاسِ تتّصلُ |
عَلَّمْتَنا كيـفَ تُنسى كلُّ سيئـةٍ |
وكيف يُسقى الإخا والودُّ والأملُ |
عَلَّمْتَنَا جَهْـرةً بالحـقِّ صادحةً |
إذا تغَشَّى النفوسَ الخَوْفُ والوجلُ |
يا أمــةً محّصَتْهَـا كلُّ نائبــةٍ |
وكلّـما فَترتْ غَنَّى لها الأمـلُ |
وَقَفْتَ في صَوْلةِ "التَّغريب" فانطفأتْ |
عينُ الحقودِ.. فخابَ اليومَ مَا سَأَلوا |
وقُمْتَ في فِتنةِ "التكفيرِ" فارتـدعتْ |
قوافلٌ زالَ عَنْهَـا الشكُّ والزللُ |
ياربُّ أدعوكَ والأَشجانُ لاعجـةٌ |
ففي يَدَيْكَ مِصَالُ البُرءِ والعِللُ |
شفيتَ أيوبَّ في ضرٍّ و مُكْتَهـلٍ |
والماءُ من حولِهِ شربٌ و مُغْتَسلُ |
وارتدَّ يَعْقُوبُ فيها مُبْصِرَا فمضى |
إلى الحبيبِ وقدْ دالتْ لهُ الدُّولُ |
فاشفْ الحَوَاليْ شِفَاءً لا تَدَعْ سَقَمَا |
أنت المُرجَّى وقد بارتْ بِنَا الحيلُ |
ما لي سِواكَ ومَوجُ الهمِّ ملتطـمٌ |
يا مَنْ عليهِ لكشفِ الضُرِّ نتّكلُ |
أُهْديكَ يا سَفَرَ الآمالِ قافيـتي |
لعلَّنا بالشفاءِ العَذْبِ نَحْتَفِلُ |
حتى نراكَ كنورِ الشَّمسِ مُشْرقةً |
وتنطوي عندَها الدَّهماءُ والسُدُلُ |
ففي شِفَائكَ سُلْواني وعَافيـَتِي.. |
كالغَيثِ يزهرُ منه السَّفْحُ والجَبلُ |
أحييتَ في جَمْعِنا إلفاً و مرحمــةً |
وفَوقَ أرواحِنَا منْ حُبِّكم ظُللُ |
هذا جوادُكَ مَسْـرُوجَا بصهوتِهِ |
فقُمْ وخُضْها جِهَادا أيُّها البطلُ.. |
----------------- |
شعر: صالح بن علي العمري – الظهران |