وبورك فيك عزيزتي حرة
أهديك والمتابعين الكرام تفسير آية الأحزاب من الظلال
((
(فلا تخضعن بالقول , فيطمع الذي في قلبه مرض). .
ينهاهن حين يخاطبن الأغراب من الرجال أن يكون في نبراتهن ذلك الخضوع اللين الذي يثير شهوات الرجال , ويحرك غرائزهم , ويطمع مرضى القلوب ويهيج رغائبهم !
ومن هن اللواتي يحذرهن الله هذا التحذير ; إنهن أزواج النبي [ ص ] وأمهات المؤمنين , اللواتي لا يطمع فيهن طامع , ولا يرف عليهن خاطر مريض , فيما يبدو للعقل أول مرة .
وفي أي عهد يكون هذا التحذير ? في عهد النبي [ ص ] وعهد الصفوة المختارة من البشرية في جيمع الأعصار . .
ولكن الله الذي خلق الرجال والنساء يعلم أن في صوت المرأة حين تخضع بالقول , وتترقق في اللفظ , ما يثير الطمع في قلوب , ويهيج الفتنة في قلوب .
وأن القلوب المريضة التي تثار وتطمع موجودة في كل عهد , وفي كل بيئة , وتجاه كل امرأة , ولو كانت هي زوج النبي الكريم , وأم المؤمنين . وأنه لا طهارة من الدنس , ولا تخلص من الرجس , حتى تمتنع الأسباب المثيرة من الأساس .
فكيف بهذا المجتمع الذي نعيش اليوم فيه . في عصرنا المريض الدنس الهابط , الذي تهيج فيه الفتن وتثور فيه الشهوات , وترف فيه الأطماع ?
كيف بنا في هذا الجو الذي كل شيء فيه يثير الفتنة , ويهيج الشهوة وينبه الغريزة , ويوقظ السعار الجنسي المحموم ?
كيف بنا في هذا المجتمع , في هذا العصر , في هذا الجو , ونساء يتخنثن في نبراتهن , ويتميعن في أصواتهن , ويجمعن كل فتنة الأنثى , وكل هتاف الجنس , وكل سعار الشهوة ; ثم يطلقنه في نبرات ونغمات ?!
وأين هن من الطهارة ? وكيف يمكن أن يرف الطهر في هذا الجو الملوث . وهن بذواتهن وحركاتهن وأصواتهن ذلك الرجس الذي يريد الله أن يذهبه عن عباده المختارين ?!
(وقلن قولا معروفا). .
نهاهن من قبل عن النبرة اللينة واللهجة الخاضعة ; وأمرهن في هذه أن يكون حديثهن في أمور معروفة غير منكرة ; فإن موضوع الحديث قد يطمع مثل لهجة الحديث .
فلا ينبغي أن يكون بين المرأة والرجل الغريب لحن ولا إيماء , ولا هذر ولا هزل , ولا دعابة ولا مزاح , كي لا يكون مدخلا إلى شيء آخر وراءه من قريب أو من بعيد .
والله سبحانه الخالق العليم بخلقه وطبيعة تكوينهم هو الذي يقول هذا الكلام لأمهات المؤمنين الطاهرات . كي يراعينه في خطاب أهل زمانهن خير الأزمنة على الإطلاق ! ))
انتهى
أسأل الله أن يجعلنا وإياك من أتباع الهدى الطاهرات الطيبات
اللهم ءامين